- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
يوسي فيرتر يكتب: إسرائيل في ظل حكم العصابة
يوسي فيرتر يكتب: إسرائيل في ظل حكم العصابة
- 1 يوليو 2024, 10:44:48 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هذا كان الأسبوع الذي تبادل فيه وزير الدفاع ورئيس الحكومة اللدغات – الأول من خارج البيت الأبيض والثاني في مكتبه في القدس – وذلك في الوقت الذي يخوضان فيه أصعب الحروب وأطولها. بطبيعة الحال ثار السؤال المتآكل: هل أصبنا بالجنون؟.
هذا كان الأسبوع الذي شاركت فيه زوجة رئيس الحكومة عائلات المخطوفين، في المحادثات حول جهنم التي على وجه الأرض منذ 266 يوما، هذيانها على “انقلاب عسكري” الذي يتآمر من اجل تنفيذه قادة ضد زوجها (الادعاء الذي يردده بشكل منهجي ابنها المعطوب الذي يتنزه بين ميامي وغواتيمالا). يجب الإدراك أن هذا ليس جنون عظمة خاصا بالسيدة، بل هذا هو الخطاب الذي يجري بين الجدران في قيساريا، في شارع غزة وفي حصن الملياردير السخي في القدس. رأسهم المثلث يضج بنظرية تآمر هستيرية، لكنها مقطوعة عن الواقع.
هذا كان الأسبوع الذي فيه مجموعة حاخامات مسنين، أشكناز وسفارديم وليس رؤساء الجناح المقدسي بل زعماء الأحزاب في الائتلاف، دعوا إلى مواصلة تهرب الحاخامات الشباب، من الخدمة العسكرية ومواصلة تنفيذ وصية التطفل والابتزاز الاقتصادي – رئيس الحكومة يقف معهم وضد المحكمة العليا. في “القيادة الروحية” يسمون الذين اعلنوا في هذا الأسبوع بأنه ليس فقط طلاب المدارس الدينية لن يتجندوا، بل أيضا من تسربوا منها. لماذا؟ هكذا يريد الله. وبقي التساؤل بيأس، إلى أين تتجه هذه الدولة؟ ماذا سيبقى منها إذا بقيت هذه العصابة في الحكم؟.
الحاخامات بدؤوا في هذا الأسبوع بحملة في الجالية المقدسة في نيويورك، ومن هناك أمام آلاف مؤمنيهم تطاولوا على المحكمة العليا وعلى “السلطات” الإجرامية في إسرائيل، التي وقفت ضد مبدأ تعلم التوراة. رئيس الحكومة ومن يؤمنون به لم يتفوهوا بأي كلمة، لكن إيهود باراك وتامير باردو ودافيد غروسمان وتاليا ساسون وغيرهم، الذين كتبوا في المقال الذي نشر في “نيويورك تايمز” بأن نتنياهو لن يتحدث باسمهم في الكونغرس وطلبوا من النواب الأميركيين إلغاء دعوته، تم التشهير بهم كخونة في وسائل الإعلام البيبية. بالمناسبة، معظم الجمهور يتماهى مع الأقوال الشديدة التي كتبت في المقال. نحن نرى ذلك في كل استطلاع. قرار الحكم “الغريب” حسب قول نتنياهو للقضاة التسعة في المحكمة العليا، من المحافظين والليبراليين، قرروا بالإجماع بأنه يجب تنفيذ القانون. وفي ظل عدم وجود قانون تجنيد فإنه يجب القيام بالتجنيد. وأن الحكومة التي أجازت بصورة خاطفة العمل على إبعاد المستشارة القانونية للحكومة عن الانشغال بهذه الأمور تصرفت بشكل مخالف للقانون.
المحكمة العليا، بالمناسبة، كانت في هذا الأسبوع الهدف الثانوي لماكينة السم. فبعد قرار الحكم وصلت الحملات في القنوات البيبية ضد غالي بهراف ميارا إلى الذروة، لكنها ستقوم باستقامتها الجافة بدورها الذي يقتضيه القانون، الدور الذي أكد عليه القضاة التسعة أيضا. بهراف ميارا والمحكمة العليا هما الحاجزان اللذان يقفان أمام التفكك والانحلال الكاملين مثلما كان أثناء الانقلاب النظامي، الذي لم يتوقف في الحقيقة.
