- ℃ 11 تركيا
- 2 يناير 2025
"هآرتس": لا خلاف بين نتنياهو ورؤساء المنظومة الأمنية في شمال القطاع واليمن
"هآرتس": لا خلاف بين نتنياهو ورؤساء المنظومة الأمنية في شمال القطاع واليمن
- 30 ديسمبر 2024, 11:57:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المحلل السياسي ألوف بن - هآرتس
يعارض نتنياهو التوصل إلى صفقة مع "حماس" لإعادة المخطوفين في مقابل وقف الحرب وانسحاب الجيش من القطاع، ويبرر موقفه بالحاجة إلى تفكيك "حماس"، لكن التحليلات السائدة ترى أن لديه دوافع سياسية؛ فهو يتخوف من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش اللذَين يعارضان الصفقة، ويهددان بإسقاط الائتلاف الحكومي والذهاب إلى انتخابات تشير الاستطلاعات إلى أن نتنياهو سيخسرها. أمّا الأبطال الحقيقون في هذه القصة، فَهُم رؤساء المنظومة الأمنية الذين يريدون استعادة المخطوفين، لكنهم عاجزون عن مواجهة نتنياهو والعصابة التي وراءه.
هذه الرواية تخدم الصورة العامة للطرفين في نظر مؤيديهم، إذ يستطيع نتنياهو أن يتهم رؤساء الجيش والاستخبارات بالانهزامية والخضوع لـ"حماس" بعكس موقفه الوطني. أمّا قادة الجيش، فيمكنهم تقديمه بأنه جبان وخرقة وعرضة للابتزاز على يد الحاكمَين الحقيقيين للدولة، بن غفير وسموتريتش.
هذا بَيْدَ أن الحقائق على الأرض، بعكس الكلام والإحاطات، تضع هذه الرواية موضع شك كبير، فالمجهود الحربي مستمر على جبهين: شمال غزة واليمن؛ ففي القطاع، يعمل الجيش على التطهيرالعرقي والتدمير المادي لكل البلدات الفلسطينية من أجل إعداد المنطقة للضم، وربما للاستيطان، وهذا هو العقاب الأقصى لـ"حماس" على "مذبحة" 7 تشرين الأول/أكتوبر. هنا لا يوجد أي خلاف بين نتنياهو، الذي يحافظ على الغموض فيما يتعلق بشمال القطاع، والجيش الذي يدعو المراسلين إلى مشاهدة الدمار في جباليا وتمركز قواته في "ممر نتساريم" الذي يبلغ حجمة حجم تل أبيب.
وفي الساحة اليمنية، لا توجد أي فجوة بين رئيس الحكومة وكبار المسؤولين في الجيش؛ فكلهم مع التصعيد، ويشرحون أن قصف سلاح الجو في اليمن هو فقط تدريبات تحضيرية لعملية كبيرة جداً، وهي مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
منذ أجيال، يضع الطيارون وعناصر الاستخبارات خطط العملية، ويتحضر السياسيون لهذه المهمة، والآن، يبدو أن هناك فرصة ربما لا تتكرر للقيام بها. وقد فُتحت مسارات الطيران إلى نتانز وفوردو على مصراعيها بعد زوال العقبات التي كانت تعترضها؛ تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، وانهيار نظام الأسد في سورية، وإعلان الميليشيات في العراق وقف إطلاق النار. وإسرائيل تنتظر فقط التزود بالسلاح والموافقة من دونالد ترامب، وربما حتى من جو بايدن، كهدية وداع.
وإن التوصل إلى صفقة مخطوفين توقف الحرب ستعطل هذَين المخططين؛ إذ ستعيد قطاع غزة المدمَر إلى الفلسطينيين، والجيش الإسرائيلي سينتشر من جديد على خطوط 6 تشرين الأول/أكتوبر من دون ضم أو استيطان. وإذا أوقف الحوثيون النار ورفعوا الحصار البحري عن إيلات، فسيكون من الصعب على إسرائيل تبرير الهجوم على إيران، وخصوصاً إذا أدى الهدوء إلى إحياء الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بين طهران والغرب.
لكن ما دام المخطوفون في غزة، فإن إسرائيل تستطيع مواصلة الجهد الحربي، وإحكام قبضتها على شمال القطاع، والأمل بالحصول على موافقة أميركية لمهاجمة إيران. لذلك، يقترح نتنياهو على "حماس" صفقة بديلة؛ إبقاء قسم من المخطوفين لديها، مع احتفاظها بسيطرتها على جنوب القطاع، في مقابل خسارة الأراضي الواقعة في شمال "نتساريم"، والتي ستبقى في يد إسرائيل. وستضطر "حماس" إلى المحافظة على المخطوفين الباقين كأرصدة أخيرة تملكها من أجل البقاء، لكنها في هذه الأثناء ترفض الاقتراح.
إن الحرب تحظى بشعبية وسط الجمهور اليهودي الإسرائيلي، وقد ازدادت منذ خضوع حزب الله وسقوط الأسد. ويتشاجر نتنياهو والجيش على أمر "مَن سيعود إليه الفضل في الإنجازات؟"، لكن على الرغم من الخلافات الإعلامية بينهما، فإنهما يعملان بانسجام في شمال القطاع واليمن، ويستعدان لأي عملية في إيران. وما دام هذا هو الوضع، فإن المخطوفين التعساء سيظلون ينتظرون دورهم في أسفل قائمة الانتظار.