- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
«ميدل إيست آي»: تغطيات بـ«عين واحدة».. هكذا لا يزال الإعلام الغربي منحازًا لإسرائيل
«ميدل إيست آي»: تغطيات بـ«عين واحدة».. هكذا لا يزال الإعلام الغربي منحازًا لإسرائيل
- 5 يونيو 2022, 4:27:26 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جرى تجاهل الهتافات العنصرية الداعية إلى الإبادة الجماعية التي أطلقها المتظاهرون الإسرائيليون في نهاية الأسبوع في التغطية الإخبارية الغربية من قبل الإعلام الغربي، مما يشير إلى ازدواجية المعايير الصارخة.
نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريرًا لكريس دويل مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، تحدث فيه عن ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يستهل الكاتب تقريره بالقول: تكشفت مشاهد مروعة في أنحاء القدس الشهر الماضي إذ انقضَّت شرطة الاحتلال الإسرائيلي على جنازة صحافية الجزيرة شيرين أبو عقله، وهاجمت المعزين ومن يحملون نعشها. وفي نهاية الأسبوع، عززت «مسيرة الأعلام» في يوم القدس من سمعتها عرضًا للكراهية والتعصب والعنف ضد الفلسطينيين. وبالطبع، لا يجب إخبار الفلسطينيين بأي من هذا، فهي تجربتهم الحية. إذا لم يكن الجنود الإسرائيليون، فالمستوطنون يضربونهم ويضايقونهم ويحرقون محاصيلهم. وشارك كثير من هؤلاء المستوطنين في مسيرة القدس.
ويضيف الكاتب: مع ذلك، بالنسبة للعالم الخارجي، يجري تقديم إسرائيل على أنها ديمقراطية محبة للحرية تستند إلى القيم المشتركة مع الغرب، وعلى مدار سنوات، لعبت وسائل الإعلام دورًا في كبح النقد المشروع للأعمال الإسرائيلية وتجاهل الرواية الفلسطينية. ولقد أبرزت التغطية العالمية للأحداث الأخيرة مرة أخرى هذا الفشل. دعونا نأخذ «بي بي سي»، وهي قناة رئيسية تعد تغطيتها للقضايا الدولية ممتازة، مثالًا.
كما يشير الكاتب إلى مقال إخباري لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نُشر وقت المسيرة تحت عنوان: «التوترات في القدس تتصاعد قبل مسيرة العلم الإسرائيلي للشباب». في حين أنها ذكرت الاحتلال، وهي نقطة غالبًا ما يجرى حذفها من التغطية الدولية، إلا أنها افتقرت إلى سياقات مهمة أخرى.
كما ذكرت نسخة أولية من المقال أن «المسيرة تشهد تقليديًا الآلاف من الشباب اليهود، يلوح العديد منهم بالأعلام الإسرائيلية ويرقصون ويغنون الأغاني الوطنية وهم يتدفقون عبر مجموعة من الأزقة التي تمر عبر الأحياء الأربعة التاريخية»، مشيرة إلى أن الفلسطينيين «ينظرون إلى الحدث على إنه استفزاز». ولم تذكر المصدر العادي لهذا الاستفزاز: وهي الهتافات العنصرية ودعوات الإبادة الجماعية من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
الإعلام الغربي: إسقاط بعض السطور
يواصل الكاتب: أشارت نسخة لاحقة من المقال إلى هجوم على طاقم «بي بي سي»، والذي «تعرض للإساءة اللفظية وتعرض للدفع بقوة من قبل اثنين من أفراد المسيرة، مما تسبب في فقد مصور لجزء من معداته… أوقفتهم القوات الإسرائيلية القريبة لكنها لم تتخذ أي إجراء آخر». كما أشار التقرير إلى أن المتظاهرين كانوا يهتفون «الموت للعرب». وبصورة يصعب تصديقها، جرى إسقاط هذه السطور من إصدار لاحق من المقال. لم تقدم «بي بي سي» أي تفسير، باستثناء أنها ذكرت أن بعض المواد استبعدت في «عملية التحديث». ثم عادت السطور لاحقًا للظهور في المقال بعد عدة شكاوى من الحذف.
وتضمنت نسخة لاحقة أيضًا الهتاف: «أتمنى أن تحترق قريتك». بالطبع، هذا لم يذكر في مستهل المقال بل وضع بعيدًا في الفقرة التاسعة. والكثير من الهتافات العنصرية الأخرى – بما في ذلك «النكبة الثانية قادمة قريبًا» و«سينتهي بكم المطاف في مخيمات اللاجئين»- لم تستحق حتى أن تذكر.
