المباديء و الحقوق الديموقراطية 

الديموقراطية تعود الحضارة اليونانية القديمة و هي تحديداَ من كلمتين،  الأولى وهي ديموس -  Demos وتعني الشعب، والثانية قراطس -  Kratos وتعني السلطة أو الحكم؛ وبذلك يكون تعبير الديمقراطية بمعنى " Demoskratos "حكم الشعب بنفسه و لنفسه" و هي نوعان:

١. الديموقراطية المباشرة و هي مشاركة الشعب المباشر في حكم و إدارة البلاد بالتصويت من خلال الاستفتاءات

٢. الغير مباشرة (النيابية) عن طريق انتخاب الشعب لنواب يمثلونه لهم حق التشريع و المراقبة و الموافقة علي خطط و اتفاقيات و قرارات الحكام و سحب الثقة منهم.

نظرا أن الأولي لم تعد صالحة بعد اتساع الدول و ذيادة عدد السكان بينما الثانية انحرفت بفساد عملية اختيار النواب و تحكم أصحاب المصالح و النفوذ و القوة صدر الاعلان الدولي المباديء و الحقوق الديموقراطية في عام ١٩٦٦.

حدد الاعلان الدولي المبادئ و الحقوق الديمقراطية في إطار القانون الدولي، وهو يتضمن بصفة خاصة:

• حرية التعبير.

• الحق في التجمع السلمي

• الحق في حرية تكوين الجمعيات مع آخرين

• الحق في المشاركة في إدارة الشؤون العامة، سواء بطريقة مباشرة أم من خلال ممثلين يختارون اختياراً حراً.   

•  الحق في أن يقوم بالانتخاب وبأن يكون هدفاً للإنتخاب في انتخابات نزيهة تجرى بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين و بالتصويت السري، مع ضمانها للتعبير الحر عن إرادة الناخبين.

فإذا ما حاولنا تقييم مدي التزام منظومة الحكم و اتخاذ القرار الحالية فتاتي النتيجة كالاتي

. حرية التعبير - مقيدة

. الحق في التجمع السلمي - ممنوع أمنيا

. الحق في حرية تكوين الجمعيات - معقد اجراءيا و أمنيا

. الحق في المشاركة في الشؤون العامة - المجالس النيابية لا تمثل الشعب و المشاركة المباشرة محظورة

. الحق في الانتخابات - عدم نزاهة الانتخابات و شفافيتها واضحة للجميع  و تدخل السلطة و المال السياسي في استغلال حاجة المواطنين للتأثير علي قرارهم الانتخابي ظاهرة متكررة في كل الانتخابات بالإضافة إلي عيوب منظومة الانتخابات و عدم نضج وعي قطاع كبير من الناخبين

الديموقراطية مازالت امل فى خاطر بعض المصريين و ليست هدفا لكل المصريين. لن تقوم الديموقراطية إلا بضمان تنفيذ مباديء و قواعد الديموقراطية. و هذا يتطلب توافق الجميع حول إقامة دوله مدنية ديموقراطية حديثة و العمل معا حتي تحقيقها. 

فقد بعد إقامة هذه الدولة يمكن أن نمارس الديموقراطية بعد ان يكون لدينا كوادر ديموقراطية و إرادة شعبية لفرض منظومة الحكم و الإدارة الديموقراطية.

البداية تيار من أجل التغيير و التنمية الشاملة بهدف إقامة الدولة المدنية الديموقراطية حتي يمكننا أن نعيش الحياة الديموقراطية. أي محاولة لوضع العربة أمام الحصان (الديموقراطية أمام التغيير) لن تؤتي ثمارها.

تلك هي العقبة الكبري لنهضة مصر. إزالة هذه العقبة يتطلب تضافر الجهود من الجميع لدفع تيار وطني من أجل التغيير و التنمية.

"لا تضعوا العربة أمام الحصان"