- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
أشرف الصباغ يكتب :عن مقال "دادى حلو مسكّر ولابس قميص مشجّر!"
أشرف الصباغ يكتب :عن مقال "دادى حلو مسكّر ولابس قميص مشجّر!"
- 21 يونيو 2021, 4:20:20 م
- 1307
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أنا اول ما قريت عنوان مقال رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" الأستاذ حمدي رزق "دادى حلو مسكّر ولابس قميص مشجّر!"، تصورت إن مصر داخلة حرب مع أثيوبيا، ودي الشفرة اللي هايتم التعامل بيها بين القوات والجيوش المصرية عشان العدو ما يهرشناش. وطبعا ماقريتش المقال.
وبعدين صديقي بعت لي وهو مستغرب إن رئيس تحرير بيقبض مليون جنيه في الشهر عشان يكتب كلام زي ده. فأنا ضحكت وقلت، دا فيه مقدمي توك شو بياخدوا ملايين في الشهر عشان يقولوا كلام قبيح، وكلام فارغ، وكلامتعريص. لكن على الأقل الأستاذ حمدي نشر الشفرة اللي قواتنا هاتتعامل بيها لما نروح نجيب أثيوبيا من شعرها. وطبعا ما قريتش المقال.
وبالصدفة اتكعبلت في فيديو لبنت لطيفة خالص مع نفرين، راجل وست، بيقولوا إنهم مذيعين، ومقعدين البنت اللطيفة دي قدامهم، وبيسألوها أسئلة غريبة جدا لا تقل غرابة عن عنوان مقال الأستاذ حمدي رزق بتاع "دادى حلو مسكّر ولابس قميص مشجّر!"..
المذيع الغريب سألها سؤال من بتوع "ما هو إحساسك لما أخدت... أول أوسكار". فالبنت أو الآنسة قعدت تقول له إن باباها كان بيسمَّعها أغاني وهي عندها 8 سنين. وبعدين حكت له عن قصة كفاحها من صغرها لغاية ما اتخرجت من كلية آداب قسم إنجلش. وطبعا الدمعة كانت هاتفر من عين المذيع الغريب، ومن عين الناس اللي بيتفرجوا على اللقاء، ومن عيني أنا شخصيا. وطبعا ما قريتش المقال.
المذيع الغريب كان بيحاول يتريأ على الآنسة. لكن الآنسة كانت مصحصحة. وأحرجته في لحظة، لما حاول يسألها سؤال للتريقة، وهي قالت له، فين السؤال. فهو كانت ذكي بالقدر اللي خلاه يتراجع بسرعة، ويعمل نفسه عبيط. وبعدين سألها عن ظروف "إبداعاتها"، وكان الكلام في سياق أغنية "أبو أحمد خدني الكوافير". فقالت له إنها بتقدم محتوى ساخر أصلا، وحبت تسخر من البنات اللي بيحبوا الفلوس والعربيات وبيروحوا يتجوزوا أو يعملوا علاقات عشان الفلوس والشقق والشاليهات والمصايف. فالمذيع انتفض من مكانه وقال لها: "يعني عندك كونسيبت أهوه"!!! وطبعا أنا لسه ما قريتش المقال.
من خلال البرامج واللقاء بتاع الاتنين المذيعين الغريبين جدا مع الآنسة اللطيفة جدا، تم إثبات- وبالدليل القاطع- إن الآنسة عندها مبدأ، وعندها قضية للدفاع عنها، وخصوصا إنها أكدت إن المشكلة والأزمة والقضية دول موجودين على أرض الواقع، وإن البنات بيروحوا يعملوا علاقات مع ناس عشان فلوسهم وعشان شققهم وشاليهاتهم والهدايا والساعات والحاجات التانية. وأنا طبعا لسه ما قريتش المقال.
المذيع الغريب قال لها بكل ثقة وخفة دم إن فاضل لها زقة صغيرة وتخش عالم التمثيل. فالآنسة اللطيفة جدا جدا اشتعلت فرحا وكبرياء وفخرا وقالت له إن ناس كتير اتصلوا بيها عشان التمثيل والسينما، وإنها من صغرها نفسها تبقى ممثلة، وإنها بتحب التمثيل أوي أوي. وطبعا أنا لسه ما قريتش المقال.
اتضح إن الآنسة اللطيفة بتاعة أغنية أبو أحمد خدها الكوافير، واللي بتحب التمثيل ونفسها تخش السينما وتمثل، اتضح إنها مشهورة جدا على وسائل التواصل الاجتماعي. ومعروفة في جميع الأوساط تقريبا. وعشان اتأكد من حضورها، روحت سمعت لها شوية تعليقات على الرجالة والستات وليلة الدخلة، وأم العروسة هاتيجي تتطمن على بنتها يوم الصباحية، فالبنت المنكوبة هاتقول لها إيه. واتفرجت كمان على شوية قفشات وإيفيهات للآنسة اللطيفة اللي نفسها تخش التمثيل من صغرها. تأكدت في نهاية المطاف إني خلاص وصلت إلى الثقافة والمعرفة والتراكم اللي يسمحوا لي بقراءة مقال الأستاذ الكبير حمدي رزق "دادى حلو مسكّر ولابس قميص مشجّر!"..
وقريت المقال، فاكتشفت إن العنوان مش شفرة لقواتنا اللي مش بس هاتجيب أثيوبيا من شعرها، وإنما هاتجيب كمان سد النهضة على الأرض. اكتشفت إن العنوان الجميل ده هو اسم أغنيتها الأخيرة اللي مكسرة التيك توك والصين الشعبية وجنوب شرق آسيا كله. واستمتعت جدا بمقال الأستاذ حمدي رزق وهو بيشرح لنا معاني الأبيات الشعرية الخالدة، والكلمات اللي بتحمل طاقة إنسانية، وبتسخر من ظواهر سلبية، وبتنبه المجتمع للقضايا المصيرية مش بس للأمة المصرية، بل وأيضا للأمتين العربية والإسلامية. ومش بعيد يكون الأستاذ حمدي، بمقاله المهم ده، بينبه حد معين، أو بيغمز لحد معين، أو بيخلص تار من حد معين.
انتهيت من المقال، وحسيت إن الغنا، رزق.. وإن الآنسة اللطيفة اللي نفسها تخش التمثيل، رزق. بل وحسيت كمان إن الأستاذ حمدي نفسه، رزق..
والأرزاق بيد الله...