- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أسلحة جديدة.. هكذا تستعد إيران حال اندلاع حرب مع إسرائيل
أسلحة جديدة.. هكذا تستعد إيران حال اندلاع حرب مع إسرائيل
- 30 يونيو 2022, 4:55:07 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال مسعود رضائي في مقال على موقع مجلة «ناشونال إنترست» إنه مع بدء تراجع قبضة إيران على وكلائها الإقليميين وتصاعد الهجمات الإسرائيلية في البلاد، تتطلع طهران إلى المزيد من الأسلحة التقليدية لتعزيز أمنها.
وأوضح رضائي أن العديد من المحللين يجادلون بأن نفوذ إيران على أجزاء من الشرق الأوسط – غالبًا ما يطلق عليه «محور المقاومة» – قد تضاءل منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي في يناير (كانون الثاني) 2020. تكثر الأمثلة التي تدعم هذا الادعاء، بما في ذلك تعيين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حيث فقدت طهران نفوذها المباشر ودورها في تعيين رئيس الوزراء العراقي لأول مرة منذ 14 عامًا، وفق قول الكاتب.
في غياب سليماني، سيطر مصطفى الكاظمي، المدعوم من واشنطن ويعارض الوجود الإيراني في العراق، على المشهد السياسي. حدث الشيء نفسه خلال الانتخابات البرلمانية العراقية الخامسة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، عندما فاز الفصيل الشيعي التابع لمقتدى الصدر، المعارض لإيران، بمقاعد في البرلمان أكثر من أي حزب سياسي آخر.
علاوة على ذلك، خسر حزب الله، الحليف الوثيق لإيران، الانتخابات البرلمانية اللبنانية في مايو (أيار) 2022. غالبًا ما يذكر النقاد أن حلفاء إيران الإقليميين سيواجهون تحديات متزايدة حيثما تعكس الانتخابات الرأي العام، مما يشير إلى أن جمهورية إيران الإسلامية فشلت في ممارسة نفوذها القوي في البلدان الأخرى في غياب القوة الناعمة.
لذلك، وردًّا على عجز محور المقاومة السياسي وانحسار قوته، وتضاؤل دور إيران في توجيه قواها في التطورات الداخلية والإقليمية، بدأت طهران في مراجعة هيكلها الرادع.
الصراع مع العدو اللدود.. إسرائيل
يكشف رضائي أن ثمة عامل آخر هو إسرائيل، التي قدمت «الإستراتيجية ومديرية الدائرة الثالثة» استراتيجيةً جديدةً تجاه إيران في يونيو (حزيران) 2020، بعد خمسة أشهر من اغتيال سليماني. هذه الإستراتيجية الجديدة، التي تركز بشكل أساسي على تصعيد الاغتيالات والأعمال العسكرية الصغيرة والفعالة على الأراضي الإيرانية قللت إلى حد كبير من مصداقية الردع الإيراني.
تهدف إستراتيجية إسرائيل، المقرر اتباعها حتى عام 2024، إلى تنفيذ عمليات داخل جمهورية إيران الإسلامية. يمكن اعتبار مديرية الإستراتيجية والدائرة الثالثة مكملًا لإستراتيجية مابام، أو «حملة إسرائيل بين الحروب»، حيث وفقًا للنخب الأمنية والعسكرية في إسرائيل، يجب أن تتألف أي إجراءات ضد إيران من سلسلة طويلة من الإجراءات منخفضة مستوى الهجمات لتغيير حالة الميدان دون إثارة رد فعل جاد. تنطبق هذه الإستراتيجية أيضًا على الهجمات الإلكترونية.
يؤكد رضائي أن هدف هذه الإستراتيجيات هو وضع إيران في معضلة متعددة الأبعاد، بحجة أنه إذا كانت إيران غير قادرة على الرد بفعالية على جميع الاغتيالات والهجمات العسكرية منخفضة المستوى وأعمال التخريب الصغيرة والفعالة، فإنها ستفقد تدريجيًّا موقعها الإستراتيجي ومصداقية الردع.
