- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
هشام توفيق يكتب: كوخافي في المغرب، هل تخوف من الجزائر أم قنبلة موقوتة "غضبة شعبية مغربية"؟
هشام توفيق يكتب: كوخافي في المغرب، هل تخوف من الجزائر أم قنبلة موقوتة "غضبة شعبية مغربية"؟
- 26 يوليو 2022, 2:25:49 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المحور الأول: كوخافي ولواء الأبحاث وتخوف من القنبلة المرتقبة في المنطقة المغاربية؟
في الوقت الذي تتصاعد فيه الكوارث في المغرب تفقيرا وفسادا وإهمالا للشعب المغربي خصوصا في شمال المغرب بعد حرائق رهيبة في قرى القصر الكبير والعرائش، فإن المطبع المغربي
وأبواقه يرقصون في الرباط في مكتب الكيان الصهيوني بمناسبة ما يسمى زيفا (عيد استقلال الكيان الصهيوني)...رقص وغناء واحتفالات بمن؟
نعم بدولة مزيفة دخلت إلى المغرب من بوابة التعايش والسلام وجلب الاسثتمار، في حين هي كيان وجرثومة تتسرب إلى شعوبنا، لتضع بيضها ليخرج يوما في شكل كيانات مخربة تخرب الشباب المغربي، بالشذود الجنسي والإلحاد والمخدرات والدعارة وتأجيج الطائفية والقومية،..واسأل من قتل أطفال مغاربة في فلسطين لهم أصول من عائلة العلمي والريفي في حرب غزة 2021 ؟ أليس هو رئيس الجيش الإسرائيلي الذي يتم استضافته اليوم في المغرب، ثم من قتل المغاربة في حارة المغاربة في القدس بجوار المسجد الأقصى أليس الصهاينة والجيش الإسرائيلي من داس بجرافاته جماجم المغاربة الذين يقطنون القدس منذ عهد صلاح الدين الأيوبي وبتوصية منه لأنهم أنفع في حماية القدس..؟
،
وقد سألني أحدهم في تويتر، هؤلاء الإسرائيليون في سفارتهم يحتفلون في الرباط والوقاية المدنية المغربية تقوم بعلمها بإطفاء حريق شمال المغرب..والكل تمام.. فأين المشكل؟
قلت: الذي تم إدخاله إلى المغرب هو كيان مجرم معروف بنخره وتفتيته لأي منطقة اخترقها وسمح له بالاستقرار فيها لدعم النظاما المستبد كي لا يضعف أمام قوة الشعب وغضباته...
وها هو اليوم وبعد زيارة بايدن لإدماج إسرائيل في المنطقة، يصبح المغرب البوابة الأولى لتكريس برنامج الدمج والتطبيع الكامل.
عحبا،، وكأنهم بدؤوا بالمغرب أولا، أي تطبيع وتنسيق حقيقي في أعلى مستوى، بحضور رئيس الجيش الإسرائيلي رفقة مسؤول ( لواء الأبحاث) عميت المسؤول عن وضع بنك الأهداف في أي مواجهة ، إذن سيتم الاستعانة (بوحدة الأبحاث الإسرائيلية) فمن سيكون بنك أهداف النظام المغربي والكيان الصهيوني..؟
وقد لا يخطر على الكثير مدى خطورة ودواعي هذه الزيارة للمسؤول العسكري الإسرائيلي، الذي قتل العشرات من أطفال غزة وخطط حروبا ضدها وضد سوريا ولبنان والمنطقة..
المحور الثاني: لماذا كوخافي في المغرب؟
وللتأكيد على خطورة الزيارة التي تختلف عن سابقتها من تطبيع أرصد هذه النقط:
النقطة الأولى : نتساءل بعد التخطيط والتنزيل لصفقة القرن وهي صفقة ترامب، ماذا كان بنك الأهداف الأول؟
بأسلوب آخر، إذا كانت "صفقة القرن" سابقا هي تحرك أمريكي بدعوة وعقل وطلب إسرائيلي، لتقويض فلسطين لأنها تشكل شرايين حياة للأمة والمنطقة، فلماذا كانت الشعوب العربية والقوى الحية والمؤسسات العلمية والعلمائية والحركات هي بنك الأهداف الأول في المنطقة؟ لماذا يمكن (إذن وفقا للأهداف) استهداف شريان فلسطين التي من أجلها الصفقة مصنوعة؟
ولماذا كانت الوجهة أولا إلى استهداف المنطقة والشعوب وتفتيت المفتت، وتصفية قواها الحية، وهو ما دفع الأنظمة العربية ومنها السعودية والإمارات والبحرين إلى تصفية وحصار العلماء والدعاة والنخب، والقوى المناهضة للصهيونية، والحركات الإسلامية، وتتبع خطة التمهيد، أي ضرب كل مشوشات التي يمكنها مواجهة الخطوة الثانية في الصفقة وهي تصفية المقاومة وتهويد كل القدس وفلسطين؟
إذن هي فكرة خبيثة نابعة من (ألوية البحث العبري الإسرائيلي) (لواء الأبحاث )القائمة على فكرة تصفية، أهم شريان حياة للأمة الإسلامية وهي الشعوب وقواها المحافظة على هويتها..
