- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
د.أشرف الصباغ يكتب: الشعب يحب الرئيس
د.أشرف الصباغ يكتب: الشعب يحب الرئيس
- 9 يونيو 2021, 2:08:49 ص
- 797
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كانت أمي بالذات هي التي تقذف أخي الأكبر بالحذاء عندما يبدي أي اعتراض على أداء الحكومة أو يسخر من كلام سيادة الرئيس عندما يخطب في عيد العمال أو في عيد الفلاحين أو في يوم العاشر من رمضان من كل عام. واليوم الأخير بالذات نعيد الاحتفال بمناسبته في السادس من أكتوبر حيث يوم النصر العظيم. وكان أخي ينصاع ويرجع لعقله فورا، بل يبدأ بالثناء على أداء سيادة الرئيس الذي لا يستطيع أي رئيس في العالم أن يفعل مثل ما يفعله لمصر والمصريين وأفريقيا والعالم أجمع. وكان يوم خطاب الرئيس أو جولته بين أبناء شعبه وأبنائه هو يوم عيد وفرح للكبار والصغار.
نحن في الأصل أسرة مصرية بسيطة ومتواضعة تفخر بأنها واجهة مشرفة لمصر ولأبنائها وشعبها. ومصر تجري في عروقنا مثل الدماء، نتنفسها منذ نعومة أظافرنا ونعشق ترابها الزعفران كما يقولون في المسرحيات والأشعار والأغاني الجميلة التي ننشأ عليها ونتربى على كلماتها الوطنية الحميمة. والدي ظل مدينا بحياته لمصر ولرؤساء مصر جميعا حتى توفي في عام ٢٠٢٠ وهو في سن السابعة والتسعين. كان بكامل صحته وحيويته، يمشي على رجليه ولا يقل صحة عن أخي الأكبر الذي يصل عمره الآن إلى الثمانين ولديه أحفاد أحفاده. وكلهم يحبون مصر وسيادة الرئيس مثل والدهم ووالدتهم وأجدادهم لأمهم ولأبيهم. إننا نعشقها أبا عن جد. وهي تعطينا وتمنحنا بفضل سيادة الرئيس، وفخامة رئيس الحكومة والوزراء أبناء الشعب الكرام.
لا يمكن تجاهل فضل مصر علينا ولا إنكاره أو الجحود به. لا يمكن حتى أن نفكر في ذلك مهما حدث ومهما ضنت علينا ومهما مرت بظروف صعبة. فأسرتنا ضخمة للغاية. ولو صادف وكانت هناك عشر أسر مثل أسرتنا لاستطعنا أن نكون دولة وطنية محترمة تحب رئيسها وحكومتها وتضرب مثالا في الوطنية والإخلاص. يصل تعداد الأبناء في أسرتنا إلى تسعة رجال وسبع بنات. كلهم تعلموا وتزوجوا وأنجبوا ولديهم أعمال مختلفة في كافة مرافق ومؤسسات دولة مصر التي تجري دماؤها في عروقنا مثل حليب أمهاتنا. وهناك من بين إخوتي الكبار، رجال ونساء، من يُمَتِّع عينيه يوميا بمنظر أحفاد أحفاده، ومنهم اثنان ينتظران أحفاد أحفاد أحفادهما. كلنا تعلمنا تعليما مختلفا، منه المتوسط، وتحت المتوسط، وفوق المتوسط أيضا. غير أن الأمور لا تسير كما نريد أحيانا، ولا تأتي الرياح في أحيان أخرى بما تشتهي السفن. وأحيانا يجلس الكثيرون منا بلا عمل، وفي أحيان أخرى تتكاثر الديون والمشاكل. ولكن في كل الأحوال نحمد الله ونبوس أيادينا وش وضهر لأن مصر بخير، وسيادة الرئيس يحفظها ويحفظنا في قلبه، ويحميها من الإرهاب والإرهابيين. ولولا سيادة الرئيس لكنا قد أصبحنا منذ زمن طويل مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن، وكل تلك الدول التي تواجه الإرهاب وحصلت لها مشاكل ضخمة كادت تهدمها وتدمرها.
من شدة حبنا لمصر ولسيادة الرئيس، الذي نحب فيه كل رؤساء مصر السابقين الذين احتضنونا في قلوبهم، وأحنوا علينا وعلى أولادنا، لم نكن نخدمها بعيوننا وقلوبنا وأرواحنا ودمائنا فقط، بل نجحنا، وبحمد الله، في تفتيح عيون كل من ناسبونا وأسرهم وعائلاتهم على جمال مصر وعظمتها وتاريخها المجيد، وعلى وفاء الحكومة وإخلاصها مهما تغيرت ومهما غيروها، وكثيرا ما أكدنا لهم وفاء البرلمان وحبه للشعب وللرئيس وللعمال والفلاحين وانحيازه المطلق لمساعي سيادة الرئيس في إسعاد الشعب وبناء المجتمع. بل ولا يمكن لأحد مهما كان بصره ضعيفا أو عقله أضعف أن ينكر حب الكنيسة والأزهر وكافة مؤسسات وطوائف الشعب، وعلى رأسهم العمال والفلاحون والموظفون وأطفال الشوارع وسكان المقابر الميتين والأحياء، لسيادة الرئيس ولجهوده ولتاريخه المجيد الذي يشرف مصر وشعبها بين دول العالم.
