إيكونوميست: الخلافات الداخلية تعصف بـ”الإخوان المسلمين” وسط صراع على قيادتها وتراجع الإسلاميين

profile
  • clock 10 ديسمبر 2021, 3:46:54 م
  • eye 728
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تحت عنوان “مشاكل بين الإخوة: حركة الإخوان المسلمين تمزق نفسها” نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا قالت فيه إن قياديين يتنافسان على قيادة أقدم حركة إسلامية.

وبدأت المقالة بالتذكير بما قاله حسن البنا، الذي أسس حركة الإخوان المسلمين قبل قرن تقريبا حيث ناشد أتباعه على “التضحية بالنفس، وليس المصلحة الذاتية”، لكن أتباعه يواجهون مصاعب للالتزام بالنصيحة، فأقدم حركة إسلامية تمزق نفسها. ويتبادل قادتها في لندن وإسطنبول الشتائم ويتهمون بعضهم البعض بالفساد بل وأسوأ من هذا بخدمة وكالات الاستخبارات الأجنبية. ونقلت عن أسامة جاويش، الإخواني السابق الذي يعيش في بريطانيا قوله: “بدلا من التضحية بأنفسهم فإنهم يضحون بالحركة”.

ومنذ إنشائها واجهت الحركة نقاشا داخليا بين أتباعها حول الإستراتيجية والأساليب، لكن الصدع زاد سوءا بعد أن قام عبد الفتاح السيسي، وكان حينها جنرالا، بالإطاحة بأول حكومة مصرية انتخبت بشكل ديمقراطي، قادها الإخوان المسلمون في عام 2013. وقام السيسي الذي أصبح الآن رئيسا بسجن الكثيرين من أعضاء الحركة واختفى آخرون أو هربوا إلى الخارج. وبدأ الخلاف حول كيفية الرد على القمع، ودعا “الحرس القديم” إلى تأمين نجاة الحركة كأولوية وفضلوا النهج البراغماتي، وقرر أعضاء آخرون تبني العنف.

وأصبحت الأولوية اليوم، لأعضاء وقادة الحركة، هي إخراج السجناء من المعتقلات، وذلك حسب عدد من أعضاء الحركة. لكن الجهود أحبطت بسبب الخلافات حول من يقود الحركة. فمن جهة هناك إبراهيم منير، الذي خلف محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام بعد إلقاء القبض عليه في مصر. ومن جهة ثانية هناك محمود حسين، السكرتير العام السابق الذي علق عضويته منير في شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى جانب خمسة أعضاء بارزين، باتهامات فساد مزعومة.

وبعد رفض قرار منير، أصدر حسين والخمسة الآخرون بيانا فصلوه فيه من منصبه. ويشرف منير الذي يعيش في لندن على الشبكة الدولية للحركة ولديه علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية. أما حسين الذين يعيش في إسطنبول، فهو يسيطر موقع الحركة على الإنترنت وحساباتها المصرفية ولديه المفاتيح لقناتها التلفزيونية “وطن”، ويتهمه النقاد بالتخلص من منافسيه وقطع الرواتب عن عائلات المعتقلين. وقال عزام التميمي، المفكر الإسلامي “يتعامل مع الإخوان المسلمين كملك خاص به”.

وتعلق المجلة أن الخلاف العلني وغير العادي واستخدمت فيه حملة تشهير من الجانبين، أدخل حركة الإخوان المسلمين في حالة من الاضطراب، في وقت يكافح فيه الإسلاميون السنة في العالم العربي. فقد أخرجتهم الانتخابات في العراق والمغرب من الحكومة، في وقت أخرجهم حكام أقوياء في تونس والسودان من السلطة.

وفي الوقت الذي منحت فيه قطر وتركيا الملجأ لهم كوسيلة للتأثير إلا أن هذين البلدين لديهما أولوياتهما الأخرى، وكلاهما يحاول التصالح مع جيرانهم المعادين للإسلاميين مثل مصر والإمارات. وطلبت قطر من ناشطي الإخوان مغادرة أراضيها، أما تركيا فقد ضغطت على قنوات التلفزة تخفيف نبرتها الناقدة. ويقول التميمي “لم تعد الحركة الدولية موجودة”. وعانت الحركة من موجات اضطهاد في الماضي واستطاعت تجاوزها، لكن ليس من الواضح كيف سترأب صدعها، حيث باتت منشغلة بتسوية خلافات قادتها الداخلية.

وانقسم أعضاؤها حول من يدعمون، وهناك الكثيرون يشعرون بخيبة الأمل. وقال بعضهم إن قادتهم لم يبذلوا جهدا للتسوية مع السيسي والحصول على العفو. ويشكو الجيل الجديد من غياب الوجوه الجديدة على رأس القيادة، لكن منير عين على الأقل متحدثا شابا باسم الحركة هو صهيب عبد المقصود والذي قال “نحن بحاجة لربيعنا العربي لو أردنا النهضة”.

(القدس العربي)

التعليقات (0)