- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
آمال العثور على ناجين تحت الأنقاض تتضاءل.. ساعات حرجة تدخلها عملية الإنقاذ في سوريا وتركيا
آمال العثور على ناجين تحت الأنقاض تتضاءل.. ساعات حرجة تدخلها عملية الإنقاذ في سوريا وتركيا
- 9 فبراير 2023, 10:53:37 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دخلت عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض إثر زلزال تركيا وسوريا المدمر مرحلة حرجة للغاية، فبعد أكثر من 75 ساعة بدأت فرص العثور على الناجين تحت الأنقاض تتضاءل مع انخفاض درجات الحرارة التي تقلل فرص النجاة وسط تواصل جهود فرق الإنقاذ في سوريا وتركيا على حد سواء والتي تسابق الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت الأنقاض.
الدفاع المدني السوري الذي يقوم بعمليات الإنقاذ منذ الإثنين، نشر الخميس 9 فبراير/شباط 2023 صورة لأفراد فريقه والذين بدا عليهم الإرهاق والتعب بسبب العمل المتواصل لأيام، وكتب عليها: "نحن الآن في سباق حقيقي…الوقت بدأ ينفد ومئات العائلات عالقة تحت الأنقاض، كل ثانية تعني إنقاذ روح، بعد أكثر من 75 ساعة على الزلزال، تواصل فرقنا عمليات البحث وسط صعوبات كبيرة والحاجة لآليات ثقيلة لرفع الأنقاض".
والحال في تركيا ليس مختلفاً عن سوريا، فبعد 3 أيام تجاوز عدد الضحايا في تركيا أكثر من 12 ألف قتيل، ولا تزال بعض القرى في المدن المنكوبة تحت الأنقاض ولم يعرف بعد عدد الأشخاص العالقين تحت الردم.
فيما يقول خبراء إن غالبية عمليات الإنقاذ تحدث في أول 24 ساعة بعد وقوع الكارثة، وبعد ذلك، تبدأ فرص النجاة في الانخفاض مع مرور كل يوم.
ومع انخفاض درجات الحرارة بالقرب من درجة التجمد خلال الليل في المدن المنكوبة في تركيا وسوريا، تعقدت الأوضاع أكثر بالنسبة للمحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى.
رائحة الجثث تخرج في تركيا
في كهرمان مرعش التركية قال عمال الإنقاذ لصحيفة The Guardian البريطانية إنهم باتوا يشمون رائحة الجثث أثناء الحفر بين أكوام الحطام في قلب المدينة التي دمرها الزلزال وتوابعه حتى تحول كثير من مبانيه إلى أثر بعد عين.
ظافر يلديز، أحد المتطوعين، قال بينما يشير إلى كومة من الخرسانة وبقايا الأثاث: "نأمل في أن نعثر على شخصين لا يزالان على قيد الحياة هناك، فمعظم الأشخاص الذين عثرنا عليهم كانوا قد ماتوا".
فيما استخرج محمد بوسكرت مصحفاً بعناية من بقايا مبنى متعدد الطوابق وهو يحفر على أمل العثور على شقيقه وزوجة أخته على قيد الحياة، وقال: "بعد أن خرجت من تحت أنقاض منزلي، جئت إلى هنا للبحث عنهما. لا يسعني إلا الأمل، وإن بدا أن الأوان قد فات. فقد وصلت فرق الطوارئ بعد فوات الأوان. ولم يحضروا هذه الحفارات إلا اليوم، آمل أن يتمكنوا من فعل شيء".
أوضاع إنسانية صعبة بعد الزلزال في مناطق الشمال السوري – خاص عربي بوست
زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كهرمان مرعش يوم الأربعاء 8 يناير/شباط للقاء بعض الناجين الذين انتقلوا إلى خيام نُصبت في ملعب المدينة، وتعهد "بأننا لن نترك مواطنينا يبقون في الشارع"، ووعد بتقديم مساعدات مالية وتعويضات. كما أعلن أردوغان أن حكومته ستبني منازل جديدة "في غضون عام واحد" بالمقاطعات العشر المتضررة من الزلزال، وإن لم يقدم سوى القليل من التفاصيل عن خطوات ذلك.
