5 أعوام على هبة "البوابات الإلكترونية".. والصراع على الأقصى يحتدم

profile
  • clock 21 يوليو 2022, 8:51:51 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وافقت اليوم الخميس، الذكرى الخامسة لهبة "باب الأسباط" في القدس المحتلة، أو ما يعرف بـ"هبة البوابات الإلكترونية"، والتي ثار فيها المقدسيون ضد قرار الاحتلال نصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وتعود قصة تلك البوابات إلى يوم الجمعة، الموافق 14 يوليو 2017، حينما أغلقت قوات الاحتلال المسجد المبارك بالكامل، ومنعت المصلين من دخوله لأداء صلاة الجمعة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال المدينة قبل أكثر من نصف قرن.

وجاء الإغلاق بعدما نفذ ثلاثة شبان من أم الفحم المحتلة عملية إطلاق نار داخل الأقصى، ما أسفر عن استشهادهم، ومقتل اثنين من عناصر شرطة الاحتلال وإصابة آخر.

حيث تذرعت قوات الاحتلال بالعملية في محاولة لفرض سيطرتها على الأقصى عبر وضع كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية للتفتيش على كافة أبوابه، ما دفع المقدسيين للاعتصام على مدار أسبوعين، انتهت في أواخر الشهر ذاته، عندما رضخ الاحتلال لمطالب المقدسيين وأزال تلك البوابات.

وبعد إغلاقٍ استمر يومين، قررت حكومة الاحتلال إعادة فتح أبواب المسجد للصلاة فيه، لكن مع استمرار تركيب البوابات لتفتيش المصلين.

إلا أن المقدسيين رفضوا العبور عبر تلك البوابات، ودفعوا الشخصيّات المقدسية والمرجعيات الدينية لتكون معهم في معركة لا تقتصر على رفض البوّابات كـ"إجراء"؛ بل كنهج وسياسة، وتوجّه رسائل برفض الاحتلال والمتواطئين معه، ونبذ سياساته.

لكن سرعان ما عمّت المواجهات الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمظاهرات مدن عربية وإسلامية وعواصم غربية وأوروبية، دعمًا ونصرةً للأقصى، واحتجاجًا على إجراءات الاحتلال.

صمود مقدسي

واستغل الاحتلال قضية البوابات، ليستفرد بالمسجد الأقصى، تزامنًا مع رفض المقدسيين الدخول عبرها، رفضًا لجعلها أمرًا واقعًا على المسجد ورواده، ما يحمل تبعات خطيرة تُمّكن الاحتلال من الانقضاض عليه، وتسهل تنفيذ مخططاته التهويدية فيه.

وأمام صمود المقدسيّين وإصرارهم، كان على الاحتلال التراجع بعدما حاول المماطلة لكسب الوقت و"الاستعانة بالأصدقاء" للخروج من هذا الموقف بأقلّ خسائر، إذ إنّ مزاعمه حول السيطرة على المسجد وُضعت على المحكّ بوضوح.

وفي 27 يوليو 2017، انصاع الاحتلال لإصرار المقدسيين وصمودهم، وأزال البوّابات الإلكترونيّة، ووقف شاهدًا على احتفال المقدسيّين بانتصارهم عبر إحياء معادلة إجبار الاحتلال على التّراجع في مواجهة الإصرار والصمود.

وشكلت هبّة باب الأسباط لحظات فارقة في تاريخ القدس والصراع الديني حول الأقصى، وكسرًا لمخططات الاحتلال الرامية لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

وتأتي ذكرى معركة "البوابات الإلكترونية" تزامنًا مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى القدس، وسط إجراءات أمنية مشددة.

هبات متتالية

ورغم مرور 5 أعوامٍ على الهبة؛ إلا أن الهبات الشعبية المقدسية لم تتوقف، بل امتدت إلى باب الرحمة، وباب العامود والشيخ جراح، والتي أفشلت جميعها كافة إجراءات الاحتلال، ومحاولاته لفرض سيادته الكاملة على القدس والأقصى، وإحداث أي تغيير جوهري في المكان.

وأظهرت تلك الهبات القدرة الشعبية على تحدي الاحتلال وإرغامه على الخضوع والتراجع، وتحقيق الانتصار، لكي تبقى هذه المعارك حاضرة من أجل استكمال أركان النصر في معركة السيادة والتحرير.

التعليقات (0)