- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
إعلان جدري القرود "حالة طوارئ عالمية" ينتقل من الحيوانات إلى البشر
إعلان جدري القرود "حالة طوارئ عالمية" ينتقل من الحيوانات إلى البشر
- 15 أغسطس 2024, 10:19:51 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي جدري القردة مؤخراً "حالة طوارئ صحية عالمية"، مع تسجيل حالات إصابة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة، بالإضافة إلى اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا أن التفشي قد بلغ مستوى حالة طوارئ صحية عامة، بعد تسجيل أكثر من 500 حالة وفاة، وقد دعت المراكز إلى تقديم مساعدات دولية للحد من انتشار الفيروس.
فما هو جدري القردة؟ ولماذا تمّ إعلانه كحالة صحية عالمية؟ وكيف ينتقل هذا الفيروس؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
ما هو جدري القردة؟
بحسب منظمة الصحة العالمية جدري القردة هو مرض يسببه فيروس حيواني المصدر، ما يعني أنه يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، كما يمكن أن ينتشر أيضاً بين الأشخاص. سُمي المرض بـ "جدري القردة" لأنه تم اكتشافه لأول مرة في مستعمرات القردة المخصصة للبحث في عام 1958، وتم التعرف عليه لاحقاً لدى البشر في عام 1970.
يعد جدري القردة مرضاً نادراً لا ينتشر بسهولة بين البشر، وغالباً ما يتعافى معظمُ المصابين به في غضون أسابيع قليلة حيث تختفي أعراضه تلقائياً. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأفراد من مضاعفات طبية نتيجة المرض وهم في الغالب الأطفال حديثو الولادة، والأطفال، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
وذكرت المُنظّمة أنّ هناك نوعين مختلفين من جدري القردة بشكل عام، تُعرف باسم "الفصائل". كانت الفصيلة الأولى تسمّى سابقاً باسم فصيلة "حوض الكونغو"، والفصيلة الثانية باسم "فصيلة غرب إفريقيا". يمكن أن تكون كلتاهما قاتلة، على الرغم من أن الفصيلة الأولى كانت تاريخيًا لديها معدل وفيات أعلى كما ذكرت المنظمة.
ماذا يعني إعلانه حالة صحية عالمية؟
وفقاً لتقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية يُشيرُ إعلان الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية إلى حالة خاصة من الاستجابة الطارئة للأزمات الصحية العالمية. يهدف هذا الإعلان إلى تحفيز الوكالات المانحة والدول على اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل تسريع توفير الاختبارات واللقاحات والأدوية العلاجية في المناطق المتضررة، وإطلاق حملات لتقليل الوصمة المرتبطة بالفيروس.
وأفاد الدكتور جان كاسيا، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا للصحيفة، إن إعلان الطوارئ كان هدفه "حشد مؤسساتنا وإرادتنا الجماعية ومواردنا"، كما دعا الشركاء الدوليين في أفريقيا إلى التحرك بسرعة وفعاليةن وأشار إلى أن تصاعد حالات الإصابة في أفريقيا قد تم تجاهله إلى حد كبير، وضرورة تحسين استراتيجيات السيطرة وتوفير موارد إضافية.
من جهته، اعتبر مايكل ماركس، أستاذ الطب في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن إعلان حالة الطوارئ العالمية قد يكون الإجراء المناسب إذا كان سيؤدي إلى حل المشكلات الحالية وتحقيق التحسينات المطلوبة في استجابة الأزمة.
أين تحدث العدوى؟
جاء في تقرير منظمة الصحة أن الدول في أفريقيا حالياً إما أنها تبلّغ عن إصابات أو تعتبر "معرّضة لخطر كبير".
وتشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشياً حاداً للفيروس مع الإبلاغ عن أكثر من 14000 حالة و524 حالة وفاة منذ بداية عام 2024. ولا تعد حالات تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية غير عادية، لكن رقم هذا العام يتطابق بالفعل مع إجمالي عام 2023 بأكمله، وتشمل الحالات في المقاطعات التي لم تتأثر سابقاً.