ليس من الغريب أن نتنياهو، الذي يتصرف مثل رئيس منظمة إجرامية ويترأس حكومة إجرامية، يعتقد أن هذه أقوال غريبة. رده بدا غبيا ولكن هدفه كان تقويض سلطة القانون وسيادة القضاء (الدولة العميقة، حسب تعبيره)، الهدف منه إعطاء إشارة للحريديين بأنه إلى جانبهم وأن الأمور ستكون على ما يرام. لكن في الحقيقة هو فقد السيطرة على الأمور، الأمر الذي يصيبه بالجنون. احتمالية أن حكومته ستسقط أو تصبح حكومة أقلية قبل خروج الكنيست للإجازة في 28 تموز إذا انسحب الحريديون من الائتلاف، ليست احتمالية خيالية.
في الأيام القريبة القادمة، ستصدر أوامر تجنيد لآلاف الحريديين الذين يجب تجندهم. في موازاة ذلك فإن المستشار القانوني للحكومة سيفسر حجم وعمق الميزانيات والتسهيلات التي سيتم الحصول عليها من مؤسسات وعائلات المتهربين. هذه ستكون تطورات تغير الواقع. الآلاف سيصبحون خارجين عن القانون بين عشية وضحاها، وعشرات آلاف العائلات ستقف أمام بئر عميقة في المداخيل. هل الحاخامات الكبار، القوزاق المسروقون، سيستوعبون ذلك؟. تضاف إلى ذلك أقوال رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي أدلشتاين، بأنه لن يجيز قانون التجنيد بدون موافقة واسعة في الكنيست. هذا الموقف الذي هو منطقي بالإجمال، ويعكس واقع الكنيست والائتلاف (أيضا في أوساط الـ 64 لا توجد أغلبية لقانون يخلد التهرب)، يعتبر بالنسبة لنتنياهو مؤامرة من اجل إسقاطه بالتنسيق مع وزير الدفاع. في الوقت الذي تم فيه استدعاء أدلشتاين بشكل مستعجل لمحادثة توبيخ بدأت الحملة ضده. أحد مهرجي البلاط الذي يعمل كرئيس لأبواق نتنياهو، لخصه بتغريدة صغيرة: “عهد يولي أدلشتاين انتهى”.
هذا هو الوضع: سارة نتنياهو تشك في أن رئيس الأركان هرتسي هليفي والجنرالات يتآمرون على الانقضاض بالدبابات على قيساريا (ويقومون بتخريب الترميم الذي كلف مئات آلاف الشواكل بتمويل الدولة)؛ بيبي يشك في أن غالانت وأدلشتاين يتآمران على إسقاطه بطريقة مختلفة. بين هذا وذاك فإن المخطوفين المساكين والمقاتلين في غزة ورجال الاحتياط الذين ينهون 150 – 180 يوما في الخدمة في الاحتياط منذ 7 أكتوبر، عائلات المخطوفين والقتلى في الحرب الذين يتجاهل رئيس الحكومة بشكل استعراضي أغلبيتهم الساحقة. هذا الأسبوع، قام بإجراء زيارات عزاء مع طواقم توثيقه في بيت عائلة سمداجا وعائلة درعي، اللتين فقدتا العزيزين عومر وسعاديا. في تأبين الابن، الأب الثاكل أورن سمداجا قال، “نحن لن نتنازل عن اقل من النصر المطلق على قتلة (حماس)”. ليلي درعي، والدة سعاديا، هي نشيطة يمينية معروفة. هذا لا يواسيهم في مصيبتهم، بل في كل الحالات هم حصلوا على الشرف والاعتراف الذي لم يحصل عليه 99% من عائلات شهداء الجيش الإسرائيلي، سواء كان ذلك زيارة أو أفلام فيديو أو نصوص عزاء. هذا جيد، يمكن الفهم، هو ينشغل في “الاستعداد لزيارة في نير عوز”، كما جاء من مكتبه في هذا الأسبوع.
لا توجد لجنة في القدس
الرد على رسالة التحذير للجنة التحقيق الرسمية في قضية الغواصات والسفن، قامت بتوضيحه بشكل جيد لكل من عول على آمال عبثية. بنيامين نتنياهو لن يشكل لجنة تحقيق رسمية من اجل التحقيق في فشل 7 تشرين الأول. وبالتأكيد ليس فشل 8 تشرين الأول بعد ذلك. لن يقوم بالتشكيل ولن يتم تشكيل لجنة طالما أنه موجود هناك.
