- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
أشرف الفار : رسالتي ومشوار الألم
لكل منا رسالة في الحياة ، فأحدنا يحمل رسالة الاسرة او الاهل او الولد. وآخر يحمل رسالة المجتمع والوطن وثالث يحمل رسالة العقيدة ليبلغها للناس . وكل من هؤلاء الثلاث يسعى جهده لكل يبلغ الرسالة كما ينبغي . البعض فقط هم من يبلغون الرسالة بحقها .
عندما كان عمري اربعة عشرة عاما ، قام السادات بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في 26 مارس عام 1979 ومن قبلها عقد اتفاقية كامب ديفيد لبنود السلام في17 سبتمبر عام 1978 ومن قبلها كانت خطوته الأخطر بزيارة تل ابيب في 19 نوفمبر عام 1977 .. رغم حداثة سني في ذاك الوقت ورغم التهليل الذي أظهره الاعلام المصري آنذاك.. إلا أن هناك شي ما في نفسي كان يرفض تلك الخطوات بما فيهن معاهدة السلام( الاستسلام ) والتي ادت الى قسم ظهر الامة العربية والإسلامية ومن ثم كانت البذرة الاولى لتقسيم الوطن العربي وتفتيته وكان اول اعتراف عربي بالكيان الصهيوني كدولة.
منذ تلك اللحظة وجدتني اكتب معارضا لتلك الاتفاقية ولكل الانظمة المصرية التي جائت بعد السادات فمكثت في حرب ضد مبارك ونظامه ثم حكم السيسي ونظامه وكل حاكم مصري مستبد أكان ذلك الحاكم مصري او عربي .. وبعد مرور عشرات السنين من هذا الصراع بيني وبين الانظمة المستبدة خسرت فيها الكثير والكثير واهم ما خسرته هو صحتي وحياة عائلية مستقرة . وعدت لاسال نفسي لماذا كل هذا الصراع ؟ ألم يكن من الأفضل أن تهتم لنفسك ولحالك وتعيش كما اكثر الناس ( حاضر ، نعم ، عاش الريس، يحيا الريس، انت الملهم وانت القائد العظيم وانت رسول السماء الى الارض ) ولكني لم ولن استطع قول ذلك .. وسأموت وانا ضد الحاكم الفاسد وضد النظام الفاسد لان هذه رسالتي في الحياة ورسالة آلاف مثلي آمنوا بمبدأهم وبعدالة قضيتهم للدفاع عن الناس والوطن .. نعم إني اسمع أصواتهم تنادينا ألا نصمت نسمع انينهم ووجعهم وهم لا يستطيعون حديثا خوفا من السجن او القتل او الاعتقال او خوفا على أبنائهم وذوييهم .. وسخر الله اناسا مثلي ان يقوموا بتلك الرسالة التي يعجز الكثير ان يقوم بها او حتى يصرح بها . وارجو من الله ان تكون رسالتنا خالصة لوجه الله. وادعو الاجيال القادمة ألا تتوقف عن الجهاد ومحاربة الطغاة ولو بالكلمة او بالحرف .
فاذا كسر قلمنا يوما ما فإن الله سيسخر من يحمل هذا القلم ويحمل معه شعلة الحرية والعدالة ويتم الرسالة .
بسم الله الرحمن الرحيم : مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا.
صدق الله العظيم.
سورة الأحزاب الآية 23.