كما تم الإبلاغ عن حالات إصابة في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، وهي الدول المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية حيث لم تحدث حالات من قبل.
كيف ينتقل وما هي أعراضه؟
كيف ينتقل الفيروس؟
عادةً ما تتراوح فترة الحضانة لفيروس جدري القردة بين 5 إلى 21 يوماً، في حين يمكن أن تستمر أعراض المرض من 2 إلى 4 أسابيع.
وينتقل فيروس جدري القردة إلى البشر من خلال التلامس المباشر مع الدم وسوائل الجسم والآفات الجلدية أو المخاطية لحيوانات برية مصابة، أو عبر تناول اللحوم غير المطبوخة جيداً من حيوانات مصابة.
كما يمكن أن ينتشر المرض أيضاً من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص مصاب، حيث يتم الانتقال عبر الطفح الجلدي وسوائل الجسم مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية. علاوة على ذلك، يمكن أن ينتقل الفيروس من المرأة الحامل إلى الجنين عبر المشيمة، أو من الوالد المصاب إلى الطفل أثناء الولادة أو بعدها من خلال ملامسة الجلد للجلد.
ما هي أعراضه؟
وتشمل أعراض فيروس جدري القردة هذه العلامات:
الحمى
آلام العضلات
آلام الظهر
الصداع
تضخم الغدة الليمفاوية
الطفح الجلدي والذي يبدأ بعد 1-3 أيام من الحمى تستمر الأعراض عادةً ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج.
كيف يمكن الوقاية من جدري القردة؟
تتم الوقاية من فيروس جدري القردة عبر تجنب الاتصال بالأشخاص الذين اشتبهوا أو أكدوا وجود جدري القردة، وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة سواء كانت حية أو ميتة أو أي أدوات خاصة بالحيوان المريض.
كما علينا تنظيف أيادينا بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي، خاصةً بعد ملامسة الشخص المصاب وملابسه وغطاءات السرير والمناشف والأشياء أو الأسطح الأخرى التي لامسوها.
من الجيّد ايضاً ارتداء الكمامة، خاصةً إذا كان الشخص يسعل أو لديه آفات في فمه، وإذا كنت بحاجة إلى الاتصال الجسدي بشخص مصاب بجدري القردة لأنك عامل في مجال الرعاية الصحيّة أو تعيش مع الشخص المصاب، شجع الشخص المصاب على عزل نفسه وتغطية أي آفة جلدية إذا كان ذلك ممكناً، على سبيل المثال، من خلال ارتداء ملابس فوق الطفح الجلدي.
هل يمكن علاج جدري القرود؟
لا يوجد علاج معين معتمد لجدري القرود لكن قد يعالج الأطباء حالات جدري القرود ببعض الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لعلاج الجدري، كما ذكر الموقع الطبي المتخصّص mayo clinic
بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يُتوقع استجابتهم للقاح الجدري، قد يعرض عليهم الطبيب تلقي لقاحات مناعية تحتوي على أجسام مضادة من أشخاص حصلوا على لقاح الجدري.
ورغم توفّرها حالياً، إلا أنّ لقاحات فيروس جدري القردة يصعبُ الوصول إليها، حيثُ تشير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا إلى أن هناك حاجة ملحة لـ10 ملايين جرعة، بينما يتوفر حالياً فقط 200 ألف جرعة، ما يعوق جهود الاستجابة بشكل كبير ويعزى ذلك إلى نقص في العلاجات والتشخيصات اللازمة بحسب منظمة الصحة.
لكن تظل خطط برامج التطعيم قيد المراجعة، ومن المحتمل أن تشمل تتبع وتطعيم المخالطين للحالات، بالإضافة إلى استهداف مجموعات محددة مثل السكان في المناطق الحضرية، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، الذين يظهرون ميلاً أكبر للإصابة بأمراض خطيرة.