نورالدين إبراهيم : الفقر الادراكي لدي بعض البشر

profile
  • clock 5 يوليو 2021, 3:47:38 م
  • eye 1106
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سأحكي لكم قصة حقيقية لنتبين كيف يمكننا علاج الفقر الادراكي أو فقر المهارات الشخصية أو فقر سلوكي

في يوم وأنا في مكتبي دخل اثنان من الزملاء الكرام. أحدهما يكبرني سنا والآخر يصغرني سنا. جلس الاثنان وواجب الضيافة يفرض نفسه إذ في مكتبي جهار عمل القهوة الأمريكية وغلاية مياه لعمل الشاي ومشروبات عشبية

بادرني الزميل الأكبر سنا قائلا: أنا سمعت يا د/نور أنك أخذت فكرتي (الرجل يقصد أنني سرقتها منه، ولكنه استحى أن يقولها). ابتسمت ولكن ذهني حاول ان يتذكر شيئا فلم أستطع فقلت له: تكرم بتوضيح اكثر، من فضلك

شرح الرجل فكرته واول مرة أعرفها ولايوجد فيها جديد غير جهاز استشعار والفكرة منفذة منذ سنوات

قلت له: أنا اول مرة أسمع عنها، وإذا كنت تقصد موضوع السيطرة الذاتية على سرعات السيارات على الطرق السريعة فهو موضوع مختلف تماما. فكرة تصميمي كانت لخدمة طرق المملكة العربية السعودية للحد من الحوادث المميتة

اكتشف الرجل أنه سقط فيما لايتمناه لأنه انقاد خلف سفيه أو أكثر، وواحد فقط منهم يمكنه اشعال كوارث لانهم متفرغون للنميمة ولابأس من عمرة كل أسبوعين

للأسف مشروعي لم ينفذ لأن الجهة المعنية ارسلته لأمريكي تخصص فلسفة أو تاريخ أو ماشابه ولم يحاول حتى قراءة ملف التصميم، فارسل رسالة استنكار: السيارات الحديثة فيها GPS فلماذا هذا المشروع يتحدث عن GPS؟ الحمد لله أنني كظمت غيظي وتفهمت مشكلة وطننا العربي

فيما بعد إلتقيت زميلي الأصغر سنا، فقال لي: أنت لم تدرك أنني كنت متهما بسرقة فكرته وأعطيتها لك ولكن الله برأني من حيث هو لايدري وأنت لاتدري

اهتزت مشاعري ألما ليس لأنني أحب جدا وحتى اللحظة زميلي الأصغر سنا ولكن جهل زميلي الأكبر سنا بكتاب الله في قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة وأنتم لاتعلمون" صدق الله العظيم.

فيما بعد ذاك الزميل الأكبر سنا أفشل مؤتمرا كنت أعمل عليه، فالرجل كانت لديه حصانة عند رئيسه، وهى قصة تحتاج الى حديث آخر

الموضوع بسيط، طالما الإدارة حائرة للتصرف ضده يجب هدم كل شئ لعل ذلك يوقظ النيام

المهم، عندما قال لي أنني أخذت فكرته وفهمت ما تكون فكرته والتي يعرفها أبسط تقني، قلت له: دكتور، تكرم بزيارتي كل صباح لأصنع لك كوب قهوة أمريكي فاخر وعليه فكرة رائعة. وأنا أقصد ذلك ولم أكن كاذبا. ما أكثر الأفكار ولكن مشكلتنا في ضيق الوقت وضعف التجهيزات التقنية

أظن أن الفقر الذهني أو السلوكي أو الفقر  الادراكي يفسد على صاحبه/صاحبته المكانة المجتمعية اللائقة بالدرجة العلمية الملصقة على الحائط

التعليقات (0)