تكبير الخط تصغير الخط

في اليوم الاول لنشوب معركة طوفان الأقصى ، اشرت الى ان البحر الأحمر سيكون موضع فعل عسكري، وقبل ايام  تناقلت وكالات الانباء انباء عن صواريخ ومسيرات تعبر البحر الاحمر من اليمن باتجاه فلسطين المحتلة، ثم جاء موضوع سيطرة انصار الله على سفينة  يملكها رجل اعمال اسرائيلي.
من الضروري معرفة أن اليمن تطل على الساحل الشرقي من البحر الاحمر  لمسافة تمتد الى حوالي 770 كيلومتر،ناهيك عن امتداد سواحلها على خليج عدن وبحر العرب الى مسافة تصل الى حوالي 1480 كيلومتر، وهو ما يعني ان حوالي 40% من سواحل البحر الاحمر من الجانب الشرقي هي سواحل  يمنية، اما الجانب الأخر في الاهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر  فيتمثل في :أولا :الاهمية للعالم : 
أ‌- يعبر البحر الاحمر حوالي 25 الف سفينة سنويا، وهو ما يعادل 7% من مجموع التجارة البحرية العالمية.
ب‌- قيمة التجارة الآسيوية المتجهة الى أوروبا عبر البحر الاحمر تصل الى حوالي 700 مليار دولار سنويا.
ت‌- يعبر البحر الاحمر سفن تحمل حوالي 4 مليون برميل  من النفط يوميا.
ثانيا اهميته لاسرائيل:
أ‌- تشكل التجارة الاسرائيلية العابرة للبحر الاحمر حوالي 23% من اجمالي التجارة الاسرائيلية.
ب‌- اهمية البحر الاحمر للتمدد العسكري الاسرائيلي في اتجاه القرن الافريقي( جيبوتي وارض الصومال واريتريا) تحسبا لاي تغيرات قد تجري في اية دولة من الدول المشاطئة  للبحر الاحمر وعددها عشر دول( مصر، السعودية، السودان اثيوبيا  ،الاردن ، جيبوتي، اريتريا ، الصومال اليمن واسرائيل) 
ت‌- ان اتفاقات ابراهام عام 2020 زادت من اهمية البحر الاحمر للتعاون مع دول الاتفاق بخاصة في مجال التدريبات العسكرية والتواجد في بعض الجزر في البحر الاحمر ، ولعل نقل اسرائيل من التبعية لقيادة القوات الامريكية في اوروبا الى التبعية للقيادة الوسطى  التي يغطي عملها المنطقة الخليجية ليس امرا عابرا في هذا المجال بخاصة لمواجهة النشاط الايراني.
الهجمات اليمنية على اسرائيل:
معروف ان الموقف اليمني مساند بشكل كبير للمقاومة الفلسطينية ،وهو موقف سابق على عملية طوفان الاقصى، لكن تصاعد المعارك في قطاع غزة، واعتبار القطاع جزءا من محور المقاومة ،دفع انصار الله الى المشاركة لاسيما ان حزب الله يشتبك يوميا مع اسرائيل منذ بدء المعركة وفقد حتى الأن حوالي 77 شهيدا.، ولكن السؤال هو حول القدرة اليمنية، وهو ما يجب التنويه له:
1- ان المسافة بين صعدة حيث التمركز لانصار الله واقرب منطقة في اسرائيل (جنوب فلسطين المحتلة حتى ميناء ايلات، ) لا تتجاوز 1200 كيلومتر، ولما كان انصار الله يمتلكون اسلحة ضربوا بها مناطق إماراتية على مسافة 1800 كيلو من اليمن، فهذا يعني ان الوصول لايلات امر ليس بالصعوبة التي يعتقدها البعض.
2- ان عرض البحر الاحمر في اقصى اتساع له هو 200 كيلو، وفي اضيقه (باب المندب) حوالي 20 كيلو، وهو ما يعني القدرة على اعتراض اي سفينة ،بل والقدرة على اغلاق باب المندب.
ذلك  يعني ان اليمن قادر على اغلاق او التضييق على الاقل على التجارة الاسرائيلية البحرية من البحر الاحمر ، وهو ما سيزيد من اعباء النقل(ستضطر عندها للتوجه عبر راس الرجاء الصالح والدوران حول افريقيا لتصل الى مضيق جبل طارق ثم العبور للبحر المتوسط، ناهيك عن أن التوتر في البحر الاحمر سيزيد من تكاليف التأمين على النقل البحري.
ومن الضروري معرفة أن صاحب السفينة رجل الاعمال الاسرائيلي  أبراهام رامي أونغار، هو احد الاثرياء الذين تعتمد عليهم الموساد في كثير من نشاطاتها، وسجله يشير لصلاته الوثيقة بالزعماء الاسرائيليين ،وكان احد اطراف فضيحة عيزرا وايزمن ثم تبين دوره في فضيحة رئيس الوزراء السابق يهود اولمرت، كما سبق له ان طالب بمحاكمة ياسر عرفات بسبب عملية قامت بها المقاومة وقُتل فيها احد افراد عائلته.
ان ما قام به انصار الله ،حول اليمن الى دولة مواجهة مع اسرائيل، وهذه من نتائج التطور التتكنولوجي في القطاع العسكري  بخاصة  زيادة مدى الصواريخ والقدرة على انتاج الطائرات المسيرة...
يبدو أن معاهدات الصلح مع اسرائيل نقلت المواجهة معها الى الخط الثاني من الجبهة العربية، فهل سيصل التحول الى دول المغرب العربي؟ ربما.