يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: قراءة فلسفية .. سياسية مختصرة لكتاب نهاية التاريخ للبروفيسور فرانسز فوكوياما

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 4 أبريل 2023, 6:34:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ولد هيريتيو فرانسز فوكوياما في الولايات المتحدة الامريكية في نهاية نوفمبر 1952 من ابوين يابانيين .
و اكمل دراسته الابتدائية و الثانوية في ولاية ايلينوي الامريكية ؛ ونجح بتفوق .
ليعكف على دراسة الفلسفة المادية الديالتيكية لكارل ماركس و نظريات اقتصاد السوق لأدم اسمث .
ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة جورج تاون في فلسفة هيغل الجمالية ؛ وعين محاضرا في نفس الجامعة .
و قد كتب عدة مقالات بحثية و تحليلية ذات طابع و عمق ستراتيجي واضح تناول من خلالها النهايات الحتمية للفلسفات الشيوعية والاشتراكية في العالم ؛ و مقارنتها مع الفلسفات الغربية و الرأسمالية الليبرالية الحرة .
و قد القى عدة محاضرات مهمة في عدة جامعات دولية كبرى في امريكا و بريطانيا و فرنسا و المانيا ضمن نفس هذا السياق و التوجه .وقد توقع من خلالها * حتمية انهيار المنظومة الاشتراكية و الشيوعية في العالم ؛ وبقاء الفكر الرأسمالي الليبرالي الغربي *
وفعلا حدث انهيار مدوي للشيوعية و الاشتراكية العالمية و الاممية في الاعوام 1991~ 1992 ..و انهار الاتحاد السوفيتي بأكمله ؛ و معه ايضا جميع دول الكتلة الاشتراكية و الشيوعية في العالم ؛ و انهار تبعا لذلك حلف وارشو الشيوعي العسكري بأكمله .واعلنت الرأسمالية الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الامريكية انتصارها الكبير و الناجز على السوفيت و اوربا الشرقية و جميع الافكار و الطروحات الشيوعية و الاشتراكية المرتبطة بها .
و امام كل هذه التداعيات و التقلبات الستراتيجية الدولية الكبرى ؛ الف فوكوياما كتابه الشهير (( نهاية التاريخ )) في اواخر العام 1992 .ليقول من خلاله الاتي :
1~ ان النظريات الشيوعية و الاشتراكية في العالم كلها قد فشلت في تطوير و بناء الامم المختلفة .
2~ ان الدول والامم المختلفة التي كانت تتبنى الفكر الشيوعي و الاشتراكي كانت امما و دولا دكتاتورية بأمتياز .
3~ ان الحكومات و الدول الشيوعية و الاشتراكية كانت قد فشلت في كافة مناحي الحياة بأشكالها المختلفة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و حضاريا .
4~ ان الدول الاشتراكية و الشيوعية السابقة كانت قد افقرت شعوبها كثيرا ؛ ولم تعطي اي فرصة للابداع العلمي و الصناعي و السياسي في مجتمعاتها .
5~ يؤكد فوكوياما ان جميع دول الارض قاطبة وبلا استثناء سوف تتبنى النظام الرأسمالي الليبرالي حصرا خلال السنوات الخمسين القادمة .
6~ أكد فوكوياما انه لامكان مطلقا للحكومات والدول الدكتاتورية في عالم المستقبل ؛ وان جميع دول العالم سوف تتجه الى النظام الديموقراطي الليبرالي .
هذه هي النقاط الستة الجوهرية التي استند عليها كتاب فوكوياما الشهير (( نهاية التاريخ )) وهو كان قد اسماه بهذا الاسم في اشارة واضحة الى نهاية كافة الايديولوجيات والافكار و الطروحات السياسية في العالم و اندثارها بأستثناء النظريات (( الرأسمالية / الليبرالية )) 
و منذ العام 1992 الذي صدر فيه هذا الكتاب ؛ لازالت تثار حوله مئات والاف المقالات المادحة و الذامة له سواء بسواء في جميع بقاع واطراف الارض الاربعة .
..
و نحن نعتقد ان هذا الكتاب هو من اهم و اخطر الكتب التنظيرية و الستراتيجية التي صدرت في العالم خلال ٣٠ سنة الماضية و على اكثر من صعيد و اتجاه مختلف .
وسيبقى الجدال و التنظير قائما حوله خلال العقود القادمة ايضا ؛؛ الى ان يظهر فكر ايديولوجي وسياسي جديد يطيح كليا بالنظرية الرأسمالية الليبرالية الدولية في احدى امم الارض الكبرى ؛؛ وهذا صعب جدا في المدى المنظور حسب مراقبتنا للاحداث و التصارعات الدولية الكبرى بعين فاحصة معمقة وعلى اكثر من صعيد واتجاه و محور مختلف ..

التعليقات (0)