«جيروزاليم بوست»: لن ينجح جيش الاحتلال في تحرير الأسرى

profile
  • clock 17 ديسمبر 2023, 11:26:59 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 

نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» تقرير عن صعوبة إنقاذ جيش الإحتلال الأسرى في قطاع غزة من خلال العمليات العكسرية.

 

وذكر التقرير «جيروزاليم بوست»  يجب على إسرائيل أن تتخذ خيارات حاسمة في القطاع الشمالي، لأن السياسة الحالية لم تسفر عن تغييرات كبيرة في الأشهر الأخيرة.

 

إن التحديات والسيناريوهات الفريدة التي تواجهها القوات في غزة تشبه المشاهد المأخوذة مباشرة من أفلام الحرب. ومن الأمثلة المؤثرة ما حدث يوم الجمعة عندما قُتل ألون شامريز ويوتام حاييم وسمر الطلالقة بشكل مأساوي، على بعد أمتار قليلة من الحرية.

 

أدى سوء التقدير من قبل جندي ظنهم خطأً أنهم إرهابيون إلى تغيير النتيجة بشكل كبير. وتسلط قصتهم الضوء على الهامش الضئيل بين الحياة والموت في الحرب، حيث يتم اتخاذ القرارات في أجزاء من الثانية، وتكون قواعد الاشتباك حاسمة حتى وسط فوضى المعركة.

 

وسلط الحادث الضوء على المعضلات المعقدة التي تواجهها في ساحة المعركة. كان من الممكن إطلاق سراح الشباب الثلاثة ليشاركوا تجربتهم المروعة التي استمرت 70 يومًا في أسر حماس، وخاصة أيامهم الأخيرة في الشجاعية، لو أن الوضع تطور بشكل مختلف.

 

لقد كانوا قريبين بشكل مثير للقلق من حقول الكيبوتس حيث تم اختطافهم، لكنهم بعيدون عن الأمان. رسالة بسيطة مكتوبة على الجدران تقول "أنقذونا، 3 مختطفين" تم اكتشافها بالقرب من مكان الحادث تؤكد مأساة قربهم من الحرية.

 

محاولتهم الوصول إلى قوات الجيش الإسرائيلي، والتي اتسمت بإجراءات محسوبة لتجنب الخلط بينهم وبين الإرهابيين، انتهت بكارثة بسبب الطبيعة المعقدة للحرب، خاصة عندما يتنكر العدو بملابس مدنية.

 

ومما زاد الوضع تعقيدا وجود انتحاريين بالقرب من القوات. وتسلط هذه الأحداث الضوء على أهمية الالتزام بقواعد الاشتباك، التي لو تم تنفيذها بشكل صحيح، لكان من الممكن منع وقوع هذه المأساة.

 

من الصعب إصدار حكم أثناء الحرب، حيث تكون الأخطاء في ساحة المعركة أمرًا لا مفر منه. وأكد ضابط كبير أن هذا الحادث لم يكن فشلا أخلاقيا بل كان تفسيرا خاطئا للواقع، حيث ظن أن الأسرى إرهابيون.

 

ومع ذلك، فإن الحادث لا يزال يتطلب تحقيقا شاملا إن كشف الجيش الإسرائيلي السريع والشفاف عن هذه النتائج القاسية للجمهور يدل على التزامه بالشفافية، على الرغم من النتيجة المأساوية للحدث.

 

وتتأرجح المشاعر العامة في إسرائيل بشكل حاد بين الانتصارات في المعارك ضد حماس والحزن العميق على مثل هذه الأحداث المأساوية. ويتجلى هذا التأرجح في مدى سرعة تحول النجاحات إلى كوارث، كما رأينا في حادثة الشجاعية. إن الوجود البري للجيش الإسرائيلي، الذي يخلق فرصًا للنجاح، ينطوي أيضًا على مخاطر كبيرة.

 

لا توجد علامات استسلام من جانب حماس، فطبيعة الحرب تتطلب الاستعداد لتحمل خسائر فادحة وتحديات إن الحرب في غزة بعيدة كل البعد عن كونها "حرباً تقليدية"؛ إنه صراع مرهق يتطلب الوقت والتفاهم. وفي حين أن الإنجازات العملياتية جديرة بالملاحظة، إلا أن الحرب اتسمت أيضاً بأحداث صعبة وانتصارات تكتيكية لحماس، التي لا تظهر أي علامات على الاستسلام. وتشهد على ذلك المعارك الأخيرة في جرارة والشجاعية، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.

