هادي جلو مرعي يكتب: شهر رمضان رؤية اقتصادية

profile
هادي جلو مرعي مرعي باحث وكاتب صحفي عراقي
  • clock 17 مارس 2024, 11:06:14 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شهر رمضان ليس كبقية الشهور فهو محطة طمأنينة للروح والضمير ووقت ليس للصيام وحسب بل راحة للنفس والعقل وتحول من حال الى آخر حين يستقبل الفرد تلك الأيام بالاستعداد لصيام محسوب ويمثل فترة لعلاقة مع الإله مختلفة حيث ورد إن رمضان هو شهر الله وفيه تغفر الذنوب وتقبل الحسنات وتتضاعف وتغل الشياطين وتقيد وتعجز عن الإغواء وهو ليس إنقطاعا عن الطعام والشرب وحسب وليس صوما للجوارح وإنما هو صيام عن كل مايعد ذنبا وانتهاكا لحرمة الشهر الكريم الذي جعله الله عتقا للرقاب من النار ومساحة للتأمل والتضامن مع الآخرين الذين يكابدون الفقر والحاجة ويعانون من الضائقة ولاتتوفر لهم شروط الحياة كما ينبغي ويتحملون الكثير من المعاناة التي هي في جزء منها إبتلاء وإمتحان للفقير الذي ينتظر من يمد له يد العون وللغني كفرصة ليتصدق بما لديه من مال وطعام ويخفف تلك المعاناة.
    
رأينا كيف تداعى العراقيون لتقديم المساعدات الغذائية وجمعوا التبرعات وكل مايمكن أن يسد الحاجة بعد الدعوة التي وجهها السيد مقتدى الصدر للتضامن مع شعبنا المحاصر في غزة حيث ظهر المعدن الأصيل للعراقيين الذين وعبر تاريخهم المجيد ومع تغير الأزمنة وزوال أجيال ومجيء أخرى مايزالون يعبرون عن كرمهم فقد ورد في الحديث الشريف إن الخير يمكن أن ينفد في كل بقاع الدنيا وبلدانها لكنه باق في العراق والى الأبد والى يوم القيامة حيث نلاحظ ذلك جليا في المناسبات الدينية والرياضية وفي الأماكن السياحية وسواء كان الضيف من الداخل أو أجنبيا حيث الماء والطعام والخدمات الطبية والتكافل غير المنقطع والذي يمثل ثقافة مجتمعية راسخة ومتجذرة ولها جذور عشائرية ودينية ونفسية جعلت من أبناء هذا البلد مضربا للمثل في الكرم والتضحية والإيثار وبذل الوسع والترحاب بكل قادم دون تقصير.
    
الحكومة العراقية تبذل جهودا كبيرة لتقديم متطلبات الغذاء للشعب العراقي خاصة خلال شهر رمضان وكذلك وزارة التجارة من خلال مواجهة ضعاف النفوس الذين حاولوا زيادة أسعار المواد الغذائية واللحوم مستغلين حاجة الأسر العراقية مع قدوم هذا الشهر الكريم حيث تم ضخ كميات كبيرة من المواد الغذائية المختلفة عبر السلة الغذائية وزيادة المواد ضمن مفردات البطاقة التموينية وبمختلف المواد المستوردة من الخارج عبر الشركات المختصة وكذلك تم توزيع مادة الطحين والرز والشاي وزيت الطعام والبقوليات ومساحيق التنظيف وغيرها من المواد الأساسية التي تحتاجها العائلة العراقية ما أدى الى كبح جماح المتلاعبين وكذلك خفض الأسعار وتم استيراد اللحوم بكميات كبيرة حيث التنبه إلى محاولات البعض للتلاعب بقوت المواطنين واستغلال الظروف الراهنة لتحقيق أرباح مالية غير مشروعة مع إن هولاء لايفكرون بالمشروع وغير المشروع من السلوكيات بهدف تحقيق منافع ومكاسب كبيرة وفي فترة زمنية قليلة.

كلمات دليلية
التعليقات (0)