"واشنطن بوست": إليكم كيفية التفكير في وقف إطلاق النار في غزة

profile
  • clock 6 نوفمبر 2023, 10:24:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن ھناك حدیث متزاید الإلحاح عن وقف إطلاق النار في الحرب بین إسرائیل وحماس، في الوقت الذي یشعر فیه الناس في جمیع أنحاء العالم بالاستیاء من الخسائر في أرواح المدنیین بسبب الغارات الجویة الإسرائیلیة، مثل تلك التي وقعت یومي الثلاثاء والأربعاء والتي دمرت جزءا من مخیم جبالیا للاجئین في غزة. المخیم الذي قالت إسرائیل إن نشطاء حماس ینشطون فیه. لا یمكن لأحد أن ینظر بلا مبالاة إلى آلاف القتلى والجرحى، ولا یمكن لأحد أن یتمنى أي شيء سوى نھایة معاناتھم في أسرع وقت ممكن. 
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أنه في الوقت الحالي، فإن أقصى ما یمكن اتباعه بحكمة ھو اتباع نھج أكثر محدودیة، یعتمد على توقف القتال من أجل الإغاثة الإنسانیة. 
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار من جانب واحد أو غیر مشروط من جانب إسرائیل لن یتوافق مع ما تسميه الصحيفة "حق إسرائیل في الدفاع عن نفسھا" ضد مرتكبي "مذبحة" السابع من أكتوبر: حماس، على حد وصف الصحيفة. 
وترى الصحيفة أن ترك ھذه المنظمة المدعومة من إیران - والتي قال أحد كبار مسؤولیھا مؤخرا إن ھجوم 7 أكتوبر یمكن، بل ینبغي، أن یتكرر - سلیمة ومسؤولة عن غزة، سیكون أمرا لا یمكن الدفاع عنھ، لیس فقط بالنسبة لإسرائیل، بل للمنطقة أیضا. ومن شأن ذلك أن یكافئ هجوم حماس، كما قال وزیر الخارجیة أنتوني بلینكین في جلسة استماع بمجلس الشیوخ الأسبوع الماضي، مما یعني أنه سیشجع المزید منھ. 
وأضافت الصحيفة: "من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار لتسھیل إطلاق سراح الرھائن المحتمل إلى جانب المساعدات الإنسانیة للمدنیین في غزة. ولكن ھذا لابد أن یكون على أساس تعھد یمكن التحقق منه من جانب حماس بإطلاق سراح جمیع أسراھا البالغ عددھم 240 أسرى ووقف إطلاق الصواریخ العشوائي على المدنیین الإسرائیلیین ـ وھما انتھاكان صارخان وغیر مبررین للقانون الدولي. ویفترض معظم المحللین أن حماس سترفض مثل ھذه الشروط، الأمر الذي یدل على الكثیر. ومع ذلك، ینبغي للحكومات العربیة وغیرھا من الحكومات التي  تتمتع بنفوذ على حماس أن تستمر في الضغط علیھا للقبول. 
ونوهت الصحيفة إلى أن تحمیل حماس المسؤولیة لا یعفي إسرائیل من المسؤولیة عن بذل كل ما في وسعھا لمنع سقوط ضحایا من المدنیین وتخفیف الأزمة الإنسانیة في غزة. وھذا یعني القیام بأكثر مما تفعله في الوقت الحاضر، وخاصة فیما یتعلق بتقدیم المساعدة للسكان المدنیین. 
وتابعت: "قد یكون وقف إطلاق النار على نطاق واسع غیر مطروح على الطاولة في الوقت الحالي، لكن الرئیس بایدن والسید بلینكن على حق في الحث على إنشاء مناطق آمنة في جنوب غزة، التي فر إلیھا العدید من المدنیین قبل الغزو البري الإسرائیلي، وما زالوا یفرون منھا." 
ولفتت إلى أن "التوقف المؤقت" في العملیات القتالیة الإسرائیلیة یمكن أن یسھل تقدیم المساعدات الإنسانیة - الغذاء والماء والدواء - للمدنیین في ھذه المناطق. ودفع السید بلینكن لمثل ھذا النھج خلال زیارته إلى تل أبیب یوم الجمعة. وعلى الرغم من رفض رئیس الوزراء بنیامین نتنیاھو حتى الآن، فإن إدارة بایدن بحاجة إلى الإصرار. 
وترى الصحيفة أنه یجب على إسرائیل أیضا أن تسمح بشحنات الوقود التي تم فحصھا بالكامل. كما أن السماح بدخول المزید للمستشفیات ھو خطر یمكن أن تقبله إسرائیل للحد من الأضرار التي تلحق بالمدنیین. وقد قال ذلك كبیر جنرالات جیش الدفاع الإسرائیلي في الأسبوع الماضي قبل أن یناقضه نتنیاھو. 
وبحسب الصحيفة، لا یمكن أن تكون ھذه حرباً لإعادة احتلال غزة أو طرد سكانھا، ولا حرباً على الفلسطینیین عموماً – بل على حماس فقط. ویتعین على كبار المسؤولین في إسرائیل أن یوضحوا ذلك للعالم مراراً وتكراراً. ویجب التنصل من السیاسیین الإسرائیلیین الذین یقترحون خلاف ذلك. ویتعین على إسرائیل أن تحتوي بسرعة على أعمال العنف التي یرتكبھا المستوطنون ضد الفلسطینیین في الضفة الغربیة. وھذه ضرورات استراتیجیة وأخلاقیة: فالنجاح الإسرائیلي یتوقف جزئیاً على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من التعاطف العالمي. من المؤكد أن كثیرین أغلقوا عقولھم أمام حجج الدولة الیھودیة منذ فترة طویلة، أو لم یفتحوھا على الإطلاق. ومع ذلك، أظھر یوم 7 أكتوبر للمواطنین ذوي العقول المنصفة المخاطر الحقیقیة التي تواجھھا إسرائیل وشخصیة أعدائھا، مما أدى إلى تولید الدعم الذي یمكن لقادة  البلاد المساعدة في الحفاظ علیھ. 
واختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه بعیداً في الأفق تكمن نھایة ھذه الحرب، التي یصعب تصورھا ولكنھا ضروریة للتأمل فیھا، ولو لم یكن ذلك إلا لأنه لا یمكن الحكم على أي حرب إلا في ضوء أھدافھا المعقولة. إن ھزیمة حماس لیست مضمونة، وھي لیست كافیة، إذا تحققت، لتحقیق السلام الدائم. وھذا یتطلب أیضاً حكماً مستقراً وأمناً في غزة، وربما تحت إشراف قوة حفظ سلام عربیة وإسلامیة مؤقتة. ویجب أن تكون ھناك نھایة لشبكة أنفاق حماس والحصار المصري الإسرائیلي على غزة. ومن الممكن أن یكون ھناك دور إداري معزز للسلطة الفلسطینیة المضطربة، وإجراء انتخابات. وبعد ذلك ستأتي ــ عاجلاً ولیس آجلاً ــ دبلوماسیة جادة تھدف إلى إقامة دولة فلسطینیة تعیش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائیل.

التعليقات (0)