ونظرًا إلى أن إيران قد تفقد قريبًا سيطرتها السياسية والعسكرية الكاملة على محور المقاومة وتحتفظ إسرائيل بالقدرة على توجيه ضربة استباقية، فقد قررت طهران انضمام أرتش (القوات العسكرية التقليدية الإيرانية) إلى الحرس الثوري الإيراني في تطوير صواريخ البلاد وبرامج الطائرات بدون طيار.
بعد أسبوع واحد من تورط إسرائيل في اغتيال قائد فيلق القدس حسن صياد خدائي في طهران، وبعد أربعة أيام من غارة بطائرة بدون طيار على مجمع بارشين العسكري في 25 مايو، كشفت إيران النقاب عن قاعدة سرية للطائرات المسيرة تحت الأرض تسمى قاعدة أرتش 313 في حفل حضره القادة العامون للقوات المسلحة الإيرانية وأرتش.
خلال هذا الحدث غير المسبوق، قدمت القوات المسلحة الإيرانية عددًا من طائرات أرتش بدون طيار، بما في ذلك Ababil-5 (المجهزة بصاروخ Ghaem-9 الذي يعمل بشكل مشابه لصاروخ Hellfire الأمريكي)؛ كامان 22 (بسقف خدمة يبلغ ألفي كيلومتر، مزودة بصاروخ كروز حيدر 1 بمدى 200 كيلومتر وسرعة ألف كيلومتر في الساعة)؛ كرار (مجهزة بجيل جديد من صواريخ شفق). وفوتروس التابعة لمنظمة الصناعات الجوية الإيرانية (المجهزة بقنابل الليزر وصواريخ الماس ورأس حربي شديد الانفجار)، لإثبات عزم أرتش على القيام بمهام عسكرية جديدة ضد إسرائيل.
تطور ملحوظ في العدة والعدد
يكشف رضائي عن أن إحدى نتائج هذه الإستراتيجية الجديدة تتمثل في زيادة عدد المنصات المشتركة بين الحرس الثوري الإيراني وأرتش. على سبيل المثال، في أكتوبر 2021، أجرت أرتش والحرس الثوري تمرينًا متخصصًا للدفاع الجوي يسمى Aseman Velayat Defenders 1400. إلى جانب ذلك، كان عرض أرتش في أبريل 2022 يعد إعلانًا رسميًّا عن إعادة تموضع هذه المؤسسة العسكرية في إستراتيجيات الدفاع الإيرانية، ومنظمة عسكرية.
لاحظ الخبير الإيراني عبد الرسول ديفسلار كيف أظهر العرض تغييرًا في اختيار أنظمة أسلحة أرتش، مما يشير إلى تفضيل جديد للصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار لتعويض قدم معدات القوات الجوية الإيرانية. خلال هذا الحفل، كُشف النقاب عن أكثر من 50 طائرة بدون طيار قتالية واستطلاعية وانتحارية (بما في ذلك Kaman-22 وMohajer-6 وMohajer-4 وMohajer-2 وRaad-85 وArash وAbabil-5 وSadegh وShahed-136 وYasir). علاوة على ذلك، قُدمت الأنظمة المشاركة في تشغيل الصواريخ المختلفة، والذخائر، ومراكز القيادة والسيطرة، والحرب الإلكترونية، والمراقبة والاستطلاع، ومرحلات الاتصالات التكتيكية.
وقد عُرضت عدة صواريخ تكتيكية جديدة، بما في ذلك الصاروخ الباليستي «Fath-360»، والذي جرى تشغيله سابقًا من قبل القوات البحرية والبرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وإزاحة الستار عن صاروخ «Labeik-1» الباليستي، نسخةً مطورة من صاروخ «Nazeat»، بما يوضح التحرك التدريجي نحو تخصيب احتياطياتها من الصواريخ والطائرات بدون طيار، ومن ثم لعب دور أكثر بروزًا في هيكل الردع الإيراني.
في حين أن أرتش لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه حتى تصبح قوة صاروخية مماثلة لقوة الحرس الثوري الإيراني، فإن إدخال الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار القتالية الانتحارية إلى هذا التنظيم العسكري هو تطور مثير للاهتمام وحاسم. من ناحية أخرى، على الرغم من أن أرتش لا تزال تعطي الأولوية لأنظمة الدفاع الجوي، يبدو أنها ستظل تولي مزيدًا من الاهتمام للدفاع التكتيكي، والحرب الإلكترونية في المستقبل القريب. التوجه الجديد لأرتش، المحدد من خلال الردع الصاروخي ودخول المناطق التي كان يُنظر إليها تقليديًّا على أنها مناطق نفوذ حصرية للحرس الثوري الإيراني، يؤثر بشكل كبير على مرونتها وكفاءتها في القتال في المستقبل.
