- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
أبرزها سياسة برميل الخنزير.. 5 عقبات تعوق نقطة التحول للجيش الألماني
أبرزها سياسة برميل الخنزير.. 5 عقبات تعوق نقطة التحول للجيش الألماني
- 18 مارس 2023, 10:30:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
انخفاض عدد المتطوعين، قصور في المعدات والذخيرة، مشاكل البيروقراطية، أزمات عدة على طريق تنفيذ برامج تحديث الجيش الألماني.
فرغم القرارات السريعة التي اتخذتها المستشارية الألمانية بتحديث الجيش الألماني خلال عام 2022، في أعقاب حرب أوكرانيا، فإن هناك شكوكًا حول آليات تنفيذ برامج التحديث، لأسباب عدة؛ بينها الميزانية والصندوق الخاص، إلى جانب مشاكل "بيروقراطية" التعامل داخل الجيش الألماني، بالإضافة إلى مشاكل الموارد البشرية.
ويقول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن ما يزيد الأمر تعقيدا وشكوكًا حول تنفيذ خطة تحديث الجيش الألماني هو تصريحات مفوضة الجيش الألماني في البرلمان، إيفا هوغل وكذلك تقارير مفتش الجيش الألماني، الذي حذر من عدم جهوزية الجيش الألماني بسبب قصور في المعدات والذخيرة.
فما أبرز أزمات الجيش الألماني؟
إيفا هوغل السياسية المنتمية للحزب الديمقراطي الاشتراكي انتقدت في تقريرها السنوي الذي قدمته في برلين يوم 14 مارس/آذار الجاري، بطء استعدادات الجيش الألماني، قائلة: "صحيح أن المشاريع الأولى في الطريق، إلا أنه في عام 2022، لم يتلق جنودنا أي سنت من الصندوق الخاص".
واستشهدت هوغل بآراء الخبراء، مطالبة بإطار تمويلي يتجاوز الـ100 مليار يورو التي حددها المستشار الألماني أولاف شولتز لتحديث الجيش الألماني، موضحة أن "100 مليار يورو وحدها لن تكون كافية لتعويض النقص (..) وفقا للخبراء العسكريين، سيكون هناك حاجة إلى ما مجموعه 300 مليار يورو".
وأضافت: هناك تراكم هائل للبنية التحتية. الثكنات في حالة يرثى لها في جميع أنحاء البلاد (..) إذا ظلت وتيرة التجديد على حالها، فيستغرق الأمر حوالي نصف قرن حتى يتم تحديث البنية التحتية للجيش الألماني بالكامل".
الصندوق الخاص
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز وعد خلال عام 2022 بتحديث الجيش الألماني بصندوق خاص ضخم، إلا أن مراقبين يقولون إنه لم يحدث اي تغيير منذ أكثر من عام وحتى الآن.
ويقول المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الديمقراطي المسيحي، رودريش كيزيوتر للصحافة الألمانية: "إن الجيش الألماني يعاني من عجز هائل، ولم تبدأ نقطة التحول بعد".
بدوره، قال قائد الجيش الألماني اللفتنانت جنرال ألفونس مايس، إن الصندوق الألماني الخاص الجديد البالغ 100 مليار يورو للجيش الألماني، في ضوء حرب أوكرانيا، لا يكفي لتجهيز القوات المسلحة في البلاد بشكل كامل.
وتابع مايس، الذي تسبب في ضجة العام الماضي عندما انتقد ما وصفه بسنوات من الإهمال في الاستعداد العملياتي للجيش الألماني: "لقد تم إحراز تقدم عندما يتعلق الأمر بعملية شراء معدات جديدة".
الموارد البشرية
وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، فإن عدد المتقدمين للجيش الألماني (البوندسفير) انخفض بنسبة 11%، مشيرًا إلى أنه من بين الجنود المؤقتين الذين بدأوا خدمتهم في الفترة بين يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار 2022، كان 27% قد استقالوا خلال الأشهر الستة الأولى من فترة الاختبار.