لا شك أن الله لم يبارك مصر فقط، وإنما بارك كل من حكمها من الهكسوس والنوبة والليبيين والفرس واليونانيين والرومان والعرب والفرنسيين والإنجليز والمماليك والعثمانيين. بل وبارك أبناء مصر الذين حكموها، فالأول كان نجيبا إلا قليل، والثاني عبد الناصر المنتصر، والثالث أنور الذي أنار الله وجهه بنور العلم والإيمان، والرابع مبارك في الدنيا والآخرة، والخامس وصفه الله باسم نبيين من أنبيائه، والسادس أحد عباد الله الفاتحين العالمين الذي يتسع قلبه لشعبه فيحنو ويعطف. وكلهم إن لم يكونوا "محمدا" فهم "عباد" لله يتحلون بإحدى صفاته. أليست هذه علامات وقدسيات ومقدسات وصور الله على الأرض!!!
أنا الولد الأوسط بيت الرجال التسعة. وأنا الوحيد الذي تزوج ثلاث مرات وأنجب في كل مرة من طفلين إلى أربعة. وتركتني زوجتي الرابعة لأنها لم تستطع أن تتحمل مسؤولية أحد عشر طفلا غير ابنتيها وولدها الذين أنجبتهم على وجه السرعة خلال السنوات الأربع الأولى من زواجنا. لا أعاني من أي مشاكل، لا صحية ولا في العمل. أمارس أعمالا متعددة لكي أتمكن من رعاية أولادي. ولا أنكر أن إخوتي الرجال يساعدوني. وأخواتي البنات وأزواجهم يمدون أياديهم كل حين بمساعدة ما.
ما يوحدنا جميعا هو حب مصر وسيادة الرئيس. لا نعرف من نحب منهما أكثر من الآخر. ربما نحبها وكأنهما هدية واحدة لا تنفصل من الله سبحانه وتعالى. فلولا سيادة الرئيس لما كانت مصر. ولولا مصر لما كان المصريون. ولولا سيادة الرئيس ومصر والمصريون لما كان العالم كله. غير أننا كثيرا ما نستغرب من هذا الجحود والإنكار والكفر الذي يظهره البعض لسيادة الرئيس، والعداء والحقد والكراهية الذين يكنهم هذا البعض لمصر والمصريين والمسؤولين الكرام.
يتحدثون عنهم في التلفزيونات والراديوهات والفيسبووك وأخبار شركات المحمول التي ترسلها إليها على هواتفنا. ونسمع كل يوم عن جرائمهم المرعبة، وتعديهم على حرمة الدم وعلى حياة الناس، وعلى حياة جنودنا البواسل في الجيش والشرطة. ندعو الله من أجل سلامة سيادة الرئيس وسلامة مصر والمصريين. فلو حصل لا قدر الله شيء لسيادة الرئيس، فماذا سيحدث لمصر، وماذا سيحدث لنا، ومن سيحنو علينا ويضمنا إلى صدره الدافئ الحنون.
هكذا علمونا الحب ليس فقط في المدرسة والجامعة، بل وفي البيت. فحب الرئيس وحب مصر يرافقنا من البيت والمدرسة. ونحن المصريون نرضعه مع لبن أمهاتنا. وهو يسري في عروقنا ونفديه بدمائنا. ولذلك، نحن دوما متيقظون للإرهاب والإرهابيين، وعلى استعداد للتضحية بحياتنا من أجل أن نفدي سيادة الرئيس ونحمي مصر من عبث العابثين. وحتى لا نبخس أحدا حقه، ومن أجل إحقاق الحق، ومنح الحقوق لأصحابها، فإن سيادة الرئيس بذل جهودا خرافية للقضاء على الإرهاب وتنظيف البلد منهم ومن أمثالهم. ولولا سيادة الرئيس لكان الإرهابيون الآن يسيطرون على مصر الحبيبة وعلى أبنائها الكرام الذي يجري حبها في عروقهم مع دمائهم ومع لبن أمهاتهم.