عمال الإنقاذ يحاولون إنقاذ العالقين/الأناضول
في بلدة بازارجيك النائية، التي زارها أردوغان أيضاً في جولته بالمناطق المتضررة من الزلزال، أبدى حسن شيتاك تمسكه بأمل العثور على والديه وشقيقه على قيد الحياة تحت بقايا مبناهم السكني المدمر، وقال باكياً: "أنا هنا منذ وقوع الزلزال في انتظار العون من عمال الطوارئ. لم ينقطع أملنا".
في طريق جانبي قريب من الموقع الذي زاره أردوغان، أحضر مجموعة من رجال الإنقاذ حفاريْن وأخذوا يفتشون عن ناجين تحت بقايا منزل عائلي. وقال محمد علي، أحد الواقفين بالقرب من المنزل، كان هناك 8 أشخاص تحت هذا المكان، أصيب منهم واحد، ومات سبعة. ونحاول العثور على شخصين نأمل أن يكونا على قيد الحياة".
ما يقوله الخبراء عن عمليات الإنقاذ!
يشير الخبراء وفقاً لما نشرته شبكة BBC البريطانية إلى أن أكبر مشكلة يواجهها العالقون تحت الأنقاض نقص المياه؛ حيث لن يتمكنوا من دون ماء من البقاء على قيد الحياة إلا لبضعة أيام.
يمكن للوقوع في مكان مغلق التسبب في ارتفاع درجة الحرارة وزيادة في ثاني أكسيد الكربون، والذي إذا وصل إلى مستوى مرتفع جداً، فقد يؤدي إلى الاختناق ويمكن لفرق البحث مراقبة المستويات المتزايدة من ثاني أكسيد الكربون في الواقع لمحاولة العثور على أدلة على وجود ناجين.
وفيات زلزال تركيا ترتفع إلى أكثر من 12 ألف/الأناضول
كما يصعب تحديد المدة التي يمكن أن يعيشها الناس دون شرب الماء، ولكن بعض التقديرات تشير إلى أنه في المتوسط يمكن أن تتراوح المدة بين ثلاثة وسبعة أيام، ويعتمد هذا على درجة حرارة المنطقة التي حوصر فيها الفرد، والتي تحدد كمية السوائل التي يفقدها من خلال التعرق، وعلى حالته الصحية وعمره.
كما توقع الخبراء ارتفاع حصيلة الضحايا في كلا البلدين، وربما أكثر من الضعف؛ حيث أصبحت مئات المباني المنهارة في العديد من المدن مقابر لأشخاص كانوا نائمين عندما وقع الزلزال الأول في الصباح الباكر، بحسب "الغارديان".
ويعرقل سوء الأحوال الجوية مهمّة فرق الإنقاذ ويزيد من معاناة الناجين الذين يعانون البرد تحت الخيام التي نُصبت وحول مواقد النيران التي أقيمت في المناطق المنكوبة.
ويصعب الوصول إلى منطقة كهرمان مرعش المنكوبة في جنوب شرق تركيا بسبب الثلوج.
وفي سوريا، أمضى مئات السوريين، الخائفين من حدوث هزات أخرى، الليل في الشوارع والحدائق.
ورجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق) أن ترتفع حصيلة القتلى لوجود "مئات العوائل تحت الأنقاض".
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
فيما توقع مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أديلهيد مارشان، في وقت سابق، أن يصل عدد المتضررين من الزلزال المدمر في تركيا وسوريا إلى "23 مليون شخص، بينهم 1.4 مليون طفل".
وقال مارشان في تصريحات أدلى بها في اجتماع للمنظمة، عُقد في مدينة جنيف السويسرية،
إن تركيا "لديها قدرة قوية على الاستجابة للأزمة"، لكن التحدي الحالي يكمن في تلبية الاحتياجات على الحدود السورية ـ التركية، وأوضح أن المنطقة الحدودية "تواجه بالفعل أزمة إنسانية منذ سنوات، بسبب الحرب الأهلية وتفشي الكوليرا"، وأضاف: "هذه أزمة على رأس أزمات متعددة في المنطقة المتضررة".
فجر الإثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجة بمقياس ريختر، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة؛ ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.