- ℃ 11 تركيا
- 19 ديسمبر 2024
أمجد العسة يكتب: ازدواجية المعايير في تشجيع المنتخب بين داعم له أو مخون
أمجد العسة يكتب: ازدواجية المعايير في تشجيع المنتخب بين داعم له أو مخون
- 16 يناير 2024, 1:15:09 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع بداية كل بطولة آسيوية يبدأ الانقسام في أوساط الشارع السوري بين مؤيد أو معارض معتدل أو مع معارض "متطرف ".
ورغم النتائج المخيبة للآمال في الأونة الأخيرة للمنتخب السوري، دخل المنتخب المنافسة الآسيوية، وهو بعيداً عن الضغوطات للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وطبعاً يعود السبب للتخبط الحاصل في أروقة الكرة السورية على المستوى المحلي والفني، فمع بداية البطولات فيما مضى يتم رفع توقعات الجماهير بإطلاق شعارات وأهازيج رنانة داعمة للمنتخب، ويتم تقديم الوعود، ولكن مجرد بدء البطولات تتحول هذه الوعود إلى أكاذيب، ونخرج من الباب الصغير وسط حلقة مفرغة تعاد في كل مرة.
فعلى سبيل المثال، في كأس أسيا الأخيرة دخل المنتخب السوري، وهو مرشح فوق العادة للوصول إلى أبعد نقطة في البطولة وسط وعود بتحقيق البطولة، ومتسلح بمعنويات عالية وسط تشكيلة يتصدرها أفصل للاعبين في أسيا عمر السومة وعمر الخريبين، ولكن بسبب العقلية البدائية والتخبطات والفشل الإداري والاحترافي حتى من اللاعبين كانت النتيجة مخيبة للآمال، وخرج المنتخب حتى من دون تحقيق أي انتصار.
ولكن، في هذه المرة الأمر مختلف تم التعاقد مع المدرب المخضرم وصاحب التجربة الكبيرة في أماكن مختلفة في أسيا وأروبا، هيكتور كوبر، ولكن مع بدء المباريات الودية والرسمية عادت المعنويات لمكانها المعتاد لدى المشجعين السوريين بعدم الرضا على أداء الفريق وعدم الوصول إلى هوية حقيقية للمنتخب.
"وما زاد الطين بلة كما يقال" استبعاد قائد المنتخب السوري لكرة القدم عمر السومة بقرار سوّغ على أنه فني، ومع هذا القرار دخلت الجماهير السورية البطولة القارية قبيل أيام، وهم متوقعين تحقيق خيبة جديدة وتقديم بطولة معتادة من حيث الخروج من الدور الأول كالمعتاد، ودخل المنتخب البطولة بعيد عن الضغوطات للمرة الأولى.
ومع بداية أولى المباريات في البطولة استطاع المنتخب وبشفافيه من تقديم صورة جيدة في المباراة الافتتاحية أما الفريق الأوزبكي، واستطاع الخروج بنقطة كان ممكناً حتى أن تكون ثلاثة نقاط غالية لو تحققت مما ترك المشجع في حيرة من أمره، هل هي مجرد بدايات مبشرة لتحقيق التأهل للدور الثاني للمرة الأولى، في المشاركة الآسيوية، أم إنها ما هي إلى بداية لنهاية أصبحت معلومة محفوظة لدى الجماهير السورية.
ومع مجرد بداية أولى المباريات، عادت للجماهير السورية للانقسام ما بين مؤيد للمنتخب لكونه ممثل للبلاد للبلاد بوجهٍ عام، وما بين منقسم في عدم محبة هذا المنتخب كونه تابع لجهة سياسية معينة، وما بين فئة ثالثة تطلق مختلف أنواع المصطلحات على هذا المنتخب بل، يتعدى الموضوع إلى تخوين كل من يتابع أو يشجع هذا المنتخب.
فبينما أتابع مباراة المنتخب أمام الأوزبكي قبل أيام جاءني أحد الأشخاص وبدء بإطلاق مختلف أنواع النقد لمتابعتي لهذا المنتخب ووصل الأمر إلى تخويني حتى وتخوين كل من يتايع ويشجع المنتخب السوري لكرة القدم، وهنا بصراحة كان لا بدَّ من الرد على مثل هذه الازدواجية في المعايير فمن قال لي هذا الكلام هو نفسه يشاهد المسلسلات السورية مرات عديدة، ويتابع النجوم بل يستمع إلى مطربي معروف مواقفهم السياسية، ومجرد محاججة هذه الفئة من الأشخاص بهذا الحجج يتم التهرب من الموضوع أو يتم الإجابة على أن هذا الأمر مختلف عن منتخب كرة القدم.
فبعد كل هذا لا بدَّ من الوصول إلى لكل منا حرية التعبير عن أرائه ومعتقداته، ولكن لا بدَّ لنا، ولا سيما بعد سنين من هذه الأحداث التي ألمت بنا من احترام جميع الفئات وعدم المزايدة على بعض أو عدم التخوين لمجرد مشاهدة مباراة أو تشجيع منتخب، فالمنتخب الذي يلعب هو يمثل بلد مكتمل الأركان لا يمثل فئة أو سلطة أو شخص بعينه، فهو نحج في مرات عديدة ف توحيد السوريين في مختلف البلدان حول العالم عندنا كان قاب قوسين أو أدنى في المشاركة في كأس العالم بعد ما نجح في وضع ابتسامة على وجه سوريين أضنتهم الحروب والأوضاع الاقتصادية المزرية، ووحدتهم مشاهدة منتخب لم يكن يمثل، ولن يمثل في يوم من الأيام سوى وطن، فمع الخسارة سقال خسر المنتخب السوري، وعند الانتصار سيقال فاز المنتخب السوري لكرة القدم فقط.