"ميتا" تقترب من فك شفرة الأفكار البشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي

profile
  • clock 16 فبراير 2025, 1:42:54 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقترب فريق أبحاث الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا من فك رموز الأفكار البشرية.

فقد تمكنت الشركة، بالتعاون مع المركز الباسكي للإدراك والدماغ واللغة، من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على إعادة بناء الجمل من نشاط الدماغ بدقة تصل إلى 80%.

يعتمد هذا البحث على تقنيات غير جراحية لتسجيل نشاط الدماغ، وفقًا لتقرير نشره موقع "gizmochina" واطلعت عليه "العربية Business".

وتشير الشركة إلى أن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لتطوير تكنولوجيا تساعد الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام.

كيف يعمل البحث؟ على عكس واجهات الدماغ والحاسوب الحالية التي تتطلب غالبًا عمليات جراحية، يعتمد نهج "ميتا" على تقنيات مثل تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG) وتخطيط كهربية الدماغ (EEG)، اللتين تقيسان نشاط الدماغ دون الحاجة للجراحة.

تم تدريب النموذج على بيانات من 35 متطوعًا أثناء كتابتهم للجمل، وعند اختباره على جمل جديدة، يدعي "ميتا" أنه يمكنه التنبؤ بدقة بما يصل إلى 80% من الأحرف المكتوبة باستخدام بيانات تخطيط الدماغ المغناطيسي، وهي دقة تفوق مرتين على الأقل تلك التي يتم الحصول عليها باستخدام تخطيط كهربية الدماغ.

ورغم أن هذه التقنية تظل محدودة، إذ تتطلب استخدام جهاز تخطيط الدماغ المغناطيسي في غرفة محمية مغناطيسيًا ويجب على المشاركين الحفاظ على الثبات للحصول على قراءات دقيقة، إلا أن فعاليتها بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابات دماغية ما تزال غير مؤكدة، حيث تم اختبارها على أفراد أصحاء فقط.

الذكاء الاصطناعي يرسم كيفية تشكيل الكلمات بالإضافة إلى فك تشفير الأفكار وتحويلها إلى نصوص، يساعد الذكاء الاصطناعي في "ميتا" الباحثين في فهم كيفية تحول الأفكار إلى لغة. حيث يحلل النموذج سجلات MEG ويتتبع نشاط الدماغ على مستوى الميلي ثانية.

يُظهر هذا كيف يقوم الدماغ بتحويل الأفكار المجردة إلى كلمات، مقاطع، وحتى حركات الأصابع عند الكتابة. ومن أبرز النتائج التي تم التوصل إليها أن الدماغ يستخدم "شفرة عصبية ديناميكية" تربط بين مراحل تكوين اللغة المختلفة مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى المعلومات السابقة، ما يفسر كيف يتمكن الناس من بناء الجمل بسلاسة أثناء التحدث أو الكتابة.

تشير أبحاث "ميتا" إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في المستقبل في تطوير واجهات كمبيوتر دماغية غير جراحية للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التواصل اللفظي. ولكن في الوقت الحالي، لا تزال هذه التكنولوجيا غير جاهزة للاستخدام العملي، حيث أن دقة فك التشفير تحتاج إلى تحسين، وتظل القيود على أجهزة MEG تجعلها غير قابلة للاستخدام في الظروف اليومية خارج المختبرات.

وتستثمر "ميتا" في تعزيز هذا البحث عبر شراكات متعددة، حيث أعلنت عن تبرع بقيمة 2.2 مليون دولار لمستشفى مؤسسة روتشيلد لدعم الدراسات الجارية، وتعمل أيضًا مع مؤسسات مثل NeuroSpin وInria وCNRS في أوروبا.

التعليقات (0)