يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: بولنت اجويد وصدام حسين والقضية التركمانية

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 22 فبراير 2023, 4:47:54 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رحلتي الصحفيه تمتد الى اكثر من ٢٥ سنه ابتداء من عاصمتي الحبيبه بغداد وهي مركز ثقافتي ومنبع تحصيلي الدراسي وبدايتي للعمل الصحفي ومرورا  بعواصم الدول كالقاهرة ،عمان ،دمشق,انقره،،باكو،،لفكوشا  وواشنطن حيث مكني الله ان احاور  خلال هذه الرحله نوابغ السياسه العالميه واصحاب الفكر ورؤوساء الدول والوزراء والدبلوماسيين من العراقيين والعرب والاتراك والامريكان والانكليز . الا ان هذه الرحله جلبت لي في حقبه من الحقب بعض المتاعب من اصحاب الاذهان المقفله والمرتزقه المأجورين ولكن  شغفي لمهنتي وهبني الاستمرارية في العمل الصحفي . من بين عشرات اللقاءات التلفزيونيه التي اجريتها و لا استطيع صياغتها والبوح  بها  سوى بكلمات معدوده  والذي ترك بداخلي اساس عشقي للمجال  الصحفي والاعلامي ،هو  لقائي المتميز والتاريخي مع رئيس  الوزراء التركي الاسبق بولنت  اجويد  في سنة ٢٠٠٤ في داره الواقعه في منطقه اوران بالعاصمه التركيه انقره .بولنت اجويد الذي ولد في عام  ١٩٢٥ في اسطنبول وتوفي في عام ٢٠٠٦  وتولى  منصب رئاسه الوزراء تركيا لفترات مختلفه حتى عام  ٢٠٠٢  لم يكن رجل سياسه فقط بل كان مؤلفا وشاعرا وكاتبا ومترجما ،تخرج من كليه روبرت الامريكيه  في اسطنبول في عام  ١٩٤٤ حيث درس اللغه الانكليزيه وادابها .وخلال حواري مع بولنت اجويد  كان يتحدث بلغه ادبيه تركيه بكلمات انيقه وبعبارات سياسيه تتميز  بالعمق والفصح  وهو كان اخر لقاء صحفي في حياته السياسيه . بولنت اجويد سياسي بارع لعب دورا مهما  في السياسه التركيه والعالميه وهو الذي قاد تحرير  جزيره  قبرص  التركيه في سنه ١٩٧٤  ضمن عمليه السلام  القبرصيه عندما كان رئيسا للوزراء كما انه سياسي اكثر شعبيه حيث وصف باجويد الشعبي وذلك لتعاطفه وتضامنه مع العمال والفلاحين .  ان اللقاء الذي اجريت مع سيادته يحمل بين طياته معاني كثيره وانه وثيقه تاريخيه تخص الشعب التركماني في العراق.حيث كشف  بولنت  اجويد  عن عدد زياراته الى العراق ولقائه بالرئيس العراقي السابق صدام حسين مشيرا الى انه التقى مع صدام حسين ثلاث مرات ولمده ثلاث ساعات في كل مره وكان ذلك قبل واثناء وبعد الهجوم  الامريكي الاول  حرب الخليج الاولى ( الثمانينات والتسعينيات  من القرن الماضي)وهنا في احد لقاءاته مع صدام حسين كشف بولنت اجويد  اعن الموضوع المثير للجدل ويخص الشعب التركماني  كيف ان صدام حسين اشتد غضبًا واحتدم عندما دافع  وطالب بولنت اجويد  عن حقوق التركمان في العراق .  وسنورد الان بعض المقتطفات  الحواريه المهمه التي جرت بيني وبين السيد بولنت  اجويد رئيس الوزراء التركي الاسبق في انقره بتاريخ ٢٠٠٤ حول موضوع  دفاعه عن حقوق التركمان عند لقائه  بالرئيس العراقي السابق  صدام حسين .

