- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
هدوء غزة "هش" والتصعيد مرتبط بجهود الوساطة والتصعيد في سجون الاحتلال
هدوء غزة "هش" والتصعيد مرتبط بجهود الوساطة والتصعيد في سجون الاحتلال
- 2 يناير 2022, 11:20:33 ص
- 456
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عرب48: أثارت تحليلات أوردتها الصحف الإسرائيلية، صباح اليوم، الأحد، التساؤلات حول دقة التقديرات العسكرية الإسرائيلية المتعلقة بمدى الردع الذي نجحت إسرائيل في تحقيقه مقابل فصائل المقاومة في قطاع غزة، في أعقاب الحرب الأخيرة على القطاع في أيار/ يوليو الماضي، معتبرة أن الأحداث التي شهدها قطاع غزة خلال الفترة الماضية، مثلت رسائل مختلفة من الفصائل الفلسطينية لإسرائيل، مرتبطة بانسداد أفق محادثات تثبيت "التهدئة" عبر الوسيط المصري، والتوترات في سجون الاحتلال.
وأشار محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن إطلاق النار من القطاع وإصابة إسرائيلي بجروح طفيفة، ظهر الأربعاء الماضي، وسقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة، في عمق البحر قبالة مدينة تل أبيب، دليل واضح على "هشاشة" التهدئة في غزة، على الرغم من القناعة بأن الحكومة الإسرائيلية، من جهة، وقيادة حركة حماس، من جهة أخرى، لا ترغبان في تصعيد أمني جديد.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن "حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكل لأسبابها الخاصة، تريدان الضغط على إسرائيل لتقديم المزيد من التسهيلات، ومستعدتان للمخاطرة باحتمال تجدد المواجهة العسكرية في قطاع غزة"؛ في المقابل، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن إسرائيل معنية بمواصلة مسار "التسوية" و"تبذل جهودا للحفاظ عليه رغم الحادثتين الأخيرتين".
وتشير تقديرات هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، بحسب "يديعوت أحرونوت"، إلى أن "حركة حماس معنية كذلك بواصلة التحرك في مسار التسوية إلا أنها مستاءة من وتيرة التقدم في المحادثات التي تجرى عبر الوسيط المصري في محاولة لـ"تثبيت التسوية".
ووفقا لـ"هآرتس"، فإن حركة حماس نقلت حماس رسائل لإسرائيل عبر المسؤولين في المخابرات العامة المصرية أن إطلاق النار قرب المناطق الحدودية، مثل حادثة منفردة وأن إطلاق القذيفتين باتجاه سواحل تل أبيب كانت نتيجة للأحوال الجوية السيئة وأنه لا توجد نية للتصعيد؛ في حين بات الجانب الإسرائيلي أكثر تشككا تجاه "حجة الأحول الجوية"، وترجح أن يكون ذلك "مرتبطًا بالإحباط لدى قيادة الحركة من وتيرة التقدم في مشاريع إعادة إعمار القطاع ورغبتها في الضغط على إسرائيل ومصر للتحرك بسرعة أكبر".
وربطت التحليلات الإسرائيلية الأحداث الأخيرة في غزة، كذلك بالتوتر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، سواء ما يتعلق بالتصعيد التي تتعرض له قيادات أسرى حماس بما في ذلك إجراءات القمع والعزل في أعقاب عملية الطعن التي استهدفت أحد السجانين في سجن نفحة والتراجع في الحالة الصحة للأسير هشام أبو هواش، الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم 139 على التوالي ضد اعتقاله الإداري.
ويعقد قادة حركة حماس في سجون الاحتلال، يوم غد، الإثنين، جلسة مع المسؤولين في مصلحة "سجون الاحتلال" في محاولة للتوصل إلى تفاهمات، وذلك بعد فشل التوصل إلى أي اتفاق حول أوضاع الأسرى، في أعقاب عقد مجموعة من اللقاءات بين ممثلين عن حماس والمسؤولين في استخبارات مصلحة السجون الإسرائيلية، في محاولة للتهدئة.
وأشارت "هآرتس" إلى أنه على الرغم من أن الرد الإسرائيلي سيكون حتميا على إطلاق القذيفتين من قطاع غزة لأن ذلك جزء من معادلة الردع التي تحاول إسرائيل فرضها على فصائل المقاومة في غزة، إلا أن الرد سيكون محدودا ومتناسيا، معتبرة أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بالتصعيد في هذا التوقيت، لتركيزها على أولويات أخرى، بما في ذلك المشروع النووي الإيران، وتعزز قوة "حزب الله" اللبناني ومواجهة الموجة الخامسة لفيروس كورونا المستجد.
وشددت الصحيفة على ما وصفته بـ"المعضلة" التي باتت تواجهها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة "سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري"، والتي تتمثل بـ"إطلاق النار من غزة في الأسبوع الذي يدعي فيه الجانب الإسرائيلي أنه "تمكن من تغيير قواعد المعادلة وردع الفلسطينيين"، وذلك في إشارة إلى التقرير الصادر عن الجيش الإسرائيلي، خلال الأسبوع الماضي، والذي عزا "الهدوء النسبي" في قطاع غزة إلى "ارتداع" فصائل المقاومة الفلسطينية و"السياسة المدنية" التي زعم أنه ينتهجها في مقابل القطاع المحاصر.
واعتبرت التحليلات الإسرائيلية أن التصعيد في الخطاب لدى قادة "حماس" والجهاد الإسلامي، والذي يعكس "حالة الإحباط" من تقدم جهود الوساطة وإجراءات إعادة الإعمار والتسهيلات التي تنتظر حركة حماس تحقيقها، أدى سواء إلى حادثة إطلاق النار قرب المناطق الحدودي شرقي القطاع، وإطلاق القذيفتين باتجاه سواحل غزة.
وشددت التحليلات أن كل ذلك مثل إنذارًا واضحًا من فصائل المقاومة في غزة للحكومة الإسرائيلية، وأن المعادلة باتت "تسريع وتيرة محادثات في ملفات تثبيت التهدئة وإعادة الإعمار وتقديم تسهيلات إنسانية للقطاع والتقدم في مفاوضات تبادل الأسرى أو "ستكون إسرائيل هي من يدفع الثمن".
وفي أعقاب القصف الإسرائيلي على مواقع في قطاع غزة، فجر اليوم، بزعم الرد على إطلاق القذيفتين باتجاه سواحل تل أبيب، قالت حركة حماس، إن الاستهداف الإسرائيلي لبعض النقاط والأراضي الزراعية في قطاع غزة، عدوان يُضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، في بيان: "ستظل المقاومة تؤدي واجبها في الدفاع عن الشعب، وتحرير الأرض والمقدّسات، متمسّكة بسلاحها حتى التحرير والعودة". وأشاد بدور رجال المقاومة "الذين تصدّوا للغارات (الإسرائيلية)، الليلة، بصواريخهم ومضاداتهم الثقيلة".