إيمان الصيرفي يكتب مذكرات مسرحي

profile
إيمان الصيرفي مخرج وممثل مسرحي
  • clock 4 أبريل 2021, 11:41:03 م
  • eye 1107
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

حكايات عم الصيرفي 

الحلقة الأولى

مقدمه لابد منها :

كان الجد الأكبر ( محمد أبو الفضل الصيرفي ) والذي كان يعمل بالتجارة  وحقق منها إيرادات طائلة وتملك الكثير من الأراضي والوكالات والأملاك الخاصة وأوقف منها الكثير للفقراء والمحتاجين وكان قد مرض مرضا شديدا وأحس بدنو ساعته ، فطلب أن يرى جميع أولاده وبناته من زيجاته المتعددة من بلاد الله لخلق الله والتى انتشرت من قبلي لبحري ، وكان له إبن وحيد ( مصطفى ) من إحدى زوجاته فى المنصورة ووحيد أخر ( إبراهيم ) من زوجته الإسكندرية وأجتمع إخوته وأخواته وجميع أبنائه من الذكور والإناث لإلقاء نظرة الوداع الأخير عليه ومنهم من كان من إيتاى البارود ، وطنطا والزقازيق وكفر الشيخ ، ومعظم بلدان وقرى الدلتا وبعض بلدان وقرى صعيد مصر والتئم شمل العائلة لأول مره وما هى إلا أيام قليله وقد غادر الدنيا ، وبعد الجنازة ودفن الجثمان ومراسم العزاء تفرقت الجموع بعد أن قرر الأخوان الوحيدان أن يجمعا شملهما فكل منهما فى حاجة لأخاه يسانده فى الدنيا ويكونا خير عون لبعضهما فإتفق الأخان على المصاهرة بأن يتزوج إبن الأكبر ( مصطفى ) والذى كانت ذريته أربعة من الذكور ( محمد ، مصطفى ، عبد العزيز ، السيد ) بإحدى بنات الأخ الأصغر ( إبراهيم ) وكانت ذريته سبعة من البنات وولدين ( فاطمه ، نعمه ، عطيات ، سعاد ، أنصاف ، محمد ، فوزيه ، فتحيه ، مصطفى ) فكانت الزيجة التى إتفقا عليها فيما بينهما أن تزوج مصطفى ( إبن مصطفى ) من سعاد ( إبنة إبراهيم ) الذين أصبحا والدى ووالدتي وأثمر زواجهما بنتين توفيتا فى سن الرضاع ثم أنجباني ومن بعدى أربعة من الأشقاء وشقيقة واحده ( أسامه ، أشرف ، هشام ، ياسر ، نشوى ) وكان والدى يعمل موظفا بالقاهرة فأمضيت طفولتي بين المدن الثلاثة القاهرة والإسكندرية والمنصورة ، وكان من حظى أننى عشت لحظات وحكايات وطقوس وعادات وتقاليد متنوعه بتنوع الأماكن .. حكاياتي فى مرحلة التكوين ستكون خلفيتها هذه المدن الثلاث .. فمن مصر عتيقه " خارطة الشيخ مبارك " بالقاهرة إلى المنشية وبحرى بالإسكندرية وحتى شارع إبن لقمان وجامع الموفي وسوق الخواجات بالمنصورة 

إنها رحلة حياه مليئة بالصور والذكريات والمشاهدات فى مزيج أعتقد أنه يستحق أن يحكى عنه 

 حكاية الحاج مصطفى وأخوه الحاج إبراهيم 

 * الحاج مصطفى الصيرفي إبن المنصورة القديمة ، كان بيته ضلع من ربع ضخم فى أول شارع إبن لقمان ويتاخم الضلع الشرقى للربع ( جامع الموافي  ) الشهير بميدانه الفسيح حيث يسارا ( مسرح البلدية ) ومبنى المطافئ وأمامه خزان المياه وما أن تتجاوز الميدان تصبح أنت وكورنيش جزيرة الورد ( المنصورة ) و كوبرى طلخا عن شمالك . كان جدى لأبى ( الحاج مصطفى ) يعمل فى تجارة الروائح والعطور وكان له محل بسوق الخواجات الذى لا يبعد عن البيت إلا بضع خطوات حتى نهاية شارع إبن لقمان وتنعطف يمينا فتصبح فى بداية سوق الخواجات وبضع خطوات أخرى يقع المحل على يسار الشارع كان هذا المحل كما المتحف مليء بزجاجات وقوارير ذات ألوان مدهشة لامعه وكأنها كريستالة تعكس الوان قوس قزح وبأحجام مختلفة وأقماع وأنابيب وكان سيدى مصطفى يقوم بخلط أنواع من زيوت العطور بمقادير وموازين دقيقة جدا ويتم تعبئتها فى زجاجات صغيره ذات غطاء من الكاوتشوك إنه عمل كيميائي معملي ومحترفوه قلة نادره كان جدى منهم .. المهم أن بيتنا الكبير هذا كان له باب خشبي ضخم وجميل وأمامه مساحة فى حدود الثلاثة أمتار وبعدها سلم خشبي عريض ترتقيه صعودا للدور الأول والوحيد فالبيت دور واحد وهناك باب على اليسار أصغر نسبيا من الباب الرئيسي ومن خلال هذا الباب تصل إلى حيث تعيش العائلة وما أن تدلف إلى هذا الصرح المنيف تنتقل بروحك إلى عوالم ألف ليلة وليله .. صالة كبيرة جدا ذات سقف عال تحوطها من الجانبين أبواب لستة غرف مساحة أصغرها ٥ × ٦متر وتستند قطع من الموبيليا والمرايات وبعض الفازات على الحوائط التى تفصل بين الغرف وتتوسط الصالة سفرة كبيرة جدا ، وفى مواجهة الباب الخارجي أرك يفضى إلى صالة أصغر تؤدى إلى المطبخ والحمام وبجوار الباب الخارجي إلى اليمين شباك كبير يطل على السلم تقبع تحته كنبه بلدى .. كانت معظم الغرف معدة للنوم ما عدا غرفتان .. غرفة الصالون والتى كانت تستخدم كمقر للحضرة الإسبوعية التى يقيمها ( سيدي ) هكذا كنا ننادى الأجداد حينها الذى كان واحد من أهم شيوخ الطرق الصوفية بالدقهلية ، وغرفة المعيشة وهى غرفة متسعه ذات ترسينه ( بلكون أو فرانده ) بها خمس مشربيات كشبابيك تطل على الشارع وكانت ( ستي رتيبة ) جدتى لأبى بعد أن تنتهى من حمامها الصباحى تفترش الأرض تمشط شعرها المصبوغ بالحنه وكانت تهتم به إيما إهتمام تدهنه بالزيوت وكانت تهتم كذلك بزينتها وعطورها ومظهرها ورغم أصولها الريفية القحه فقد كانت بالفعل هانم .. وبعد أن تنتهى من تضفير شعرها فى ضفيرة واحده تحضر السبرتايه وتجهز فنجان القهوة لنفسها وبعدها تبدأ فى تجهيز وتنظيف الخضار لإعداد الطعام . 

هكذا تفتحت عيناي على بيتنا بالمنصورة وأنا طفل فى الرابعة عندما بدأ والدى اصطحابي معه فى زياراته لوالديه .. كنت قد بدأت الوعى بالصور ثم أتت بعدها الحكايات والأحداث .. وهى كثيره 

 _ يتبع _


التعليقات (0)