تستخدم شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية NSO شركة استشارات، تسرح موظفوها من وحدات تكنولوجية في الجيش الإسرائيلي، ويتخصصون في رصد اختراق خوادم شركات عملاقة، وكانت خوادم شركة "أمازون" بين الشركات التي أجروا تجارب على اختراقها، وفق ما أفادت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس.

ويطلق على شركة الاستشارات اسم "ريلمُود" (Realmode Labs)، وتأسست في بداية العام الماضي، وهي مسجلة في مدينة بيتاح تيكفا لكن مكاتبها في تل أبيب. ويرأس الشركة شخص يدعى أريئيل تمبلهوف، الذي تخرج من برنامج "بْساغوت"، وهو أكثر برنامج مرموق لتأهيل ضباط تكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي.

وبحسب تفاصيله في الشبكات الاجتماعية، كان تمبلهوف أثناء خدمته العسكرية باحثا في مشاريع أمنية، ثم عمل لصالح "دولة إسرائيل"، وبدأ يدير شركة "ريلمود" في كانون الثاني/يناير العام 2020. وجاء في الموقع الإلكتروني للشركة أن موظفيها هم "باحثون في الحماية من الصف الأول، مسرحون من الجيش ووكالات حكومية وشركات رائدة في الصناعات".

وأضافت الصحيفة أن "ريلمود" عملت في البداية كشركة استشارات، واستأجرت هيئات كبرى خدماتها من أجل أن ترصد اختراقات في أنظمة الحماية لديها. وقالت الشركة في موقعها الإلكتروني إنه "نعرض خدمات أبحاث وتطوير على زبائن محليين ودوليين"، وأن لدى الشركة "خبرة سنوات في أنظمة برمجة متنوعة"، وأن "اختصاصنا هو مواجهة مع مهاجمة مشاكل صعبة في مجالات جديدة وحلها بسرعة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "مُنتج" شركة "ريلمود" عمليا هو موظفوها، لأن الباحثين في نقاط الضعف مطلوبون جدا في سوق السايبر. ومثال على قدرات هذه الشركة نظهر في مقال نشره أحد موظفيها، يدعى يوفال بار أون، في كانون الثاني/يناير الماضي. وأشار بار أون إلى ثغرة في منظومة حماية قارئ الكتب "كيندل"، تسمح بالسيطرة على بطاقات ائتمان لزبائن والقيام بمشتريات في "أمازون". وتم إغلاق الثغرة، ودفعت "أمازون" لبار أون 18 ألف دولار مقابل رصده الثغرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن قدرات "ريلمود" من شأنها أن تفتح آفاق عمل جديدة أمام NSO المتخصصة باختراق منظومات "أبل" و"جوجل" والسيطرة على هواتف نقالة. وحاولت هذه الشركة مؤخرا عرض خدمات أخرى، بينها أنظمة "بيغ داتا" تسمح لزبائنها بمعالجة كميات كبيرة من المعلومات المستخرجة من الهواتف المخترقة.

ووقعت NSO و"ريلمود"، في بداية العام الحالي، على اتفاق بينهما. ومن الناحية الرسمية بقيت "ريلمود" شركة مستقلة، لكنها لا تنفذ عمليات خاصة بها ويعمل موظفوها حاليا على مشروع سري لصالح NSO. لكن لا يوجد ذكر لـNSO في تفاصيل موظفي "ريلمود" في الشبكات الاجتماعية.

وأعلنت الولايات المتحدة، مؤخرا، عن إدخال NSO إلى القائمة السوداء للشركات التي تعمل ضد مصالح الأمن القومي الأميركي. وإثر ذلك، استقال المدير العام للشركة، إيتسيك بنفنستي، بعد أسبوعين من توليه المنصب.

وسبق ذلك نشر تقارير حول استخدام سيء لبرنامج التجسس "بيغاسوس"، وتقديم "أبل" و"فيسبوك" دعاوى ضد NSO.

وعقبت "ريلمود" على تقرير الصحيفة، بأن "شركة ريلمود مختبرات تقدم استشارات لشركات تكنولوجية كثيرة وتمنح خدمات في مجالات متنوعة. ومثلما ننشر بين حين وآخر، موظفو الشركة يساعدون بالتعاون مع شركات تكنولوجية في تحسين حماية منتجاتهم". ولم تعقب NSO على التقرير.

(عربي48)