وطالبت هوغل مفوضة الجيش الألماني في البرلمان، بضرورة تكثيف القوات المسلحة جهودها لتجنيد الأفراد. وكانت مفوضة الجيش الألماني في البرلمان منزعجة من زيادة عدد التقارير عن الاعتداءات الجنسية بين أفراد الجيش الألماني.
فبحسب هوغل، فإنه جرى الإبلاغ عن 357 حادث اعتداء جنسي في عام 2022، مقارنة بـ 303 في العام 2022، فيما كشف تحقيق داخلي في الجيش الألماني أن 80% من المتضررين كانوا من النساء، وأن الكحول كان وراء ثلث الحالات.
اليمين المتطرف
وبحسب المركز الأوروبي، فإنه مازال اليمين المتطرف يمثل تهديدا الى الجيش الألماني من الداخل، ما يتطلب من الجيش الألماني ضرورة التصدي له بفعالية.
خطة 14 الخاصة
الأموال من الخطة 14 الخاصة بالمشتريات العسكرية، وبحوث وتطوير واختبار تكنولوجيا الدفاع ، ستوفر حوالي 9.6 مليار يورو لعام 2023، إلا أن الخبير في الشؤون الدفاعية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية رافاييل لوس، قال إن التعقيدات في عملية المشتريات الدفاعية ظلت مشكلة صعبة.
وأضاف: "يعد هذا النظام معقدا للغاية بين البرلمان بصفته الهيئة الذي يملك الميزانية من جهة وبين ووزارة الدفاع ووكالات المشتريات والقوات المسلحة من جهة أخرى"، مضيفًا أنه "بعد الحرب الباردة، كانت هناك ثقافة داخل الجيش الألماني مفادها أن السرعة ليست أولوية".
سياسة برميل الخنزير
وأشار لوس إلى أن مصالح نواب البرلمان الانتخابية غالبا ما لعبت دورا في عملية اتخاذ القرارات الخاصة بالمشتريات والصفقات، حيث يدفع السياسيون من ولاية بافاريا إلى فوز شركات الطيران في بافاريا بالصفقات، مما يؤدي إلى تحول عمليات الموازنة لأن تصبح أقل توجها نحو الاحتياجات العسكرية.
وتابع: أعتقد أنه في الولايات المتحدة يُطلق على هذه السياسة "سياسة برميل الخنزير" بما يعني استخدام الأموال الحكومية للمشاريع من إرضاء الناخبين والفوز بأصواتهم".
وكشفت تقارير المفتش العام لوزارة الدفاع بأن تسليح الجيش الألماني لا يتناسب مع حجم وقدرات ألمانيا وكذلك، مشيرًا إلى أن القوات الألمانية غير قادرة على خوض حرب طويلة ولا حتى الإيفاء بالتزاماتها مع "الناتو".
نقص الذخائر
تقييم الخبراء العسكريين حول القدرات الحالية للجيش الألماني، تقول إنه يمكن أن تنفذ ذخائر القوات الجوية الألمانية في اليوم الثاني فقط من القتال في أي حرب محتملة.
ويقول المركز الأوروبي، إن الجيش الألماني يعاني أيضًا من عجز ثانٍ حاد يتعلق بتخزين الذخائر، مشيرًا إلى أنه لا تزال أكبر نقاط ضعف الجيش الألماني تتمثل في مخزوناته من الذخيرة وقطع الغيار، والتي تضاءلت على مدى عقود .
بعد مرور عام تقريبًا على تقلد اللفتنانت جنرال ألفونس ميس، القائد والضابط الأعلى رتبة في الجيش الألماني، منصبه، أصبحت مخازن الجيش الألمانية شبه فارغة وتعاني من النقص في التجهيزات والمعدات القتالية، بسبب المعدات التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا.