- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: غزة تركت وحيدة
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: غزة تركت وحيدة
- 12 نوفمبر 2023, 2:33:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قادة الدول في اختتام القمة العربية الإسلامية
إن ما مرت به غزة طيلة سنوات وهي تعاني من حصار لا إنساني، وبعد أن أصبحت وكأنها في طي النسيان، فيما لا أحد يتحدث عن معاناة الإنسان الفلسطيني هناك، الأمر الذي كان لا بد من إيقاف هذه المسألة بحدث قوي وجريء يعيد لفت النظر لهذه المعاناة.
إلى أن قامت المقاومة برد في السابع من أكتوبر في حادثة فاجأت كل العالم.
في العالم العربي شهدت الحادثة اتجاهين مختلفين، اتجاه شعبي وآخر رسمي، وكان هناك تباين واسع وكبير بينهما، أثبتت من خلالها الأنظمة بأنها لا تمثل الشعوب، حيث تصرفت وكأن الأمر لا يعنيها، بل و إن بعض الأنظمة تجرأت على تأييد إسرائيل ضد المقاومة بشكل معلن، وفي المقابل كان هناك موقف شعبي عربي رائع .
حيث لا نجد أحدا من الشعوب العربية يتحدث ضد نضال الفلسطينيين إلا من قد باع نفسه إلى تلك الأنظمة.
لاشك أن ما حدث أعاد القضية الفلسطينية على الساحة السياسية وبقوة، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما على مستوى العالم اجمع .
فيما جن جنون الكيان ليبدأ عدوانا همجيا على الشعب الفلسطيني بقصف عشوائي لقطاع غزة مستهدفا المدنيين من أطفال ونساء في حرب إبادة و تطهير عرقي فيما صريح نتنياهو، حينما قال: سنرد ردا يغيِّر الشرق الأوسط، وأنا أقول إن ما فعلته المقاومة قد غير فعلا خارطة التوازنات، سواء السياسية أو العسكرية في الشرق الأوسط.
وزد على ذلك موقف الأنظمة العربية الضعيف، حيث وصل الأمر ببعض الأنظمة إلى أنها تتعذر بموقف السلطة الفلسطينية، التي جميعنا نعلم بأنها سلطة ضعيفة جدا، غير قادرة على اتخاذ قرار، في ظل الاتفاقية التي وقعتها مع إسرائيل، وهي رهينة لدى إسرائيل لا تملك قرار نفسها أو تحمي المواطنين من اعتداءات المستوطنين او جيش الاحتلال الذي يتوغل كل يوم الى مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة و يقتل و يعتقل فيما تمنع السلطة اي نشاط لمقاومة الاحتلال وتقف عاجزة متفرجة فيما يحدث في غزة .
وفيما نرى أيضا بعض الأنظمة العربية ومواقفها الرمادية من القضية الفلسطينية، فيما البعض منها يطبع أو يسعى إلى التطبيع أو يقف علنا مع إسرائيل ضد المصلحة الفلسطينية، لا سيما في المعركة الجارية الآن.
وتأتي القمة العربية والإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض من أجل غزة بعد أكثر من شهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كما عهدنا القمم العربية والإسلامية بلا قرارات على مستوى ما يحدث من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ولكن لا نسمع منها إلا الخطابات و تنديدات.
واتساءل ما الذي يمكن أن نتوقعه من دول إما أنها دول مستعمرة أو خاضعة أو فاسدة، تذل و تقهر شعوبها، وتملك جيوشا جرارة بأسلحة فتاكة لا تتحرك الا لقتل وقمع شعوبها أو أن يخضعوا لطاعة ولي الأمر مكرهين.
فيما غزة الآن بقيت وحيدة فلا عرب ولا عجم و لا حتى إخوة الدم الذين تركوها تذبح على مسامعهم تحت الحصار و النار والحرب المسعورة التي هدفها الأول والأخير قتل هذا الشعب وتهجيره فيما يبقى شعبا مرفوع الهامة عالي الجبين ولسان حاله يقول رغم الغزاة الحاقدين سنبقى حماة للأرض وللأمة سنبقى أخي صامدين نجوع ونعرى نموت ولا نستكين رغم أطنان القنابل وما تحمله من موت ودمار رغم القيود والحدود وأنظمة التواطؤ وإغلاق المعابر نأكل تراب الأرض نخلطه بملحها ولا يلين لنا جناح أو تنثني منا عزيمة أو نذل أو نهون .