- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
إبراهيم جلال فضلون يكتب: ترامب.. السلام من خلال القوة
إبراهيم جلال فضلون يكتب: ترامب.. السلام من خلال القوة
- 6 نوفمبر 2024, 9:55:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"سيقول: أنهوا الأمر؛ أنا لا أحتاج إلى هذا"، نتنياهو أعلن النصر ثم التوصل إلى اتفاق من خلال وسطاء، هذا رأي الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس في تعليقه عن إدارة ترامب للموقف المأسوي في حرب غزة. بأن ترامب لا يريد أن تكون هذه الحروب "على مكتبه كقضية ملحة" عندما يتم تنصيبه في 20 يناير القادم، لكن وعد الرئيس 47 لفكرة "السلام من خلال القوة" ووعده العرب والمسلمين بوقف الحرب لا أعتقد جدياً؟. فقد أسفرت ولايته الأولى عن (ألعن) قراراته للهرب والمهمة بالنسبة لإسرائيل، في "صفقة القرن"، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يعزز العلاقة مع نتنياهو، وتقديم الدعم الدبلوماسي لإسرائيل في حال إعادة انتخابه..
ناهيكم عن لعنة التطبيع التي حلت على الشرق الأوسط، كمنطقة مُلتهبة علي مدار الحقب الزمنية، ولا ننسي أنه خلال السنوات الأربع الأولى من ولايته، اتخذ قرارًا غير مسبوق باختياره السعودية المتزنة كوجهة أولى له، محاولاً التوسط في "صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعزيز التكامل الإقليمي لإسرائيل، عبر تكثيف الضغوط على إيران بشكل كبير.. لكن الشرق الأوسط تغير بشكل كبير من حينها؟ فهل سيفي بوعوده؟!، في ظل التصعيد الإسرائيلي والحرب الدائرة بين إسرائيل من جهة وفلسطين وإيران وأذرعها من جهة اخرى منذ أكثر من عام ولم تؤتي الحرب بثمارها لأي طرف، فتاريخ الولايات المتحدة تاريخ ارتبط برؤسائها كثرة الحروب الأمريكية وتدخلاتها في الشرق الأوسط.
عموما كان ترامب صامتا بشكل ملحوظ بشأن الأحداث الرئيسية في الشرق الأوسط، وفي حالات أخرى كان غامضا. وقد قالها في اعلان نصره "لن أبدأ حرباً، بل أنا هنا من أجل وقف الحروب"، وقال: "لم نخض أي حروب، ولمدة أربع سنوات في عهدي لم نخض أي حروب، باستثناء أننا هزمنا داعش، بل هو من قال: "إن توسيع الاتفاقيات الابراهيمية هي إنجاز السياسة الخارجية الرئيسي لإدارته، سيكون "أولوية مطلقة" إذا فاز في الانتخابات لعام 2020، مدعيا أنه كان سيضيف "من 12 إلى 15 دولة حرفيا خلال فترة عام واحد"..
وأختلف باحترام مع الأراء التي ترى فيه دعماً للعرب، مثل مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي قال إن: "نتنياهو سيواجه رئيسًا أكثر صرامة مما اعتاد عليه، بمعنى أنني لا أعتقد أن ترامب سيتسامح مع الحروب بالسلوك الذي تجري به"، لكني اتفق معه فيما قاله أنه بالنسبة للفلسطينيين، لن يحدث هذا فرقًا كبيرًا "لأن الإدارتين كانتا متحيزتين تماما" لصالح إسرائيل، وقد يسمح ترامب لها بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وهو ما من شأنه أن يعني "نهاية حل الدولتين". بدليل الدعم الداخلي في إسرائيل كحديث بوعز بسموت عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو : "إن انتخاب ترامب جاء في "الوقت المناسب" لأنه سيوفر فرصة لتوسيع "اتفاقيات إبراهيم" (التطبيع) مع اقتراب الحروب في غزة ولبنان من نهايتها.
لا يمكن إحداث التنمية وتطوير العلاقات وسط هذه الحروب لذلك قد يصدق ترامب في قوله: "من المهم تبريد مستوى السخونة في غزة ولبنان"، فقد أنقذته الأصوات العربية التي قلبت الدفة لصالحه، وقد يستطيع الضغط هنا ليس المقصود منه "وقف مساعدات أو توبيخ علني لكن مقايضة" أي يدفع نتانياهو للقيام بإجراءات معينة مقايل ضمانات أميركية له بتطبيع ما، فالشرق الأوسط كان مادة إعلامية جاذبة يستخدمها المرشحون سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، وقد كان للناخبين الأصغر سنا ممن يدعمون حقوق الفلسطينيين أثراً في رجاحة كفة ترامب.
وقد يسعى ترامب الذي سياتي بتصفية حسابات للداخل الامريكي الذي تكاتل عليه في قضاياه.. بل سيسعى بمعاونة قوى الاعتدال في المنطقة عبر البوابة الاولي الدولية مصر والخليجية كالسعودية التي غازلت ترامب في حملته.. والإمارات، وصولا لتسويات في المنطقة لترتيب الأوراق واستعادة زمام السيطرة على إيران.. وهذا ما اشكك فيه فكيف نثق برجل قدم القدس علي طبق من ذهب لإسرائيل كما انه يحاول منع الصين من التواجد بشكل مباشر أو غير مباشر حتى ينقل ساحة الصراع إلى أقصى الشرق.. وعدم ترك أي فراغ قد تشغله الصين أو روسيا بالمنطقة، لكن العقبة الكبرى ستكون ما يسمى "صفقة القرن"، وهي تصور مفترض للسلام في الشرق الأوسط طرح خلال فترة ترامب الأولى.. فهل نرى سلاماً من خلال قوته؟!!