بالإضافة إلى سد فجوة الأسلحة تدريجيًّا بين الحرس الثوري الإيراني وأرتش – يواصل رضائي كلامه – تعزز السياسة الإيرانية الجديدة ردعها المباشر في سيناريوهات الصراع المستقبلية، التي قد تنطوي على تلاشي نفوذ طهران الإقليمي وسيطرتها على قواتها بالوكالة. بالنظر إلى عجز إيران عن الوصول إلى أسواق الأسلحة الدولية وانخفاض فرص النجاح في المفاوضات النووية الحالية، فإن اعتماد هذه الإستراتيجية الجديدة يعني أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية مقتنعة بأن أفضل طريقة لتحسين المستوى التنظيمي لإيران في التعاون والردع التقليدي هو تزويد أرتش بوحدات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار القتالية والاستطلاع وأنظمة الدفاع الجوي الجديدة بالإضافة إلى شحذ قدرات الفضاء الإلكتروني للبلاد.
النقطة الأكثر أهمية فيما يتعلق بوصول أرتش إلى الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار هي أنه إذا أُدمجت هذه القدرات الجديدة مع قدرات الحرس الثوري الإيراني، يمكن للقوات المسلحة الإيرانية الوصول إلى مجموعة متكاملة من قدرات الأسلحة. ويدعم هذا الواقع الناشئ الزيادة في عدد التدريبات العسكرية التي أجرتها أرتش في السنوات الأخيرة وتنوعها. وهذا يجعل من الممكن للقوات المسلحة الإيرانية شن هجمات انتقامية من عمق الأراضي الإيرانية حتى لو تضاءل اعتمادها على الشبكات والقوات الإقليمية، المجهزة فقط بالطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى.
أسباب هذا التحول وتداعياته
يرى رضائي أن هذا التحول في التوجه الإستراتيجي لإيران يُعزى إلى المعدل الدراماتيكي للتطورات الإقليمية التي أثارت المخاوف في طهران. وهذا يعني أن النخب العسكرية الإيرانية متشائمة بشأن الضربة الاستباقية الإسرائيلية ومستقبل محور المقاومة، والتي قد تعتقد أنه لا يمكن الاعتماد عليها في الردع طويل المدى.
بمعنى آخر، على افتراض أن القومية العربية في العراق ولبنان تدفع هذه الدول أكثر نحو القومية والاستقلال عن طهران في صنع سياساتها الأمنية والدفاعية على المدى الطويل، وإذا لم يكن أمام حكومة ما بعد بشار الأسد خيار سوى المصالحة مع إسرائيل والخروج من محور المقاومة من أجل استعادة مرتفعات الجولان، وضمان سلامة أراضيها، وإقناع الولايات المتحدة برفع عقوباتها الاقتصادية، من المرجح جدًّا أن تتحول إيران إلى إستراتيجية ردع مباشر.
سيتطلب مثل هذا التحول من إيران الاعتماد بشكل أكبر على قوتها الصاروخية الهائلة من الأراضي الإيرانية بدلاً من مواصلة إستراتيجيتها الحالية للردع الموسع وغير المتكافئ الذي دفع الحرس الثوري الإيراني إلى تعزيز التسليح الصاروخي لمحور المقاومة في جميع أنحاء المنطقة.
كما يؤكد الغرب ودول المنطقة هذا الفصل بين طهران وحلفائها في محور المقاومة، وتدعو إسرائيل إلى الانسحاب الكامل للقوات الإيرانية من محيطها والمراهنة على اغتيال العلماء والقادة الإيرانيين أو مهاجمة إيران، فإن طهران مصممة على زيادة إشراك أرتش في معادلتها الدفاعية الإقليمية من خلال زيادة مدى صواريخها الباليستية وطائراتها بدون طيار ودقتهم.