- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
أزمة المساعدات.. سجال دبلوماسي بين سوريا والغرب
أزمة المساعدات.. سجال دبلوماسي بين سوريا والغرب
- 12 فبراير 2023, 7:07:25 ص
- 501
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ضربت هزة دبلوماسية قضية المساعدات الإنسانية المقدمة من الغرب لسوريا بعد الزلزال العنيف الذي خلف آلاف القتلى والمصابين.
أزمة قديمة بين دمشق والغرب أعاد زلزال تركيا النبش في أطلالها، بخلفية لا تنسى الدعم السوري لروسيا في عمليتها العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا، والموقف الأمريكي الأوروبي من سوريا منذ اندلاع أحداث العام 2011.
وألقت الخارجية السورية باللوم بشكل مباشر على قيود قانون قيصر في صعوبة إيصال المساعدات للمناطق المتضررة، مؤكدة أن السوريين كانوا يلجؤون إلى "الحفر في الأنقاض باليد في بعض الأحيان، لأن أدوات إزالة الأنقاض ممنوعة عليهم".
ومنذ الاثنين الماضي وحتى السبت، قضي أكثر من 25 ألف شخص في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، بينهم أكثر من 20 ألفا في تركيا والباقي في سوريا.
وتسبب الزلزال في تعطيل تدفق مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى الشمال الغربي لسوريا، حيث يعتمد نحو 4 ملايين شخص بالفعل على المساعدات، لكنها استؤنفت، الخميس.
اتهامات سورية
المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان، شنت هجوما على الولايات المتحدة والغرب، أمس السبت، مؤكدة أنهم لا يقيمون أي اعتبار لحياة الشعوب.
وخلال مقابلة خاصة أجرتها معها قناة "آر تي عربية" الروسية، قالت شعبان إن كل ادعاءات الولايات المتحدة والغرب حول الشأن الإنساني في سوريا كاذبة، موضحة أنهم إذا كانوا يريدون إثبات صدق ما يدعون فعليهم رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية فوراً ودون أي شروط أو استثناءات.
وتابعت: "على الغرب التوقف عن إصدار قرارات مضللة الهدف منها إعطاء انطباع إنساني كاذب بعد الكارثة الإنسانية التي أصابت البلاد جراء الزلزال المدمر".
وأضافت شعبان: أن الوضع في سوريا صعب، جراء الزلزال الذي ضرب البلاد وتسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين وانهيار وتصدع مئات المباني، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء قرر اعتبار المناطق المتضررة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب مناطق منكوبة، نتيجة الزلزال الذي أصابها وبما يترتب على ذلك من آثار.
وأشارت إلى أن ما يزيد الوضع سوءاً هو الإجراءات الاقتصادية القسرية الأمريكية والأوروبية، التي تمنع سوريا من تطوير وسائلها وطرقها لمساعدة الأهالي العالقين تحت الركام، بينما يدعي الأمريكيون أنهم سمحوا للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى البلاد، وهذا غير صحيح، فالدول الغربية لا تضع أي اعتبار إنساني، وهي تنظر فقط إلى الوضع السياسي على عكس ما تدعي.
المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية اعتبرت كذلك أن الولايات المتحدة ترتكب جريمة بحق الشعب السوري من خلال منع أي بلد من التعامل مع سوريا، وعندما يكون لديك أناس عالقون تحت الأنقاض، فإن الرافعات والمعدات الثقيلة تصبح مساعدات إنسانية لأن هذه المعدات هي التي تستطيع إزالة الأنقاض، وتالياً إنقاذ العالقين.
ووسعت دائرة الاتهام لتشمل الدول الأوروبية، مؤكدة أنها لم تقدم مساعدات لسوريا لمواجهة تداعيات الزلزال، بل إن الكثير من المغتربين السوريين في هذه الدول يحاولون تحويل الأموال إلى دمشق لمساعدة المتضررين، لكن لم يتمكن أي منهم من ذلك بسبب الإجراءات الأمريكية والأوروبية.
إشادة بروسيا
في المقابل، قدم الرئيس السوري بشار الأسد الشكر لروسيا على دعمها ومساعدتها لبلاده، سواء في مواجهة الإرهاب أو دعمها لدمشق إثر كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
رسالة شكر الرئيس السوري، جاءت السبت، خلال زيارته لأحد الأحياء المنكوبة جراء الزلزال في مدينة اللاذقية؛ حيث قال: "لسنا متفاجئين، نحن جميعا أصدقاء، نتشارك نفس القيم، لقد دعموا سوريا في محاربة الإرهاب وهم الآن يدعمون سوريا في هذه الكارثة".
ومضى في حديثه: "نود أن نعرب عن امتناننا ليس فقط للحكومة الروسية، ولكن أيضا للروس.. شكرا جزيلا لكم".
والثلاثاء الماضي أيضا، دعا مدير الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي إلى رفع العقوبات "لمواجهة آثار الزلزال المدمر".
وقال حبوباتي إن سوريا بحاجة إلى آليات ثقيلة وسيارات إسعاف وعربات إطفاء لمواصلة عمليات البحث والإنقاذ وإزالة الأنقاض، مضيفا أن "الأمر يتطلب رفع العقوبات عن سوريا في أسرع وقت ممكن".
رفض أوروبي
لكن مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، رفض في وقت مبكر اليوم الأحد اتهامات دمشق السابقة، مؤكدا أنه ليس من الإنصاف تماما اتهام التكتل بعدم تقديم ما يكفي من المساعدات للسوريين في أعقاب الزلزال المدمر.
ونقلت رويترز عن رئيس وفد الاتحاد الأوروبي قوله: "من غير الإنصاف تماما اتهامنا بعدم تقديم المساعدة في حين أننا في حقيقة الأمر نفعل ذلك باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات بل ونفعل ما هو أكثر خلال أزمة الزلزال".
وأصبحت إيطاليا هي أول دولة أوروبية ترسل مساعدات إلى دمشق لمواجهة كارثة الزلزال؛ إذ قال مسؤول إيطالي إن شحنة من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة في سوريا وصلت إلى بيروت مساء اليوم السبت، في أول مساعدة أوروبية من الزلزال لدمشق.
حينها، ذكر القائم بالأعمال الإيطالي ماسيميليانو دانتونو، أن الشحنة التي تزن 30 طنا تشمل 4 سيارات إسعاف و13 حاوية من المعدات الطبية.
وأضاف أن فريقا من 4 أطباء في طريقه أيضا لدمشق للمساعدة في أعمال الإغاثة الطبية لضحايا الزلزال المدمر.
أما رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، فقد قال في مقابلة مع "العين الإخبارية"، إنه أرسل "خطابا إلى الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان للتعبير عن مواساتنا ودعمنا الصادق لما حدث في تركيا والمساعدة في جهود الإغاثة".
وأضاف روته أن "الأمر نفسه ينطبق بالطبع على دمشق، لكننا لم نرسل خطابا، لكننا بالطبع على استعداد لتقديم المساعدة أيضًا في سوريا، وهذا أكثر تعقيدا قليلا".
وتوضيحا للجزئية الأخيرة، أجاب روته على سؤال "العين الإخبارية" قائلا: إن ما تقدم "سيتحقق أكثر على الأرجح من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى".
واستدرك: "لكن كما تعلمون، نقف جنبا إلى جنب مع الناس في تركيا والناس في سوريا.. بالطبع ليس مع الحكومة في سوريا، لكننا (نقف بجانب) الحكومة في تركيا".