FT: حلفاء كييف يعززون قدرات الردع النووي بعد تهديدات بوتين

profile
  • clock 26 سبتمبر 2022, 6:33:36 م
  • eye 625
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلطت صحيفة "فاينانشيل تايمز" البريطانية، في تقرير لها، الضوء على التحركات الغربية المحتملة تجاه تهديدات بوتين بشن هجمات نووية ضد أوكرانيا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها , إنه وفقًا لمسؤولين غربيين، تضع العواصم الغربية خطط طوارئ إذا اتخذ فلاديمير بوتين خطوات لشن هجمات نووية ضد أوكرانيا وإرسال تحذيرات خاصة إلى الكرملين بشأن العواقب المحتملة.

وفي السياق ذاته؛ صرح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "سي بي إس" يوم الأحد، أن "تحذيرات الرئيس الروسي بشأن الأسلحة النووية هي مسألة يجب أن نأخذها على محمل الجد".

وأضاف: "لقد أبلغنا الكرملين بشكل مباشر وسري وعلى مستوى عالٍ جدًا بأن أي استخدام للأسلحة النووية ستكون له عواقب وخيمة على روسيا، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يستجيبون بشكل حاسم، وكنا واضحين بشأن ما سيترتب على ذلك"، فرغم أنهم يعتقدون أن تهديدات بوتين غير حقيقية ولا تشير إلى تحول رسمي في إستراتيجية الكرملين النووية؛ إلا أن حلفاء كييف يزيدون اليقظة والردع النوويين، وفقًا لخمسة مسؤولين غربيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المسألة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله إنه "إذا كان يعتقد أن التهديد سيرعب أوكرانيا وسيرغمها على الاستسلام أو التنازل عن 20 في المائة من أراضيها أو يهدف إلى تخويف بقية الدول من مساعدة أوكرانيا، فإن العكس صحيح".

كما أوضح مسؤولان غربيان آخران أن "الضربة النووية ضد أوكرانيا لن تؤدي على الأرجح إلى رد فعل مماثل، لكنها ستؤدي بدلًا من ذلك إلى ردود عسكرية تقليدية من الدول الغربية لمعاقبة روسيا".

ويعتقد الغرب أن تحذيرات بوتين بأنه "لا يمزح" بشأن شن هجمات نووية على أوكرانيا تهدف إلى استعادة الزخم بعد الانتكاسات الروسية في ساحة المعركة؛ حيث تأتي هذه التهديدات في الوقت الذي تستعد فيه موسكو لضم الأراضي المحتلة في شرق وجنوب أوكرانيا بعد الاستفتاءات التي أجراها وكلاء الكرملين.

وقال مسؤولون ومحللون إن خطة بوتين ترنو لتصوير الحرب على أنها صراع دفاعي بعد أن زعمت أن تلك المناطق جزء من روسيا، واتهم الرئيس الروسي الغرب "بالابتزاز النووي"؛ مدعيًا دون دليل أن أوكرانيا تطور أسلحة دمار شامل تهدد أمن موسكو.

وبموجب العقيدة النووية الروسية؛ يمكن أن يبرر ذلك استخدام الأسلحة النووية لحماية وحدة أراضي الدولة.

وفي هذا الصدد؛ أوضح دميتري نوفيكوف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي: "لدينا إمكاناتنا العسكرية الخاصة وإذا كان هناك من يعتقد أننا لن نستخدمها إذا كان هناك تهديد خطير فهم مخطئون"، وتابع: "وإذا كنت مستعدًا لاستخدام هذه الأنواع من الأسلحة، فلن نتوانى على الرد عليه".

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين ومحللين أكدوا أنه إذا لجأ بوتين إلى الأسلحة النووية؛ فقد يكون السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أنه سيستخدم سلاحًا نوويًا تكتيكيًا - وهي قنبلة أصغر وأكثر استهدافًا مصممة للاستخدام في ساحة المعركة - لردع الغرب عن دعم أوكرانيا.

فيما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه إذا "استخدم بوتين أسلحة نووية فإن رد واشنطن سيكون تبعيًّا واعتمادًا على ما سيفعلونه سيحدد الرد".

وذكرت الصحيفة أن لوجستيات نشر الأسلحة النووية معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً ويمكن أن تلتقطها أقمار الاستخبارات الغربية بسهولة، وهذا يعني أن بوتين يمكنه تكثيف التهديد النووي من خلال اتخاذ عدة خطوات قبل الوصول إلى نقطة الاستخدام الفعلي للأسلحة، كما سيسمح للغرب بضبط جاهزيتها الدفاعية.

وتجدر الإشارة إلى أن الأسلحة النووية الروسية توضع في ملاجئ محصنة في جميع أنحاء البلاد.

في سياق متصل؛ أوضح سايمون مايلز، الأستاذ المساعد في كلية سانفورد للسياسة العامة بجامعة ديوك، أن "عملية الانتقال إلى الجاهزية وتزاوج الرؤوس الحربية مع منصات الإطلاق، ستولد قدرًا كبيرًا من الظواهر التي يمكن للاستخبارات الأمريكية التفطن لها".

وأضاف: "تمثل هذه فرصة لواشنطن لتوضح للكرملين التبعات السلبية لهذه الخطوة".
وحسب جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "يفضل بوتين التهديد باستخدام الأسلحة النووية والحصول على امتيازات بدلًا من استخدامها فعليًّا"، فيما قال بعض الخبراء العسكريين إن التنسيق الروسي الضعيف لوحداتها العسكرية التقليدية منذ بدء غزوها لأوكرانيا يشير إلى أن الضربات النووية قد لا تغير ماديًّا النتيجة لصالحها في ساحة المعركة.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن بافيل بودفيغ، كبير الباحثين في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح قوله إن "السجل الروسي المختلط من الضربات التقليدية ضد البنية التحتية الأوكرانية يشير إلى أن هجومًا نوويًا قد ينحرف عن مساره الصحيح".

 

 

 

 

التعليقات (0)