ياسر ذكي يكتب : نمبروان ..التعبير الأصدق للمرحلة

profile
ياسر ذكي إذاعي مصري
  • clock 12 أبريل 2021, 5:35:41 م
  • eye 920
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ أن بدأ الفتى الاسمر ذو الملامح، التي لا تخطئها عين ، طريقه صوب سلم الشهرة وقفز درجاته في سرعة مذهلة ،وعيون الحساد تلتهمه التهاما ، وترى في نجاحاته المستمرة ردة عن الفن الأصيل ، الذي لم نجده الا على فترات قصيرة أو في أزمنة غابرة،ولم يكن هؤلاء يوما تعبيرا صادقا عنه. 

أما عن الفتى وحكايته فهو أصل الكلام وغايته..الفتى يا سادة هو تعبير صادق وأمين عن هذا الحلم الذي يسكننا ، وإن كنا لا نجرؤ علي البوح به حتى بين ذواتنا . إن هذه القفزة الهائلة التي نقلته من مجرد طامح في المرور من أمام هذه الساحرة إلى أن يصبح في بؤرة عدستها ،تحفه أنوارها من كل جانب ،ليست إلا حلمنا جميعا من منا لايريد أن يمتلك كل هذه الشهرة والأبهة والغنى ؟! ذكرني ذلك برحلة شبيهة لفتى فقير يتيم من أبناء محافظتي كان يسكن يوما في دار للأيتام ، وإذا به ينتقل إلى أبهة القصور ومجالس الأكابر ويعتلي كرسي الشهرة والمجد. الاثنان جمعتهما نفس الظروف ونفس الاحلام بل ونفس المرحلة التاريخية ( مرحلة التحول) فكما كان الأول صوتا لحركة يوليو وتعبيرا صادقا عن تلك المرحلة المليئة بالأحلام والأكاذيب أحيانا،  فإن الآخر كان أيضا تعبيرا عن تلك الأحلام التي تملأ نفوس البسطاء الذين ينتقدون الفتى وهو يتباهي بسياراته الفارهة أو رحلاته الأسطورية ، هم يكذبون، لأن هذا النقد الذي يتبعه ملايين المتابعات لأخباره والمشاهدات لأعماله، دليل على هذا الأثر الذي أحدثه في أرواحهم الخاوية وقناعاتهم الهشة.

إذا كان لهؤلاء المهمشين من نائب يمثلهم تمثيلا أمينا ، فإن (نمبر وإن) هو الممثل الشرعي والوحيد لهؤلاء ، يكفيهم أن يروا أنفسهم فيه. إنه عندما يأكل ما لذ وطاب فإنهم يأكلون ، وعندما يجالس الجميلات فهم أيضا يجالسون ، حتى عندما يحتسى ألذ الشراب، فهم يشاركونه هذا . 

شاهدته أخيرا وهو يتحدث ليرد الشبهة ويدفع عن نفسه ما تملكه من صفات، فإذا به ، دون  أن يدري، يؤكد ويبرهن على صدقه وبأن ما يفعله هو تعبير حقيقي وأمين عن تلك الشخصية التى تمتلئ بها دروبنا.

التعليقات (0)