- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
د.يسري عبدالغني يكتب : علي الزيبق
د.يسري عبدالغني يكتب : علي الزيبق
- 28 مايو 2021, 12:42:53 ص
- 961
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أصل الحكاية
أختلف تناول شخصية علي الزيبق من مدرسة وطريقة إلى أخرى، ولعل هذا راجع في المقام الأول إلى أن قصة علي الزيبق الحقيقية ليست سيرة ذاتية تاريخية لكن لها صلة غير مباشرة بالتاريخ ثم صارت من موروثات الثقافة الشعبية.
تاريخيًا فإن قصة علي الزيبق الحقيقية عراقية وليست مصرية فعائلته نشأت في بغداد وكانوا معروفين باسم «العيارين» والذين نشأوا عقب نكبة البرامكة، وكونوا ميليشيا شعبية زمن الحروب الأهلية في خلافات الخليفة المأمون وأخيه الأمين وباتوا بمرور السنوات قوة ضاربة في بغداد.
أول ذكر لاسم علي الزيبق في كتب التاريخ الموثقة كان عبر كتاب «الكامل في التاريخ» للمؤرخ ابن الأثير لأحداث القرن الرابع الهجري في بغداد زمن بروز الفاطميين كدولة مستقلة، حيث روى أن علي الزيبق كان زعيمًا أساسيًا مع الطقطقي لفتنة نشأت بين السنة والشيعة في بغداد عام 444 هجرية حيث قال عن تلك السنة «وفيها حدثت فتنة بين السنة والشيعة في بغداد وامتنع الضبط وانتشر العيارون وتسلطوا؛ أي تولوا السلطة وجبوا الأسواق وأخذوا ما كان يأخذه أرباب الأعمال، وكان مقدمهم الطقطقي والزيبق».
مؤلف السيرة الشعبية لقصة علي الزيبق مجهول، لكن أقدم مخطوطة مصرية مطبوعة على الإطلاق بشأن قصة المقدم علي الزيبق تعود إلى العام 1880 وهي للحافظ أحمد بن عبدالله المصري، وتم قبلها طبع الحكاية في لبنان عام 1866 وحققها الدكتور محمد سيد عبدالتواب لينضم تحقيقه إلى عشرات الدراسات عن قصة علي الزيبق.
ويؤكد الدكتور محمد سيد عبدالتواب أن مخطوط الحافظ أحمد بن عبدالله المصري تتسم بركاكة الصياغة والاكتظاظ بأخطاءٍ في النحو والإملاء واللهجة المصرية، لكن قيمتها الكبرى تكمن في كونها أندر ما تم كتابته عن علي الزيبق والتي تعد النسخة الأصلية لسيرة علي الزيبق المصري.
أدى عدم معرفة أحد بمؤلف السيرة الشعبية المصرية لحكاية علي الزيبق والتي امتزجت مع التاريخ إلى وقوع أخطاء تاريخية جمة، فالسيرة الشعبية لم تهتم إطلاقًا بعنصر الخط الزمني حيث أدخلت شخصية هارون الرشيد كمحور رئيسي في الحكاية رغم أن عصر الدولة العباسية الأولى أقدم من العهد المملوكي.
وساهم الحافظ أحمد بن عبدالله المصري منقح مخطوطة قصة المقدم علي الزيبق في مسألة اختلاط التاريخ بالسيرة الشعبية لأنه لم يقم بشرح المخطوطة من حيث سندها الحكواتي وخطها الزمني والحدثي.
وأدى كل هذا إلى تطور قصة علي الزيبق الحقيقية في أعمال فنية مصرية أدخلت المماليك مع العثمانيين وأغفلت العباسيين نهائيًا، لكن مؤلف السيرة المجهول اختار عصر هارون الرشيد وأحمد بن طولون، بوصفهما من عصور البطولة الشعبية .
موضوعات قد تهمك:
د.يسري عبدالغني يكتب : علي الزيبق
محمد قدري حلاوة يكتب : البدايات التي لا تهم أحد