- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
وسائل الاحتلال العسكرية ضد استراتيجية الأنفاق وسائل المقاومة المضادة لوسائل العدو العسكرية
كتب المحرر العسكري لموقع 180 تحقيقات
وسائل الاحتلال العسكرية ضد استراتيجية الأنفاق وسائل المقاومة المضادة لوسائل العدو العسكرية
- 25 فبراير 2024, 4:42:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تمثل شبكة أنفاق المقاومة في جميع أنحاء غزة مشكلة كبيرة للعمليات البرية الإسرائيلية، حيث تستخدمها المقاومة في الكر والفر والاختباء.
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه فوجئ بطول وعمق ونوعية شبكة الأنفاق تحت غزة. ونقلت التقارير عن مسؤولين وجنود إسرائيليين كانوا في الأنفاق، وكذلك مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين من ذوي الخبرة في المنطقة، قولهم إن نطاق وعمق ونوعية الأنفاق التي بنتها حماس قد أذهلهم، حتى بعض الآلات التي اُستخدمت لبنائها فاجأت الجيش الإسرائيلي، الذي يعتقد الآن أن هناك المزيد من الأنفاق تحت قطاع غزة.
في هذا التقرير الخاص بموقع (180 تحقيقات) نعرض أبرز وسائل الاحتلال العسكرية ضد استراتيجية الأنفاق وسائل المقاومة المضادة لوسائل العدو العسكرية.
وسائل الاحتلال العسكرية ضد استراتيجية الأنفاق يتمثل الوسط الخاص بالأنفاق بالفجوة والفراغ الموجود تحت الأرض، وقد يكون له أشكال وصور مختلفة مثال نفق، هدف محصن تحت الأرض، ومخازن ذخيرة، ويمكن تقسيم القتال في الأنفاق إلى ثلاث مراحل مركزية:
1. الوصول لمحيط النفق – القتال فوق الأرض حتى التمكن من فتحات النفق.
2. السيطرة على مدخل محيط النفق.
3. التمشيط وتطهير محيط النفق من الداخل وكل واحدة من مراحل القتال السابق تتميز بوتيرة قتال مختلفة، وبتقنيات فنية أخرى من القيادة والسيطرة وبتحديات قيادية مختلفة، وهي عبارة عن قتال تقليدي يتم التدرب عليه كثيراً، بحيث يوجد تأثير على القوات المقاتلة على الأرض، من خلال جانبين اثنين: عدم الوضوح بخصوص تواجد العدو، وبعد وضوح الرؤيا حول تطهير المكان والخوف من تفجير أنفاق ملغمة تحت أقدام المقاتلين .
1. المرحلة الأولى تشمل احتلال الموقع العلوي للنفق، وجمع معلومات حوله وداخله ومحيطه.
2. المرحلة الثانية تتميز بالانتقال بين الهدوء النسبي والضوضاء العالية، وبين مستوى قتالي بطيء حتى الساكن (الذي يميز نقطة النهاية للمرحلة الأولى) وبين مستوى القتال السريع جداً والأكثر عدائية .
3. المرحلة الثالثة تتميز بالقتال النظامي والمعتدل ( تطهير النفق ) تشمل إعادة النظام، والتنظيم والسيطرة على القوة، كما أن التعود على ظروف مجال النفق جوهري وخطير بين الوضوح النسبي والمواجهة الكبيرة شكل مرتفع، وبين النور والظلمة.
ثانياً : وسائل المقاومة المضادة لوسائل العدو العسكرية
تجاوزت المقاومة عبر الأنفاق كثيراً من الصعوبات، وأظهرت أنها قادرة على الإبداع والتكيف مع ظروف أي معركة يفرضها العدو، أو نتيجة الظروف الميدانية الصعبة والظروف السياسية التي لها علاقة بالجوار، سواء من قبل العدو، أو من قبل الأشقاء، كالحصار الذي يفرض على غزة، مما جعلها تبدع في إيجاد وسائل تعتبر في المفاهيم القراءات التي درسناها شبه مستحيلة .
وحول وسائل المقاومة المضادة لوسائل العدو العسكرية صرح قائد بالمقاومة ، أن الأنفاق مجهزة هندسياً ليتم تفجيرها لو حاول الجنود الصهاينة عبورها، وهذا ما برز خلال عمليات المقاومة في طوفان الاقصى عبر تفخيخ فتحات الانفاق واستدراج القوات الاسرائيلية لكمائن معدة مسبقة دليلاً واضحاً على فشل الاحتلال ووحدته الهندسية "يهلوم" المتخصصة بمكافحة الأنفاق، بعد أن أوقعتها المقاومة في شراكها أثناء محاولتها عبور إحدى بوابات الأنفاق، وقتلت العديد من مهندسيها، وهو مؤشر على أن كل ما تدربت عليه تلك الوحدة لم يفدها في مواجهة خطط وتجهيزات أنفاق المقاومة.
لقد استخلصت المقاومة الفلسطينية العبر، وربما ما عرفه الاحتلال الإسرائيلي عن الأنفاق قبل طوفان الاقصى قد وجد أشكالاً متعددة مختلفة عن السابق، وبالتالي استخلاص العبر لن يكون دقيقاً لدى الجيش الإسرائيلي مع المقاومة: المقاومة تغير من تكتيكاتها من عام 2008م حتى اليوم، وسنجد أن منحنى كل حرب تختلف عن الأخرى اختلافا جذرياً سواء من حيث الأدوات أو التكتيكات أو الاستراتيجيات .
من المؤكد أن المقاومة الفلسطينية درست تجارب الأنفاق في الحروب من قبل، وبالتالي الإشكالية تقع أن أي عقلية عسكرية لها نمط بالتفكير إذا تعرف العدو على هذا النمط يستطيع التعامل معه بسهولة، لكن أن تتمكن المقاومة الفلسطينية من صناعة أنماط عديدة للأنفاق، هذا بالتأكيد سيربك خطة الاحتلال ويربك إمكانياته على المواجهة خلال الحرب الجارية تفاجأ الاحتلال أن معظم النقاط التي تعرف عليها من قبل في الانفاق اختفت، فقد استطاع أن يُدخل في الأنفاق متفجرات سائلة ويخشى من دخول النفق بشكل مباشر، يُدخل متفجرات سائلة حتى تسير في مسارات النفق، لكن المقاومة تحتاط لهذا الموضوع، ولو تم عمل حفرة كبيرة نسبياً في بداية النفق بحيث تتسرب لها المتفجرات السائلة، ولا تتعدى مسار النفق قد تتجاوز إلى حد كبير هذه المشكلة .
مشكلة أخرى يبدو أن المقاومة أخذتها بعين الاعتبار وهي تسرب الغاز في داخل النفق، بحيث يشكل خطورة على المتحركين، فهناك الكثير من الآليات التي تمكنهم من التخلص من هذه الغازات كعمل عدة فتحات في مسارات النفق، أو عدة أبواب للإغلاق على الغاز المتسرب يستطيعوا التعامل معه، ويمكن عمل عدة غرف آمنة داخل النفق، ومن المؤكد أن المقاومة من خلال خبرائها ومهندسيها استطاعت أن تدرس هذه الظاهرة، وتجد الحلول المناسبة لها.