نعم هم يعلمون أن مقوم فلسطين شريان ثان في إحياء الأمة وحياتها وأملها، لكن مقوم شريان الشعوب العربية والإسلامية وقواها الحافظة للهوية والاسلام شريان ربما أقوى في التأثير، علما أن تحررها مستقبلا، يمكن أن يصنع عشرات المقاومات في المنطقة وليس فحسب مقاومة واحدة في فلسطين...، بل والتاريخ يشهد أن فلسطين كانت دوما تتحرر من الخارج(عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله)..
- النقطة الثانية: الملاحظ أن المسؤول عن بنك الأهداف (قائد لواء الأبحاث) الذي سيحضر إلى المغرب اليوم رفقة رئيس الجيش الإسرائيلي، وهذا القائد للواء الأبحاث هو نفسه من يحدد المهددات والعدو المطلوب الاستعجال لضربه وتصفيته، وهو نفس الجهاز البحثي الذي كان يحضر في لقاءات خاصة مع أنظمة عربية صحبة، مسؤولي الجيش العسكري الإسرائيلي، لاختراق المخابرات العربية وعسكر الأنظمة التي تعاني من ثورات شعبية أو أنها ستعاني مستقبلا من ثورات..
فكانت مثلا قوة ( لواء الأبحاث) الباحثة المنقبة عن سبل مواجهة خطر الشعوب والقوى الحية، تنهج سياسة الانقلاب بعد تدريب سابق للمخابرات في مصر والقوى المصرية للتمهيد لهذه الخطوة...
وهو نفسه الذي حدث في اليمن وليبيا وتونس، فقوة لواء الأبحاث، كانت حاضرة في التدريب للمخابرات والعسكر العربي المطبع في حالة تحسب لخطر قادم من الشعوب، يمكنه أن يسقط النظام أو أنظمة عربية، مما يهدد مصالح الكيان الصهيوني، الذي يتخوف من تحرر الشعوب العربية والإسلامية، ثم صناعة قوة عربية إسلامية في المستقبل يمكنها النظر في تصفية أم الخبائث وصانع الفساد والأنظمة الفاسدة وهو الكيان الصهيوني...
وحتى الدول الآسيوية مثل بورما وسيرلانكا (التي تثور الآن) كانتا في استضافة لواء الأبحاث وقوى العسكر الإسرائيلي والأمني والاستخباري من أجل تدريب النظامين على كيفية تخطي " بعبع الإسلام والشعب المسلم" مثل الروهينجا ..
وقد كتبت في (كتابي الاستراتيجية الصهيونية والتطبيع الجديد) عن السعي المستقبلي للأنظمة العربية في شمال إفريقيا، إلى استدعاء بعض الأنظمة المغاربية القوة الصهيونية لتدريب أجهزة المخابرات في المغرب العربي ( في كيفية التصدي لغضبات الشعوب في المنطقة المغاربية)، خصوصا بعد فشل كل من القوة الفرنسية والقوة الاستبدادية في إضعاف شعوب المنطقة المغاربية وأفريقيا. ..
- النقطة الثالثة: من أهداف هذه الزيارة كذلك هو عملية إنقاذ الاستبداد وهو ما عنونته في كتابي (الاستراتيجية الصهيونية والتطبيع الجديد بالافساد لإنقاذ الاستبداد ) ورصدت من خلال (مركز بيكن الإسرائيلي) وجود أوراق علمية بحثية إسرائيلية في مؤتمراتهم، تكشف خطورة (موجة ثانية من الثورات) في المنطقة الشرقية والمغاربية..
إذن في بداية التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني بحضور (ابن شابات) توجهت مقالاتي إلى أن هذه الزيارة جاءت من أجل مصلحة الكيان الصهيوني لتنزيل صفقة القرن والتمدد وتحسين وجهه، فضلا إلى سبب ثان هو في مصلحة النظام المغربي من أجل حماية النظام المغربي وتعزيز قدرته ضد غضبات الشعب المغربي المستقبلية، وكأن الكيان الصهيوني يستدعى في حالة الحرج والأزمة.
فأمريكا يتم استدعاؤها من الكيان الصهيوني صفقة لتعزيز الوجود الصهيوني في المنطقة، وفي نفس الوقت تستدعي الأنظمة العربية الضعيفة القوة الصهيونية من أجل تعزيز وجودها في بلادها، كي لا تسقط في أي لحظة بسبب غضب الشعوب.
