تكبير الخط تصغير الخط

محمد الفيصل

   تخطو الدولة العراقية نحو المزيد من الاستقرار والنمو والازدهار بعد سنوات من المعاناة والتحديات التي فرضتها ظروف غاية في التعقيد طبعت الحالة العراقية مع ظهور مجموعات عنف منظم وحركات إرهاب متطرف عابرة للحدود كما هو الحال في توصيف تنظيمي القاعدة وداعش اللذين عملا على تقويض جهود بناء الدولة الوطنية وتسببا في إرباك المشهد الامني والسياسي ومنعا لفترة ليست بالقصيرة جهود البناء والاعمار وتجاوز آثار الحروب والحصارات التي مر بها العراق خلال العقود الاربعة الماضية وظل يعتمد فيها على التسليح من دول مختلفة ربما إستخدم بعضها هذا الملف للمساومة والحصول على تنازلات خاصة وان الحاجة الى السلاح ظل هما عراقيا طوال تلك الفترة من المواجهات العنيفة مع المجموعات الإرهابية التي ركزت جهودها على تعطيل بناء القدرات التي يحتاجها الجيش وقوى الأمن المختلفة.

    لنضرب مثلا قريبا وماتزال تداعياته قائمة ففي المواجهة مع داعش التي بدأت عام 2014  كان واضحا حجم الصعوبات التي واجهت الحكومة العراقية في تأمين السلاح من مناشيء غربية وشرقية ودول جوار وبعضها لم يتأخر في تقديم الدعم الذي مكن القوات العراقية من الصمود ثم القيام بعمليات عسكرية مضادة وكبيرة نتج عنها تدمير المجموعات الارهابية التي ماتزال بعض فلولها تتلقى الضربات خاصة من القوة الجوية العراقية وقد نجح العراق في تقديم نموذج رائع للعالم في القدرة على التصدي للإرهاب وأنهائه وملاحقة بقايات أين تكون وعدم فسح المجال للقيام باية أعمال عدائية ضد المصالح الوطنية العراقية في الداخل وتنسيق الجهود مع الدول المعنية لمنع عودة الارهاب والتطرف حيث يمثل ذلك مصلحة مشتركة لجميع دول المنطقة.

   هيئة التصنيع الحربي في العراق تواصل جهودا حثيثة لترسيخ صناعة وطنية في مجال صناعة الاسلحة وتزويد الجيش وقوات الامن والشرطة بماتحتاج اليه من معدات حربية للقيام بأدوار مختلفة في هذا الاتجاه وتشير الوقائع الى أن تلك الهيئة نجحت بالفعل في تأكيد حضورها وأهميتها وتلقت الدعم والرعاية من الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي وهي ماضية في سياستها الرامية الى تحقيق معدلات عالية من الانتاج تغطي الحاجة المحلية للدولة وتواصل تلك الجهود دون عوائق بينما تستمر في عقد اتفاقيات وجذب قدرات وتقنيات حديثة ودراسة خطط وافكار للبناء والتطوير والتعاون مع مؤسسات دولية رائدة في مجال التصنيع الحربي الذي يشكل دعامة اساسية لحماية الدولة وتعضيد القدرات العسكرية للقوات المسلحة، ونعتقد ان مايشهده العراق من تحولات إيجابية سيساهم في نجاح التجربة تلك وتطويرها أكثر والبناء عليها لحماية الامن والسلم المجتمع وردع قوى التطرف والعدوان أيا كان مصدره.