يقول الكاتب: أخبرتني «بي بي سي» أنه بناءً على ما أفادت به فرقهم على الأرض، كان الهتاف العنصري «واسع الانتشار» ولكنه ليس منتشرًا في كل مكان. في حين أن هذا وصف نزيه، لا ينبغي التقليل من أهمية الهتافات العنصرية المنتشرة. هذه ليست حالة عدد قليل من التفاح الفاسد.
وبالمثل، كانت تغطية «بي بي سي» لمسيرة الأعلام عام 2021 غائبة، حيث تناقضت بشكل ملحوظ مع وسائل الإعلام المحلية. وسلطت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الضوء على العنصرية الداعية إلى الإبادة الجماعية، وركزت على هتاف «الموت للعرب» في عنوانها الرئيس. ويتساءل الكاتب: لو كان هناك مسيرة يهتف فيها المشاركون «الموت لليهود»، ألن يكون هذا هو محور تغطية «بي بي سي»؟
وعندما هتفت مجموعة من الرجال هتافات معادية للسامية من سيارة في شمال لندن العام الماضي، غطت «بي بي سي» الحادث، مشيرة إلى اللغة المسيئة في مقدمة الخبر، كما أشارت إلى أن الشرطة اعتقلت المشتبه بهم بسرعة. ومع ذلك، في القدس، لم تعتقل الشرطة الإسرائيلية أي شخص بسبب الهتافات العنصرية – وتجاهلت معظم وسائل الإعلام هذه الحقيقة.
تغطيات بعين واحدة: أين التوازن الصحفي؟
يلفت الكاتب إلى أن الإنصاف والتوازن والمهنية في الصحافة توجب أنه عندما يهتف المتظاهرون الإسرائيليون «الموت للعرب»، أن يكون هذا أمرًا محوريًّا للتغطية العالمية. ولكن لم يكن الأمر كذلك، ولم يُسمح للفلسطينيين بالتعبير عن شعورهم بهذه الانتهاكات. ويعاني الإعلام الغربي من رؤية بعين واحدة وعجز روتيني عن الإشارة إلى عدم تناسق الصراع بين الاحتلال وضحية الاحتلال.
أما بالنسبة لجنازة أبو عقلة، فقد أشارت «بي بي سي» إلى أن «نعش الصحافية القتيلة تعرض للتزاحم والاهتزاز بينما اشتبكت الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيون أثناء مغادرة الجثمان مستشفى في القدس الشرقية» – حتى مع وجود أدلة دامغة بالفيديو، والتي كانت متوفرة في ذلك الوقت، والتي أظهرت هجومًا غير مبرر للشرطة الإسرائيلية على المشيعين.
وبعد الشكاوى، جرى تغيير المقال مرة أخرى، على الرغم من أنه كان لا يزال دون المستوى الأمثل: «كاد نعشها أن يسقط عندما اندفعت الشرطة (الإسرائيلية)، التي كان بعضها يستخدم الهراوات، داخل حشد من الفلسطينيين المتجمعين حوله». أدلة الفيديو واضحة بشكل مخيف. وسقط النعش بسبب ضرب شرطة الاحتلال حاملي النعش.
ويستدرك الكاتب: إنصافًا لـ«بي بي سي»، يجب أن نذكر أن لديها عملية لتقديم الشكاوى، وقد تغيرت المقالات بالفعل. لكن الإصدارات الأولى من المقالات تميل إلى أن تكون أكثر أهمية عندما يقرأ الناس عن قصة آخذة في التطور. و«بي بي سي»، والعديد من المنافذ الغربية الأخرى، تلتزم الحذر الشديد أثناء تغطية هذا الصراع. وتمتلئ التغطية بلغة سلبية وعبارات غير محددة، مثل «اندلعت الاشتباكات» و«العنف في جنازة المراسلة».
وتجرى تغطية الغضب الأوكراني ضد المحتلين الروس في سياق احتلال عنيف. ونادرًا ما يتم تغطية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين من خلال منظور الاحتلال والتمييز الممنهج وسلب الملكيات، بينما العنصرية ضد العرب حقيقية وواسعة الانتشار. ويختم الكاتب بالقول: يُظهر الفشل في تغطية الأخبار بشكل صحيح، خاصة عندما تكون الحقيقة صارخة للغاية، مقدار الجهد الذي لا يزال يتعين على وسائل الإعلام الغربية القيام به.