لذلك فحضور التطبيع الكامل بدمج كامل، هو حضور استعجالي (لقائد لواء الأبحاث) وقوة الاستخبارات الإسرائيلية، هو دلالة على أزمة النظام المغربي، ورصده لتحولات قادمة في المغرب قد تقوم بتأسيس لفراغ لا بد من ملإه، وإلا وجدنا من سيملؤ الفراغ من الشعب المغربي، بقيادة البلد بتشجيع خارجي ربما، أو على الأقل بقبول من أعداء أمريكا وهم إيران روسيا..
إذن زيارة بايدن "رفقة هدفين أساسين" وهما( ملأ الفراغ ثم دمج إسرائيل في المنطقة )، هو ما تم تنزيله أولا بأول في المغرب، خوفا من زلزال يحدث في المغرب بسبب غضبة الشعب المغربي الذي يتأجج غضبه يوما بعد يوم، وربما غياب إدماج إسرائيل في الأزمة المغربية والمخابرات المغربية سيجعل الكفة مستقبلا في صالح الشعب المغربي والقوى الحية، بتشجيع ونصرة من أعداء إسرائيل وأمريكا روسيا الصين الجزائر وإيران..
وقد يتساءل البعض، إذا كان مشروع الدمج الإسرائيلي في المنطقة المطلوب أولا لتستفيد منه السعودية ودول الخليج لأنها مهددة أولا بخطر إيران، فلماذا رأينا الدمج أي إسرائيل في المنطقة بدأ بالمغرب في المنطقة المغاربية علما أن المغرب لم يحضر إلى قمة الأمن، ولم يكن معنيا بالدمج لأنه لم يكن مهددا بخطر، وفي المقابل كان المغرب أول من تم إدماجه مع إسرائيل..؟ والجواب في سؤال هو لماذا حضور في قمة جدة رفقة بايدن المسؤول الأمريكي عن شمال إفريقيا؟
إذن أرى أن القنبلة النووية التي كانت إسرائيل تتخوف منها في المنطقة، قد ظهرت بوادرها في المنطقة المغاربية، وهي ثورات ثانية قادمة خصوصا في المغرب، إذن هي قاعدة( أرني أين هو اقتراب الغضبة أقل لك أين سيكون الادماج الكامل مع إسرائيل )...
إذن في نظرهم لا بد من سرعة تنزيل خطة بايدن بدمج إسرائيل في أي منطقة مهددة (بمارد التحرر) والمغرب كان أول الضحايا..
القنبلة الحقيقية هي ثورات خصوصا في المغرب، الذي أصبح يصرح مغاربته بمعاناة من الاستبداد المخزني المغربي والإفساد الصهيوني والتطبيع المنظم لتخريب التربية والهوية والزراعة والإعلام والبلاد واستهداف القوى الحية المغربية...
المحور الثالث: الدمج المبكر ، والمغرب أولا، لماذا؟
بل في المقابل ومن خلال صحف أمريكية فإن محللين رصدوا رجوع واستنكاف أنظمة خليجية عن خطة الدمج العربي في إسرائيل، من خلال صناعة "ناتو حلفي أمني عربي إسرائيلي"، خوفا من سقوط في استقطاب مخل قد يضر بمصالح الخليج مع روسيا وإيران..لكن النظام المخزني المغربي قد يسقط في فخ ( الدمج المبكر ) ودخول في فوضى في المنطقة المغاربية بسبب الإقتناع بفكرة وهمية ووجود عدو في المنطقة المغاربية، وهو نفس الفخ الذي ربما فهمته السعودية مؤخرا ودول الخليج من خلال صدمة بايدن من تصريحات حكام الخليج والمنطقة حول( رفض الدخول في ناتو) بسبب غياب الرؤية الأمريكية في المنطقة، وربما فقه بعض دول المنطقة بدور أمريكا بصناعة قوة عربية إسرائيلية في (ناتو) ينوب عن الفراغ الأمريكي.
لكن بعض دول المنطقة والقمة فقهت باللعبة، لأنها كانت ستسقط في صراع مع أقطاب إيرانية وروسية في المنطقة..، وهي نفسها الدول العربية التي كانت سقطت في "فخ صفقة القرن" سلفا وسابقت بلهف وشغف إلى شيطنة إيران والموافقة على صناعة قوة أمنية وعسكرية مع إسرائيل، لكن حرب أوكرانيا وتحولات دولية كشفت أن أمريكا تضعف وتحرض وتصنع (وهم بعبع العداء) وتترك الضعيف لوحده..
فهل يسقط المغرب في فخ لواء الأبحاث الذي يصنع بنك الأهداف ويحدد العدو لنفسه ولعقول مطبعة استسلمت لبحوث إسرائيلية عوض الثقة في عقول مغربية علمية تقول أن: الكيان الصهيوني كيان إرهابي ونظام ابرتايد بشهادة تقرير أجهزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان..؟