- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
وثائق مسربة.. أمريكا خسرت دعم دول حليفة في مواجهة روسيا
وثائق مسربة.. أمريكا خسرت دعم دول حليفة في مواجهة روسيا
- 30 أبريل 2023, 12:43:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت وثائق أمريكية مسربة، عن تهرب دول من المفترض أنها حليفة للولايات المتحدة، من التورط في المواجهة الأمريكية مع الصين وروسيا.
وفي الوثائق التي باتت تعرف باسم "تسريبات ديسكورد"، حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد حاولت باكستان ومصر والهند والبرازيل عدم اتخاذ موقف من الحرب الروسية في أوكرانيا، مما عرّض أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن الدولية للخطر.
وفي تقرير الصحيفة، الذي أعدته ميسي ريان، قالت إن أجندة بايدن تواجه تحديات مهمة، في وقت تحاول دول صاعدة تجنب المواجهة الأمريكية- الروسية الصينية، وفي بعض الحالات استغلال التنافس لتحقيق منافع خاصة بها.
ولفت تقرير إلى أن باكستان التي تلقت مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والأمنية الأمريكية بعد 11 سبتمبر، تعتمد الآن بشدة على الاستثمارات والقروض الصينية.
وفي إحدى الوثائق المسربة، تقول وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية هينا رباني خار، في مارس/آذار 2023، إن بلادها "لم يعد بإمكانها اتخاذ موقف وسط بين الصين والولايات المتحدة".
ونبّهت خار إلى ضرورة أن تتجنب إسلام أباد الظهور بمظهر استرضاء الغرب، وقالت إن غريزة الحفاظ على شراكة باكستان مع أمريكا، ستحرم البلاد الفوائد الكاملة لما اعتبرته شراكة "استراتيجية حقيقية" مع الصين.
وتتحدث وثيقة أخرى، مؤرخة في 17 فبراير/شباط 2023، عن مداولات رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، مع أحد مساعديه بخصوص تصويت في الأمم المتحدة على قرار يخص الحرب في أوكرانيا، وما توقعته الحكومة أن يكون ضغطاً غربياً جديداً لدعم قرار يدين الغزو الروسي.
وتشير الوثيقة الاستخباراتية إلى أن المساعد قال لشريف إن دعم هذا الإجراء قد يوحي بتغير موقف باكستان بعد امتناعها السابق عن التصويت على قرار مماثل.
وأشار المساعد إلى أن باكستان لديها القدرة على إبرام اتفاقيات تجارة وطاقة مع روسيا، وأن دعم القرار الغربي قد يعرض تلك العلاقات للخطر.
وتُشير الصحيفة الأمريكية، إلى أنه حين صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 23 فبراير/شباط 2023، كانت باكستان من بين 32 دولة امتنعت عن التصويت.
وكذلك حين زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جنوب أفريقيا في العام 2022، أخبره المسؤولون بأنهم لن يتخذوا قرارات لا تناسبهم.
وكانت جنوب إفريقيا قد أجرت مؤخراً تدريبات عسكرية مع روسيا، وقد ترفض طلباً من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، إذا زارها خلال قمة ستنعقد هذا العام.
بالمثل، بدا أن الهند تتجنب هي الأخرى الانحياز إلى أحد الطرفين بين واشنطن وموسكو، خلال محادثة في 22 فبراير/شباط 2023، بين مستشار الأمن القومي الهندي أجيت كومار دوفال، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، وفقاً لإحدى الوثائق المسربة.
وتقول الوثيقة إن دوفال أكد لباتروشيف دعم الهند لروسيا في المنتديات متعددة الأطراف، وأن نيودلهي تعمل لضمان عدم إثارة الحديث عن الحرب خلال اجتماع لمجموعة العشرين برئاسة الهند، رغم "الضغط الكبير" الذي يسببه ذلك عليها.
وبالفعل، خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي بعد أسبوع، أدى خلاف حول أوكرانيا إلى الفشل في صياغة إجماع حول التحديات العالمية الأكبر.
وتظهر الوثيقة المسربة أيضاً، أن دوفال أشار كذلك إلى رفض الهند لضغوط تعرضت لها لدعم قرار الأمم المتحدة المدعوم من الغرب بخصوص أوكرانيا، قائلاً إن بلاده "لن تحيد عن موقفها الذي اتخذته في الماضي".
أما دول آسيا الوسطى "فتتطلع إلى استغلال" هذه الخصومة والاستفادة من الاهتمام المتزايد من جانب الولايات المتحدة والصين وأوروبا، في سعيها لتقليل اعتمادها على روسيا، وفقاً لتقييم يعود لتاريخ 17 فبراير/شباط 2023، من مكتب مدير المخابرات الوطنية.
ولم تحدد الوثيقة هذه الدول، لكنها على الأرجح تشمل دولاً مثل كازاخستان التي تسعى لتقليص النفوذ الروسي وتطوير شراكات جديدة في الطاقة والتجارة.
وتقول الوثيقة إن قادة المنطقة "حريصون على العمل مع من يقدم الخدمات الفورية، أي الصين في الوقت الحالي".
وحسب "واشنطن بوست"، يحاول بعض المسؤولين في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، تبني موقف الجسر الدبلوماسي بين الخصوم الثلاثة، ومن بين هؤلاء الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يسعى إلى إكساب بلاده دوراً عالمياً رائداً بعد فترة من الخطوات الانعزالية في عهد سلفه جايير بولسونارو.
في هذا الصدد، تعرض الوثائق المسربة اقتراح لولا لتشكيل "تكتل سلام عالمي" للتوسط في المصالح الأمريكية والصينية، ولإنهاء القتال في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن الزعيم البرازيلي ذا الميول اليسارية كان يعتزم مناقشة هذه المبادرة مع الرئيس شي جين بينغ، خلال زيارة إلى الصين، التي حدثت في أبريل/نيسان 2023.
وتقول وثيقة مسربة أخرى إن رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز، كان يخطط لتشكيل تحالف جديد لدول أمريكا اللاتينية، يضم الأرجنتين والمكسيك والبرازيل، لتأمين المزيد من القوة في المفاوضات مع الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة سابقا لتداعيات التوترات مع روسيا على مصر، التي تحصل على أكثر من مليار دولار أمريكي من واشنطن كل عام، لكنها عمقت صلاتها مع روسيا، بمشاريع طاقة نووية مدنية، ووعود بتقديم الدعم العسكري.
وتكشف الوثائق عن محاولة مصر التعامل بحذر مع المواجهة في أوكرانيا، والموازنة بين الدعم العسكري الروسي ومطالب الولايات المتحدة.
وفكرت مصر بإنتاج 40 ألف صاروخ لروسيا، لكنها غيّرت موقفها تحت الضغط الأمريكي، وقررت إنتاج قذائف مدفعية لأوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ماتياس سبكتور، قوله إن الدول النامية تعيد ضبط التوازن في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة منافسة قوية من الصين وروسيا.
ولفت إلى أنه غير الواضح من الذي سينتهي به المطاف في مركز الصدارة في غضون 10 أعوام، لذا فهم بحاجة إلى تخفيف المخاطر والتحوط من الرهانات.