وعلى الرغم من الأمن والأمان، إلا أن الحذر واجب. والحق يقال، فوسائل الإعلام الوطنية لا تكل ولا تمل من تحذيرنا، وتوضيح الأمور لنا حتى نكون متيقظين لخيانة الإرهاب والإرهابيين ومؤامرات هؤلاء المجرمين الذين يتخفون ويتنكرون ليضروا بسيادة الرئيس وبسمعته وبسمعة مصر، ويعتدون على جنودنا السمر الشداد كما في أغنية شادية التي أحبها: أحب شادية وأحب هذه الأغنية التي استغلها الغوغاء والإرهابيون في ميدان التحرير إبان الأيام السوداء التي أضرت بمصر والمصريين وكادت تقذف بالبلاد إلى أتون الفوضى والعدم..
الصحافة والإعلام الوطنيان على أهبة الاستعداد دوما من أجل حياة سيادة الرئيس وسعادة مصر وشعبها المجيد، من أجل تنبيهنا وإيقاظنا وتسليحنا بالمعلومات والأخبار الوطنية التي تدعم الوطن، وتعزز من وحدته الوطنية التليدة، وتجعلنا مفتوحي العين للمؤامرات الداخلية والخارجية. والتلفزيونات والراديوهات تبث خطب سيادة الرئيس التي يعرب فيها عن حبه لنا واعتزازه بنا وبحبنا ووفائنا وإخلاصنا. وتعرض علينا دوما ألاعيب وتمويهات الإرهابيين وحركاتهم القرعة للإضرار بحياة سيادة الرئيس ومن يحبونه ويعشقون طلته البهية.
أما سيادة الرئيس فكان ينزل بين الحين والآخر ليحدث الشعب ويتحدث معه وجها لوجه بدون وسائط ولا وسطاء. وعلى الرغم من حبه لمساعديه ومستشاريه أبناء الشعب، واعتزازه بالإعلام والإعلاميين وتقديره لهم، إلا أنه كان في أحيان كثيرة يتوقف بسيارته ليساعد الحطابين في الغيطان، والفرانين في الجبال، والفلاحين والعجانين وبائعي العرقسوس في الغورية وخان الخليلي. بل ويسافر إلى المدن البعيدة والأقاليم والقرى والنجوع ويأكل من أكل الشعب ويتعب لتعب الشعب ويحنو على الشعب.
في الأسبوع الماضي كنتُ أنوي التوجه من أول فيصل إلى بيت ابن أختي في بولاق الدكرور من أجل اصطحابه هو وأسرته إلى المطرية لزيارة أخي الأكبر هناك حيث يسكن سبعة وعشرون فردا بأسرهم هناك، ما بين المطرية وعين شمس والسواح والوايلي الكبير والزاوية الحمراء. قررتُ أن أستقل تاكسي توفيرا للوقت والمجهود، خاصة وأن المسافة ليست ببعيدة. وبعد ذلك يمكن أن نستخدم مترو الأنفاق الذي أقامه لنا سيادة الرئيس لتلحق مصر بركب الحضارة والتقدم العلمي والتقني والمعلوماتية والأحياء الدقيقة والهندسة الوراثية، أو نستقل أتوبيسا أو ميني باص. الحمد لله، كل المواصلات متوافرة ومريحة، والطرق جيدة بعد أن أنعم علينا سيادة الرئيس بمئات وآلاف الكباري والأنفاق فحل أزمة المواصلات والطرق والمشاة، ولحقنا بأكثر الدول الأوروبية تقدما في هذا المجال الحيوي.
أوقفتُ أول تاكسي صادفني. وألقيت تحية الصباح على الرغم من أننا كنا في منتصف النهار. رد السائق بصوت خافت من دون حتى أن ينظر ناحيتي. طلبت منه أن يتجه إلى بولاق الدكرور، فرد بهدوء وبصوت خافت بالموافقة. حاولت الحديث معه عن أي شيء إلا أنه كان يرد باقتضاب من دون حتى أن ينظر ناحيتي من خلال المرآة الأمامية. كان يفعل كل شيء على خلاف سائقي التاكسي الذين يجيدون الرغي والكلام الفارغ وفتح الحوارات وتصديع الدماغ. وفجأة وجدته يسألني وهو يضحك نفس الضحكة الجميلة التي نحبها جميعا: إزيك؟ إنت بتشتغل إيه؟!
فوجئت بأنه يشبه سيادة الرئيس، ويتحدث بنفس صوت الرئيس، ونفس ضحكته الحلوة الجميلة المطمئنة، وملامحة الهادئة التي تبث الثقة والأمان في النفس. ولكن مهما فعل، فأنا لستُ مغفلا، ولا حمارا لكي أنخدع بهذا التمويه. قلت له: معقول أن تكون أنت سيادة الرئيس؟ فراح يضحك ويؤكد لي أنه سيادة الرئيس، وأنه يفعل كل ذلك من أجل الشعب، ومن أجل أن يطمئن على صحة الشعب وحياته، ويختبر حبه. طلبت منه أن يتوقف قليلا لأنني لا أصدق نفسي. وفجأة خطرت لي فكرة. قلت له: لو كنت أنت سيادة الرئيس فعلا، فأرجو أن تعود بي إلى بيتنا في أول فيصل لكي تراك أمي وتسلم عليك. فهي سيدة في التسعين من عمرها وتحبك يا سيادة الرئيس، وتحفظ خطبك كلمة كلمة.
