وثائق تكشف عن فصل مظلم من تاريخ الاحتلال ضد الفلسطينيين

profile
  • clock 20 يونيو 2023, 3:33:33 ص
  • eye 463
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشفت وثائق إسرائيلية قديمة، عن أحد الفصول المظلمة لدى العصابات الصهيونية التي ساهمت في طرد الشعب الفلسطيني من وطنه واحتلال فلسطين وإقامة "دولة اليهود".

وأوضحت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها أعده عوفر أديرت، أن عناصر من منظمة "الهاغاناه" العسكرية الإسرائيلية لعبت دورا كبيرا في قيام "إسرائيل"، عبر ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، فقد قاموا في 1942، باختطاف ناشط من العصابة الإسرائيلية السرية "الليحي" يدعى أفرايم زتلر، من خارج بيت والده في "كفار سابا"، وتم التحقيق معه على مدار 20 يوما، حول نشاطه في التنظيم السري المتطرف الذي كان يترأسه أبراهام "يئير" شتيرن، الذي قتل في السنة ذاتها على يد البريطانيين.\

العدو رقم واحد
ونوهت الصحيفة إلى أن "محاضر التحقيق معه التي تم الكشف عنها الشهر الماضي من "أرشيف الدولة"، تشمل معلومات عن فصل مظلم، وصم التنظيم السري إلى الأبد؛ علاقاته مع ألمانيا النازية.

وقال زتلر للمحققين معه: "نحن سنتصل مع أي دولة عظمى عسكريا مستعدة للمساعدة في إقامة مملكة إسرائيل، حتى لو كانت ألمانيا، وشرطنا، الحصول على السلاح، والقيام بأعمال ضد البريطانيين، وإذا وافقت ألمانيا على مساعدتنا في القتال ضد العدو رقم واحد، البريطانيين، فسننضم إليها".

وأضاف: "هي ليست عدوة اليهود في إسرائيل (فلسطين المحتلة)، سنتعاون معها إذا ساعدت التنظيم السري على الحصول على هذه البلاد، نحن مضطرون لمحاربة البريطانيين، هذه هي الطريقة الصحيحة، بريطانيا هي عدوتنا"، وفق زعمه.

ونوهت "هآرتس" إلى أنه "يصعب فهم كيف خطر في بال اليهود في إسرائيل، أنه يمكنهم ضم ألمانيا النازية للعمل من أجل طرد الاحتلال البريطاني (من فلسطين المحتلة)، هذه الفكرة طرحها شتيرن، رئيس الليحي، الذي أيد المقاومة العنيفة لحكم بريطانيا، هذا الموقف كان يعارض موقف معظم الاستيطان اليهودي في البلاد، الذي تنازل عن محاربة البريطانيين لصالح النضال المشترك ضد الألمان".

وذكر شتيرن، أن "طريق مشروعة نهايتها الفشل هي طريق مرفوضة، في حين أن طريق معيبة نهايتها الانتصار هي طريق مشروعة تماما"، وفق رأيه.

في نهاية 1940، التقى مبعوث "الليحي" في بيروت مع ممثل وزارة الخارجية الألمانية، و"الوثيقة التي قدمها له شملت اقتراحا للتعاون بين التنظيم السري والنازيين، ومن بين أمور أخرى، كتب فيها عن "مشاركة فعالة" للتنظيم السري في الحرب إلى جانب ألمانيا، من خلال المصالح المشتركة، بين رؤية ألمانيا والطموحات القومية الحقيقية لليهود.
 

دول المحور
وكتب في الوثيقة: "إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أساس قومي شمولي، والتي ترتبط بتحالف مع الرايخ الألماني، تتساوق مع موضوع الحفاظ على مواقع القوة الألمانية".

وتابعت الصحيفة: “النازيون لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد على هذا الاقتراح، والهاغاناه، اهتمت جدا بمحاولة التقارب بين الليحي والنازيين، اثنان من الملفات في أرشيف الهاغاناه بعنوان علاقة ايتسل الليحي مع دول المحور (في الحرب العالمية الثانية) وتم الكشف عنهما الشهر الماضي من أرشيف الدولة”

أفرايم زتلر كان الشقيق الأصغر ليهوشع، من الضباط التنفيذيين الكبار في "الليحي"، بعد التحقيق معه من قبل "الهاغاناه" تم إطلاق سراحه، وبعد ذلك اعتقله البريطانيون وتم طرده لمعسكرات الاعتقال في السودان واريتيريا وكينيان وعقب إقامة "إسرائيل" عاد إلى البلاد وتجند في الجيش الإسرائيلي وشارك في حرب 1948، وفي 1950 قتل في انفجار لغم.

وفي وقت قريب من موعد التحقيق معه في "الهاغاناه" تم التحقيق أيضا مع ناشط التنظيم السري يعقوب هرشمان، الذي تم اختطافه من قبل "الهاغاناه" وتم التحقيق معه، أحد الأسئلة التي طرحت عليه تناول مبادئ "الليحي" الأساسية، وذكر المحقق: "شعب، أرض، وطن وحلفاء"، وكان يريد معرفة ما هو المقصود بـ"حلفاء".

