- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
أ. عبد المجيد جهاد عفانة يكتب: أريحا تفضح ضعفهم
أ. عبد المجيد جهاد عفانة يكتب: أريحا تفضح ضعفهم
- 26 مايو 2023, 2:12:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في دقائق معدودة فقط، بدأت وكالات الأخبار المحلية تتناقل تقدم قوات مدرعة وخاصة قدرت بعشرات الآليات والمركبات نحو مخيم عقبة جبر بأريحا، ذاك المخيم الذي يعد من أكثر المخيمات الفلسطينية هدوءاً خلال العقدين الماضيين، تحرك عسكري مصحوب بجرافات عسكرية وأسلحة مضادة للدروع وقاذفات محمولة على الكتف وقوات خاصة من كافة التشكيلات، وفي المحصلة اعتقال مطلوبين يشتبه في أنهما ينتميان للمقاومة، سبق ذلك كله بساعات وأيام تهديد ووعيد من حكومة الإحتلال وعبر كل أبواقها الإعلامية لمحور المقاومة عامة ولحزب الله في جنوب لبنان خاصة بعدما تم تنفيذ المناورة العسكرية الأخيرة للحزب قبل أيام، جعجعة ضخمة أطلقتها الماكنة الإعلامية الإسرائيلية تتوعد فيها رأس محور المقاومة بتوجيه ضربة قاسية نتيجة ما وصلت إليه من حالة توافق في المحور بين كل الجبهات، فيما تعلم إسرائيل حساباتها الكبيرة والمعقدة للتوجه نحو مواجهة عسكرية لربما تبدأ من رأس الهرم إيران، مروراً بغزة والضفة ولبنان،
فدوافع المحتل هذه المرة قوية والخطر الذي رسمته له مراكز القرار في كيانهم بات يشعرهم بظهور خطر حقيقي لوجودهم وليس فقط لمعضلة قد يستطيعون إنهاءها بجولة سريعة خاطفة كما حساباتهم في كل مرة وكما كانوا يفعلون في ماضيهم الذي “شطحوا ونطحوا” فيه عبر سلاح الجو لديهم ودون إعتبار لزمان ومكان الأهداف سابقاً..
فإيران التي تردد في كثير من وسائل الإعلام العالمية والإقلمية مؤخرا أنها أنهت صناعة قنابل نووية لها باتت في منظور الإحتلال خطرا واقعي وسرطان يبدد وجودها كما ترى، ويحطم حلم دولتها وجبروت بطشها في المنطقة.
نعم باتت إسرائيل ترى الخطر الحقيقي على وجودها هذه المرة حقيقة لا خيالا،، وخبرا لا تحليلا، فيما جاءت الصفعة الصاروخية التي وجهتها المقاومة من جنوب لبنان خلال رمضان الماضي نحو شمال فلسطين المحتلة والإحتلال، لتؤكد على حالة التخبط والضعف التي يعيشها الإحتلال في كل مؤسساته الإستخباراتية والعسكرية والأمنية مصحوبة بالتظاهرات الداخلية منذ أشهر عديدة ، وهو ما دفعه لجس نبض محور المقاومة عبر استفراده وإغتياله لقادة الجهاد الإسلامي في الجولة الأخيرة بداية شهر مايو الحالي في قطاع غزة.
إسرائيل التي كانت تتباهى بقوة ردعها لمجرد التنبوء بوجود خطر يتجهز لها فيما كانت طائراتها تتحرك وتقصف من النهر إلى النهر وما بعدهما أي جهة تشكل خطراً عليها أو أي سلاح قد يتوجه لمحاربتها، باتت اليوم عاجزة عن إتخاذ قرار عسكري سريع للرد على تلك الضربات الصاروخية أو لإغتيال أي قائد يحرض على قتل جيشها.
واكتفت بمشاهد إعلامية ضخمت فيها القنوات التلفزيونية ضرباتها الجوية يومها على أنها ضربات نوعية ردعت بها محور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا،
ثم راحت بعدها تتوعد وتهدد وتبرق وترعد بالحديث في كل وسائل الإعلام بالكلام لا الأفعال، وتضخم أي رد فعل تنفذه على محور المقاومة شمالا وجنوباً، وقد باتت تدرك أن حساباتها الحالية لأي معركة ستخوضها ستحمل معها صواعق متفجرة ونتائج قد تعجل بزوالها لا بزوال مهدداتها، فلا الجيش الذي حاربت به في العقود السابقة هو جيشها اليوم، ولا القادة هم ذاتهم، ولا حتى العالم الذي يعيش اليوم أزمة عسكرية وسياسية وإقتصادية هو ذات العالم الذي كانت فيه قوى الشر تدعمها،
نعم تغيرت الأحوال وتبدلت الظروف داخليا وخارجيا، فالمقاومة في كل جبهاتها تتجهز صامتة وتدرك جيدا إن الإحتلال لربما يحاول كما حماقته توجيه ضربة عسكريةغادرة لها، كما تتفهم جيدا داخل أروقتها أن الذي ينتظر الإحتلال في المستقبل ليس كما رأى من خيبات وفشل الأخير في حروب العقدين الماضيين، وتدرك إسرائيل أيضا أن بقاءها على ذات الحال متفرجة دونما تحرك عسكري هو أشد خطراً لها ويعطي فرصة لتعاظم أعدائها، لذلك ستناور وتقاتل مرة وتجعجع وتستعرض مئة مرة، وهي تعلم جيدا أن مصير كيانها في الأيام المقبلة وخلال أي مواجهة إلى النهاية أقرب بإذن الله تعالى.