لم يرفض الرجل. وظل طوال الطريق يضحك وينظر لي في المرآة، ويسألني عن حبي له، وكيف أنظر إلى جهوده العظيمة في البناء والتشييد والري وشق الترع وتعبيد الطرق وتربية الدواجن والأسماك. وصلنا إلى البيت. فنزل السائق، وأخفى وجهه بكفه ونظر إلى الأرض حتى وصلنا إلى باب البيت. صعدنا إلى الشقة ودخلنا. استأذنته قليلا لكي أخبر أمي. دخلتُ إلى البلكونة وانتزعت حبل الغسيل، وتناولت شومة محترمة من وراء باب الحمام، وسكينا من باب الاحتياط. اتصلت في هدوء بأولاد أختي في خاتم المرسلين، وبأخي في الطالبية، وببعض الجيران. أخبرتهم بـأن يأتوا في أسرع وقت ممكن وإلا من الممكن أن تحدث مصيبة لمصر كلها ولشعبها. قلت لهم إن مصر في خطر، وأن سيادة الرئيس نفسه قد يكون في خطر غير مسبوق.
انتظرت قليلا، وعدتُ إليه. هجمتُ عليه وهددته بالسكين. استسلم وهو يضحك بثقة ودهشة. طرحته أرضا، ودست بقدمي على رقبته، ورحت أربط يديه خلف ظهره. كان بعض الجيران قد بدأ يتوافد، ورحت أحكي لهم عن هذا الإرهابي الذي يشبه سيادة الرئيس، وماذا سألني وماذا قال لي ليعرف مني أسرار الدولة وأسرار الشعب. ربطناه جيدا وأجلسناه على كرسي خشبي كنت قد سرقته من المقهى المقابل للبيت. وبدأنا نحقق معه، ونستفسر عن أسباب تخفيه هكذا في شكل الرئيس.
كانت الرجل كلما تلقى صفعة أو ضربة بالشومة أو غزة بالسكاكين والمطاوي والسنج، كانت يقسم بالله العلي العظيم أنه الرئيس. وعندما بدأ يصرخ من شدة الضرب، كممنا فمه، ورحنا نضربه حتى يقر ويعترف، والدماء تسيل من كل جسده. حتى انهار تماما وفقد الوعي. ويبدو أن خبر الإمساك بإرهابي يشبه سيادة الرئيس كان ينوي الإضرار بسيادته وبمصر وشعبها العظيم، قد شاع وانتشر فوجدنا آلاف البشر يجوبون الشوارع وينتظرون في الميادين والساحات وهم يمسكون بالأسلحة والمطاوي والسكاكين والنبابيت. بينما الرجل كان يقارب على الموت وهو مكمم الفم وعيونه جاحظة... كان يريد أن يخدعنا ويغرر بنا ويعرف أسرارنا وأسرار مصر الحبيبة. وربما كان ينوي شرا بسيادة الرئيس الذي لا يكل ولا يمل من حبنا وإسعادنا.
وبعد يوم كامل جاءت الشرطة. شق الضباط والمخبرون الطريق بين الجموع وهم يسألون في تكاسل عما يجري. رفعوا الرجل الذي كانت الدماء تغطي وجهه، والوعي قد فارقه من ساعتين أو ثلاثة، وساروا به إلى البوكس وألقوه كيفما اتفق، والناس يهتفون ضد الإرهاب ويكبرون ويهللون ويهتفون بحياة الرئيس وبحياة مصر.
غير أن الشرطة والجيش عادوا بعد ساعات وأغلقوا شارع فيصل من طرفيه ومن جميع مخارجه ومداخله وتفرعاته. قاموا بحملة اعتقالات واسعة النطاق للأطفال والنساء والشيوخ، وأطلقوا الرصاص على من حاول الهرب أو الفرار أو الاعتراض.
وبعد يومين من عدم ظهور الرئيس في وسائل الإعلام، وغيابه وغياب تصريحاته، وانتشار الوجوم والشائعات، أعلنوا عن وفاة سيادة الرئيس بشكل مفاجئ حيث وافته المنية، كما قالوا، فجأة وهو في ريعان شبابه، بعد أن ظل لأكثر من ثمانين عاما يخدم مصر وأبناءها في كافة المناصب التي تقلدها، وخاصة في السنوات الأربعين الأخيرة التي اعتلى فيها سدة الرئاسة.