أجاب هرشمان: "هي جهات أجنبية مستعدة لمساعدتنا في حل مسألة اليهود في إسرائيل بالقوة"، وعندما طلب منه الشرح أضاف: "هدف التنظيم هو الوصول للحكم، الحكم يوجد في يد بريطانيا (...) من يستطيع أن يكون مهتم بأن لا توجد بريطانيا هنا بالتأكيد"، وبعد ذلك "أورد بالتفصيل قائمة الجهات التي يمكن أن تتجند لهذه المهمة، من بينها دول المحور".

في هذه المرحلة المحقق سأل هرشمان: "أليس تفسير هذا الأمر وكأن شتيرن قد قام بإعدادكم لتولي مهمة "الكفسلينغ"؛ أي العملاء في إسرائيل؟، و"كان فيدكون كفيسلينغ" هو رئيس حكومة النرويج في الفترة 1942 إلى 1945، التي تعاونت مع النازيين واسمه تحول إلى مرادف لكلمة "خائن"، أجاب هرشمان: "ربما".

المحقق: "كيف تفسر بأنهم وافقوا على هذه الأيديولوجيا؟"، أضاف هرشمان: "هم شباب مخلصون لفكرة يعتبرونها صحيحة، السيطرة على الحكم كأسلوب لحل مسألة اليهود بصورة يعتقدون أنها صحيحة، بالقوة (...) وغير مهم بأي وسيلة يستخدمون القوة".

التحالف مع الشيطان
ومن بين الأشخاص الذين تم التحقيق معهم، يعقوب بولياكوف، من مؤسسي "الليحي"، وأحد القادة الكبار في هذا التنظيم اليهودي السري، قال: "تحدث شتيرن معنا حول هذه العلاقة (...)؛ وعبر لنا عن رأي يقول بأنه يجدر الاتصال في ظل ظروف معينة مع دول أجنبية كي تعطي الأموال والسلاح لليهود".

وتابع بولياكوف: "شتيرن أعطى مثالا من الحرب السابقة" (الحرب العالمية الأولى)، وقال: اليهود حاربوا من أجل بريطانيا، وفي نفس الوقت شخص ما أجرى مفاوضات مع ألمانيا في حالة انتصارها"، بولياكوف اقتبس من اللقاء مع شتيرن، وقال: "نحن حاصرناه بالأسئلة؛ إذا كانت هناك دول تالية لهذا فهي ألمانيا وإيطاليا، وهي تضطهد اليهود، أجاب: ليست هناك أحاسيس في الحرب، من يعطي المال والسلاح يجب عليك العمل معه، معظم اليهود يعملون مع البريطانيين فلماذا لا نعقد صفقة مع دولة هي عدوة لبريطانيا، وفي حالة انتصارها سيكون هذا جيد".
وقال بولياكوف: "يعقوب مريدور، الذي ترأس "الايتسل" لسنتين، 1941 - 1943، وبعد ذلك أصبح عضوا في الكنيست ووزيرا عن حزب "الليكود"، قال: "نحن أنفسنا جربنا وبدأنا علاقتنا مع ألمانيا وخسرنا، نحن لا نرى أي شر في الاتصال مع دول المحور، وإذا أدى بنا هذا إلى الاستقلال، فنحن مستعدون للاتصال مع الشيطان نفسه".

كما أكد بولياكوف خلال التحقيق معه أن "قيادة (عصابة) "الايتسل" غازلوا دول المحور".
وتابعت الصحيفة: "ليس النازيون فقط الذين كانوا هدفا لتعاون رجال اليمين في البلاد في الحرب العالمية الثانية"، حيث كشفت وثيقة من ملفات "الهاغاناه"، "عن وجود تيار يطالب بتعزيز العلاقات مع إيطاليا، لأن انتصار الفاشية مؤكد، ويجب الإعداد مسبقا لإمكانية التعاون مع إيطاليا".

وجاء في الوثيقة: "هم يفكرون في التمييز بين هتلر وموسيليني في هذا الشأن"، كما أوردت أن رؤساء هذا التيار هم الشاعر، وبعد ذلك عضو الكنيست لـ "حيروت"، أوري تسفي غرينبرغ، وآبا احيمئير من رؤساء مفكري اليمين، وفي هذه الوثيقة كتب أيضا بأن تسفي مارسا، رجل الأموال لعصابة "الليحي"، قال: "لن يكون فظيعا إذا قام الإيطاليون بغزو البلاد، سيكون بالإمكان التوصل معهم إلى تفاهمات".

شخص آخر حققت معه "الهاغاناه" هو ناشط "الليحي"، مناحيم بيرغر، الذي أصبح بعد ذلك رئيس نقابة المحامين، وفي التحقيق معه قال: "عدد من الأصدقاء تحدثوا عن الاتصالات مع دول المحور"، من بينهم شتيرن نفسه واسحق شامير، الذي كان في حينه أحد نشطاء "الليحي"، وبعد ذلك أصبح رئيس الحكومة الإسرائيلية.

التعليقات (0)