كان يمكن التوصل إلى الاستنتاج غير المفاجئ هذا في أعقاب تقرير لجنة كارثة ميرون؛ البيان الإحصائي البسيط: في الـ 17 سنة لوجوده في هذا المنصب لم يقم في أي يوم بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأنه لن يخرج منها أي شيء جيد له. ولكن الخاتم الأخير وغير القابل للمحو اعطي في هذا الأسبوع مع رده القبيح والساخر على لجنتكم (القصد هو الحكومة السابقة) التي عملت حسب قوله كأداة سياسية في يد خصومه.
هكذا فإنه بأقوال التحريض هذه فإن رئيس اللجنة شوه، رئيس المحكمة العليا المتقاعد آشر غرونس والأعضاء الأربعة في اللجنة بالتملق وعدم النزاهة والنفاق. كم هو سهل عليه التشهير بأشخاص نزيهين وطيبين. كم هو طبيعي بالنسبة له القيام بعملية تشهير وإلقاء الفرية على كل من لم يرق له. نحن وبحق لا نكون متفاجئين في كل مرة من جديد، مع ذلك نحن تفاجأنا قليلا. لا يوجد قعر لما يفعله. لا يوجد شخص واحد جيد في هذه الدولة سينجو من لسانه السليط والافتراء عليه.
غرونس هو من اكثر القضاة محافظة. قبل اكثر من عقد قام ائتلاف نتنياهو (بقيادة يمينيين متطرفين، اوري اريئيل ويعقوب كاتس) بتغيير القانون من اجله، كي يمكن تعيينه كرئيس للمحكمة العليا. فقط قبل بضعة أسابيع تم تعيينه من قبل الحكومة لرئاسة لجنة تعيين الشخصيات الكبيرة بعد رفض تعيين قضاة آخرين.
إذا تم رفض تعيين غرونس، فمن سيكون متعهد الإخفاقات المستعد لقبوله كرئيس لجنة تحقق في إخفاقاته. استر حيوت؟ أهارون براك؟ دوريت بينيش؟ نتنياهو يتسلى بفكرة تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالاعتماد على سابقة لجنة فينوغراد التي حققت في حرب لبنان الثانية، التي شكلها في حينه رئيس الحكومة ايهود أولمرت. ولكن إلياهو فينوغراد، الذي كان رئيس المحكمة المركزية في تل أبيب، كان معروفا في أوساط القضاء كشخص حريص ومستقيم مثل المسطرة ومتشدد. هكذا كان أيضا التقرير الذي خرج عن اللجنة.
أبو الإخفاقات لم يخطر بباله في أي يوم بأن يعين قاضيا بهذا المستوى. هو سيبحث عن شخص من نوع القاضي في المحكمة المركزية المتقاعد موشيه دروري. هو بيبي ولديه ماض من قرارات الحكم المشكوك فيها، وهو أحد الأعزاء على الحكومة، والذي يشغل منصب رئيس لجنة التحقيق في قضية التنظيمات، ورئيس لجنة التعيينات في هيئة البث. أيضا هناك بالتأكيد مناصب أخرى يتم إعدادها له.
توجد لجنة في القدس
المحادثة الودية في هذا الأسبوع في القناة 14 بين يانون ميغل ورئيس الحكومة بدأت بسؤال: هل أنت قوي؟ فقط كان ينقص الأخ الرحيم أن يأخذ المنديل ويمسح بلطف العرق عن جبين من تجرى معه المقابلة. التعاطف وتصفيق الجمهور الذي يرتدي القبعات والرغبة في إرضائه والقاعدة التي تشاهد خفضوا قليلا آليات ضبط النفس لدى الضيف. “أنا مستعد لصفقة جزئية تعيد قسما من المخطوفين”، قال بخلاف كامل مع الخطة التي هو نفسه وقع عليها مع مجلس الحرب المرحوم. بعد ذلك حاول نفي نفسه، وفي نهاية يوم صاخب وضاج أكد من فوق منصة الكنيست بأنه يلتزم باقتراحه. في غضون ذلك، سمح بنشر فيلم اختطاف هيرش غولدبرغ بولين، أورل ليفي وإيليا كوهين. ورأينا الذين رئيس الحكومة مستعد للتضحية بهم في غزة.
بن غفير ليس غبيا. فهو يعرف الحاجة الملحة لهذه اللجنة. لكن كوكيل للفوضى فهو يسعى إلى إحداث الفوضى. بماذا يهمه إذا تم إصدار أوامر اعتقال لنتنياهو وهليفي وغالانت. العكس هو الصحيح.
يوسي فيرتر - هآرتس
ترجمة: شبكة الهدهد