 

إن أحداث نهاية الأسبوع تدحض المزاعم السابقة المبالغ فيها عن النصر الوشيك على حماس. تتطلب طبيعة الحرب الاستعداد المستمر لتحمل الخسائر والتحديات الفادحة. إن استسلام مئات الإرهابيين وتوجيه ضربات كبيرة ضد المجموعة الإرهابية في شمال غزة، على الرغم من أهميته، إلا أنه ليس حاسما في الحملة الشاملة.

 

وقد تطور الصراع الآن إلى حرب عصابات، مما يشكل تهديدات جديدة لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، خاصة من العبوات الناسفة. وقد ظهر هذا التحول واضحاً في العديد من الأحداث الأخيرة في خان يونس وجباليا. في سيناريوهات حرب العصابات هذه، تهدف حماس إلى إيقاع خسائر فادحة بجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، حتى في المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية.

 

وتشير العمليات الأخيرة التي قامت بها قوات كوماندوز البحرية ضد الإرهابيين في مدارس حي الرمال، حيث يتواجد الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة، إلى استمرار القتال حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، وإن كان ذلك بتكتيكات مختلفة عن تلك التي استخدمتها حماس في بداية الحرب.

 

على الرغم من أن بعض الأحداث انتهت بشكل غير مناسب للجيش الإسرائيلي، إلا أن معظمها أدى إلى انتصارات كاملة، مما يؤكد فعالية الجيش. ومع ذلك، يبقى التركيز الأساسي على تحقيق أهداف الحرب.

 

ونظراً لوجهة نظر المؤسسة الأمنية بأن تفكيك قدرات حماس العسكرية سوف يتطلب عدة أشهر أخرى من القتال، فإن الهدف المباشر يتلخص في إعادة الأسرى إلى ديارهم. وقد سلطت الأحداث الأخيرة الضوء على مدى إلحاح هذه المهمة.

 

وفي حين أن هناك دعوات لوقف إطلاق النار لتسهيل تبادل الأسرى، فإن مثل هذه الاستراتيجية لن تكون ذات صلة إلا إذا تم وضع خطة قابلة للتطبيق. وفي الوقت الحالي، تطالب حماس، التي تطرح الخطاب حول الأسرى في إسرائيل، بوقف فوري لإطلاق النار من إسرائيل كشرط مسبق للمفاوضات.

 

وعلى الرغم من ذلك، تظل القيادة العسكرية والسياسية ثابتة في اعتقادها بأن الضغط العسكري المستمر على حماس ضروري لإحراز تقدم بشأن قضية الرهائن. ويثير هذا الموقف تساؤلات، خاصة وأن الجيش يحدد مراكز الثقل العسكري لحماس بعد السيطرة العملياتية على معظم شمال القطاع.

 

ويجب أن يتحول التركيز الأساسي للجيش الآن إلى خان يونس وجنوب غزة، ومع ذلك تستمر قوات كبيرة في العمل في شمال القطاع. وهذه الاستراتيجية، بحسب الجيش، لم تؤد بعد إلى تقدم في قضية الأسرى.

 

الأحداث الأخيرة في القطاع الشمالي، بما في ذلك مقتل الرقيب يحزقيل عزاريا وإصابة جنود آخرين بسبب غارة حزب الله بطائرة بدون طيار، تظهر احتمالية التصعيد العالية في الشمال.

 

في حين أن أحداث نهاية الأسبوع اتبعت الاتجاهات الأخيرة، إلا أن نتائجها الخطيرة تسلط الضوء على التهديدات المستمرة في القطاع اللبناني. وتستمر الجهود التي تبذلها أميركا وفرنسا للتفاوض على تسوية ودفع حزب الله بعيداً عن الحدود، ولكن عقارب الساعة التي تدق تترك الكثيرين في حالة من الشلل والنزوح لفترات طويلة، دون نهاية في الأفق.

 

ويجب على إسرائيل أن تتخذ خيارات حاسمة في القطاع الشمالي، لأن السياسة الحالية لم تسفر عن تغييرات كبيرة في الأشهر الأخيرة.

التعليقات (0)