وسنورد الان بعض المقتطفات الحوارية المهمة التي جرت بيني و بين السيد بولند اجويد رئيس وزراء تركيا في انقرة بتاريخ ٢٠٠٤ حول القضيه التركمانية

س / جناب السيد رئيس الوزراء ... باعتباركم أحد أبرز السياسيين
في تركيا ... لقد التقيتم بالرئيس السابق صدام حسين وتباحثتم معه أوضاع التركمان في العراق , ودافعتم عن حقوقهم ... هل لنا أن نعود إلى ذلك التاريخ ونعرف تفاصيل ذلك اللقاء ؟


ج / بالطبع , أنا التقيت مع صدام حسين ثلاث مرات ولمدة ثلاث ساعات في كل مرة ... وكان ذلك قبل وأثناء وبعد الهجوم الأمريكي الأول (( حرب الخليج الأولى )) , وكان برفقتي أحد أصدقائي ... وقد اتفقنا على الإفصاح عن تفاصيل محادثاتنا إلى الرأي العام ... وقد تحدث لي صدام عن الأضرار التي لحقت بالعراق وبكافة المجالات عقب الهجوم الأمريكي الأول ... خصوصا ً وأ ّن العراق كان قد خرج للتو من حرب طويلة مع إيران ... كما تحدث لي عن المقاومة التي أبداها العراقيون إزاء الهجوم الأمريكي وتداعياته على البلاد ... وخارج هذه اللقاءات كانت لي زيارات خاصة مع زوجتي إلى بعض دور أشقائنا التركمان ... وزرنا إحدى مستشفيات الأطفال والتقينا مع الأطفال المرضى وأمهاتهم واباؤهم ... ورأيت عن قرب ما يعانيه الشعب العراقي قاطبة ً من ظروف صعبة وحصار اقتصادي قاسي وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتوارثة , كما لاحظت كيف أن العراقيين  تمكنـوا وخلال فترة قصيـرة من تحقيـق تقـدم تكنـلوجي مهم رغم الظروف الصعبة والتي أشرنا إليها كانت تحيط بهم من كل جانب ... وأيقنت في حينها ان الشعب العراقي عامةً والتركمان خاصةً قادرون على بناء وطنهم وممارسة الديمقراطية إذا سنحت لهم الفرصة المناسبة لذلك ... وفي أحد لقاءاتي مع صدام حسين السابقة ... أوضحت  له أ ّن التركمان لم يكونوا في أي وقت من الأوقات مشكلة للنظام العراقي أو للحكومات العراقية ... ولم يلحقوا الضرر بأي ٍ كان , لا ضد السلطة ولا ضد أي مك ّون اجتماعي آخر ... وأوضحت له أنه من الأجدر منحهم حقوقهم المشروعة كاملة ... أو التعامل معهم بطريقة أكثر مرونة ... وأوضحت له كيف أن لو أعطت حقوق التركمان ... ستحسن هذه الخطوة من صورة النظام في الخارج وأنهم أي (( ألتركمان )) سيتمكنون من إقناع بعض جهات المعارضة في الخارج بالعدول عن موقفها وتغير خطابها ... وعلى حين غره (( وقف )) صدام من مجلسه وبطريقة مضطربة ... ووقفت أنا وصديقي الصحفي كذلك ... ثم تركنا صدام وخرج من القاعة دون أن يتفوه بكلمة واحدة ... فوقفنا أنا والصحفي في ذهول ... ثم بعد ذلك دخلوا مجموعة من المرافقين والمسؤولين وسألونا عن أسباب مغادرة صدام للمكان بهذه السرعة ... وأجبناهم بالنفي ... ومن ثم غادروا هم أيضا ً المكان ... وبعد ذلك عادوا
(( ألمرافقين )) مرة أخرى وأخبرونا أ ّن صدام ذهب ليصلي وسيعود بعد قليل . وإنني كنت مصرا ً أن أقول كل كلامي وآرائي لصدام من باب النصيحة السياسية
والأخلاقية وأنا أؤمن أ ّن هذه النصائح كانت ستصب في مصلحة الشعب العراقي أولا ً والنظام نفسه ثانيا ً ... إلا ّ أنه يبدو كأن النظام غير مهيأ لتقبل مثل هذه النصائح ... لقد كنت أطمح أن ينال الشعب العراقي حقوقه كاملة ً لأنه شعب متحضر وأصيل وكنت
أعتقد أ ّن هذه النصائح ستص ُب في مصلحة العراق وتركيا معا ً .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)