إيران تقترب من امتلاك مقاتلات سو 35 الروسية.. ماذا يعني ذلك للشرق الأوسط؟

profile
  • clock 26 يناير 2023, 12:17:29 ص
  • eye 620
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلط  الزميل في مؤسسة "أوبزرفر" للأبحاث في نيودلهي "كبير تانيجا" الضوء على التأثير الاستراتيجي لمساعي إيران للحصول على طائرات "سوخوي-35" الروسية على منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن طهران تحاول استغلال تورط قدر كبير من القدرات السياسية للغرب في حرب أوكرانيا وعودة الجغرافيا السياسية الشبيهة بالحرب الباردة بين واشنطن وموسكو.

وذكر "تانيجا"، في تحليل نشره موقع المؤسسة ، أن  إيران استغلت الوضع الراهن كحاضنة لتعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا، ومن المتوقع أن تستقبل طائرات مقاتلة جديدة من طراز "سوخوي 35".

وعند تسليمها، ستكون هذه الطائرات أول عملية شراء كبيرة تحدث بها طهران أسطولها الجوي القديم، الذي لا يزال يتضمن حاليًا، للمفارقة، هياكل الطائرات الأمريكية القديمة من حقبة ما قبل ثورة 1979 مثل طائرات "إف 14" و"إف 5".

واشترت إيران طائرات "ميج 29" سوفييتية الصنع في أوائل التسعينات من القرن الماضي، لكنها تعرضت لعقوبات صارمة على مدى عقود، ما استنفد بشدة قدرتها على شراء الأسلحة من الخارج.

 ومع ذلك، تمكنت إيران من الحفاظ على بنيتها التحتية العسكرية القديمة وتشغيلها مع القليل من المساعدة الخارجية، ويمكن القول إن ذروة نتيجة هذا النهج تمثل في برنامج تصنيع الطائرات المسيرة محليا في الجمهورية الإسلامية.

فالطائرات الإيرانية المسيرة، مثل "شاهد 136"، التي قدمتها طهران إلى موسكو لاستخدامها في حرب أوكرانيا، تمثل رمزًا لعظمة إيران في وقت كان الكرملين يكافح لتحقيق انتصارات عسكرية كبيرة في الحرب، بينما تزود تركيا كييف بطائراتها المسيرة بيرقدار TB-2 الناجحة عالميًا.

وتؤكد الحكومة الإيرانية أنها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع، وهو ما قد يكون صحيحًا من الناحية الاستراتيجية، ولكن من الناحية التكتيكية، تشير الأدلة إلى عكس ذلك، حسبما يرى "تانيجا"، مشيرا إلى أن طائرات "سوخوي 35" ستضيف دفعة كبيرة لترسانة طهران التقليدية.

ومن الناحية الجيوسياسية، يشير الزميل في مؤسسة "أوبزرفر" للأبحاث إلى أن طائرات "سوخوي 35" كانت مخصصة في الأصل لمصر، لكن المصالح الروسية تغيرت، وأصبحت موسكو بحاجة إلى سداد ثمن تزويد إيران المستمر لها بالطائرات المسيرة.

ومن منظور مصري، كانت طائرات "سوخوي 35" إضافة إلى أسطول البلاد من طائرات "ميج 29" الروسية، وكلاهما يمثلان محاولة مصرية لتعويض عدم رغبة واشنطن في الاستجابة لطلب القاهرة شراء طائرات "إف 15" منذ سبعينات القرن الماضي.

ويأتي تحرك إيران نحو درجة من تحديث أسطول طائراتها المقاتلة في وقت يركز فيه الشرق الأوسط، خاصة منطقة غرب آسيا، نحو الانهيار الكامل للاتفاق النووي الإيراني ومحاولات إحيائه، وفي ظل وصول التواصل الغربي مع إيران إلى أدنى نقطة له، حيث قالت الولايات المتحدة إنها ستمنع، بكل الوسائل، إيران من اكتساب قدرات نووية، وأعلن الاتحاد الأوروبي تطلعه إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

ومع واقع عودة الحرب إلى أوروبا، يشير "تانيجا" إلى احتمال اتجاه الشرق الأوسط نحو فترة كبيرة من الاضطراب عام 2023، بما في ذلك احتمال أن تصبح المنطقة نووية، ليس فقط على خلفية برنامج إيران النووي، بل على خلفية سعي دول أخرى في المنطقة للحصول على الطاقة النووية.

ونوه "تانيجا" إلى أن الولايات المتحدة لاتزال هي القوة الأكثر نفوذاً في المنطقة، ومع ذلك فإن دولاً أخرى مثل الصين وروسيا حققت نجاحاتها الخاصة. لعلى سبيل المثال، لاتزال الإمارات واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لكنه أبدت استياءها عندما تعلق الأمر بالتصويت ضد اعتداءات موسكو في الأمم المتحدة.

كان هذا الموقف مدعومًا بحقيقة مفادها أن الكثير من الأموال الروسية، التي حاولت الهروب من الحرب والعقوبات، انتهى بها المطاف في أماكن مثل إمارة دبي، ما أدى إلى تعزيز الاقتصاد الإماراتي.

من ناحية أخرى، فإن السعودية، التي لا تزال على علاقة متصدعة مع إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، تعمل عن كثب مع روسيا كجزء من تحال "أوبك+"، ما يؤثر على أسعار النفط العالمية.

وإلى جانب ذلك، تتطلع معظم العواصم في المنطقة إلى عدم الوقوع في وسط تنافس القوى الكبرى في المستقبل، وتحديداً بين الولايات المتحدة والصين.

وهنا يشير "تانيجا" إلى أن كل المعطيات السابقة ذات ارتباط بإسرائيل، التي وصفها بأنها "حليف أمريكا في جميع الظروف"، فمع عودة "بنيامين نتنياهو" إلى السلطة مع تحالف من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة، من المتوقع أن تشدد الدولة العبرية موقفها ضد إيران في عام 2023.

ومع تداول الأخبار بشأن تزويد موسكو لطهران بطائرات "سوخوي 35"، أفادت وسائل إعلام دولية بأن إسرائيل أجرت اتصالات بالولايات المتحدة لشراء 25 طائرة من طراز F-15EX ، وهو نوع متقدم من الطائرات قيد الاستخدام المكثف بالفعل من قبل سلاح الجو الإسرائيلي (IAF).

وتهدف عملية الشراء المتوقعة إلى بناء القدرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية، حسبما يرى "تانيجا"، مشيرا إلى أن إسرائيل تملك بالفعل أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في المنطقة، وهي المقاتلة الشبح "إف 35"، وتريد الحفاظ على تفوقها العسكري.

وخلص "تانيجا" إلى أن التعاون الدفاعي بين موسكو وطهران قد يجلب فوائد لكلا الطرفين في الوقت المقبل، رغم العلاقة الدبلوماسية المعقدة، التي تشمل الوجود الروسي في سوريا كنقطة خلاف، وأن عام 2023 قد يشهد نقطة انعطاف في المنطقة، وتحديداً إذا كانت هناك خطوات كبيرة قطعتها طهران في برنامجها النووي.

وأشار إلى أن إسرائيل سبق أن استهدفت البرنامج النووي سرا داخل إيران، ما يثير تساؤلات حول موقف المحادثات مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي.

 

 

المصادر

المصدر | كبير تانيجا | مؤسسة أوبزرفر للأبحاث

التعليقات (0)