- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
اعتداءات جنسية وقتل وتعذيب.. أحوال الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي
اعتداءات جنسية وقتل وتعذيب.. أحوال الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي
- 8 مارس 2024, 10:20:55 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
منذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، في 7 أكتوبر الماضي، كانت المرأة الفلسطينية من بنوك أهداف العدوان التي تستهدف إبادة غزة بأكملها، بل وفي الضفة الغربية كذلك.
وتنوعت أشكال الاستهداف الإسرائيلي للمرأة الفلسطينية، ما بين القتل والتجويع والاعتقال، إذ بلغ عدد الأسيرات المعتقلات نحو 240 معتقلة، ويتضمن هذا الرقم، اللواتي تعرضن للاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والنساء من الأراضي المحتلة عام 1948.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن عدد الأسيرات الفلسطينيات بلغ 60 أسيرة، وقاصرتان، و24 أمّاً، و12 معتقلة إدارياً، ومن بينهن محامية وصحفية، و12 طالبة، و11 يواجهن أمراضاً ومشاكل صحية، من بينهن أسيرتان جريحتان، إضافة إلى أسيرات هنّ زوجات وأمهات لأسرى، وشقيقات لشهداء، إضافة لوجود أم شهيد بين الأسيرات، فيما لا يوجد تقدير واضح لأعداد اللواتي اعتقلن من غزة، حيث أفرج عن عدد منهنّ لاحقًا، إلا أنّه من المؤكد أنّ هناك معتقلات في معسكرات الاحتلال، وهنّ رهن الإخفاء القسري.
وصعّدت قوات الاحتلال الإسرائيليّ عمليات الاعتقال الممنهجة بحقّ النّساء الفلسطينيات في كافة الجغرافيا الفلسطينية، ولم تستثنّ القاصرات، كما شمل ذلك اعتقال النساء كرهائن، بهدف الضغط على أحد أفراد العائلة المستهدفين من الاحتلال لتسليم نفسه.
وشكّلت هذه السّياسة إحدى أبرز الجرائم التي تصاعدت بشكل كبير جداً بعد السّابع من أكتوبر، وشملت زوجات أسرى، وشهداء، وأمهات منهنّ مسنّات تجاوزن السبعين عاماً، مع الإشارة إلى أنّ هذه السّياسة طاولت فئات أخرى أيضاً، وليس فقط النّساء، وقد رافقت عمليات احتجازهن كرهائنّ عمليات تنكيل وتهديدات وصلت إلى حد التّهديد بقتل نجلها المستهدف أو زوجها، هذا عدا عن الاعتداءات التي تعرضن لها خلال عملية الاعتقال، إضافة إلى عمليات التّخريب التي طاولت منازلهنّ، وترويع أطفالهنّ، وأبنائهنّ، ومصادرة أموالهنّ ومصاغ ذهب.
غير أن إحدى أبرز الجرائم التي نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيليّ بحقّ النّساء الفلسطينيات، ومنهنّ الأسيرات، الاعتداءات الجنسية، والتي تضمنت التّحرش، والتّفتيش العاري، إضافة إلى التّهديد بالاغتصاب، هذا إضافة لإعلان الأمم المتحدة في بيان رسمي لها عن وجود تقارير موثوقة بتعرض معتقلات من غزة للاغتصاب.
وأكدت شهادات لأسيرات أفرج عنهنّ تحديدًا خلال دفعات الإفراج التي تمت في شهر نوفمبر الماضي، وشهادات لأسيرات داخل السّجون، ولنساء واجه أقارب لهنّ عمليات اعتقال وملاحقة، أكّدن فيها على تعرضهنّ لجملة من الاعتداءات الجنسية.
وشكّل سجن هشارون، كمحطة مؤقتة لاحتجاز الأسيرات قبل نقلهنّ إلى سجن الدامون، شاهدًا على عمليات التفتيش العاري التي تعرضت لها غالبية الأسيرات، بحسب عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، ناهيك عن ظروف الاحتجاز المذلّة والمهينة التي تعرضن لها، والاعتداءات، ومنها اعتداءات بالضرب المبرّح.
اعتداءات جنسية
ونقلت مؤسسات حقوقية فلسطينية شهادة وثقتها لإحدى الأسيرات اللواتي اعتقلن بعد السابع من أكتوبر، أكّدت أنّها تعرضت في أثناء عملية الاعتقال والتّحقيق لاعتداءات وتحرش جنسي ولفظي، حيث قام أحد الجنود بلمسها على رأسها وقدميها بطريقة غير لائقة، وشتمها بمصطلحات بذيئة وهددها أكثر من مرة، وكان الجنود يرمون عليها أعقاب السجائر، وبقايا الطعام لإهانتها، كما تعرضت الأسيرة للضرب أكثر من مرة من جنود الاحتلال، وهو ما سبب لها أوجاعًا في أنحاء جسدها، ولم يقدم لها أي علاج.
ومن ضمن جملة الشّهادات التي وثقت، شهادة لإحدى الأسيرات قالت فيها: "وصلنا أنا وأسيرات إلى سجن هشارون، أدخلونا إلى زنزانة أرضيتها مليئة بالماء، وتوجد فيها دورة مياه غير صالحة للاستخدام، ثم تم نقلنا إلى زنزانة أخرى فيها تعرضن للتفتيش العاري على يد سجانات، وقامت إحدى السّجانات بضربي على وجهي، بعدما تعرضت للضرب المبرّح خلال عملية اعتقالي".
وفي شهادة أخرى: "حضرت ثلاث سجانات تعاملن معي بوحشية وبشكل مهين جدًا، وشتمنني بأسوأ الألفاظ طوال الوقت دون توقف، وأجبرنني على المشي وأنا مقيدة الأطراف، والعصبة على عيني، وطوال الوقت خلال نقلي كانت السجانة تقول هذه ليست بلادكم ارحلوا منها".
المرأة في غزة
ومع تنفيذ الاحتلال الاجتياح البري لغزة، في 27 أكتوبر الماضي، نفّذ عمليات اعتقال واسعة لنساء من غزة منهنّ قاصرات ومسنّات، واحتجزهن في معسكراته، بالإضافة إلى سجن الدامون، وفي ضوء استمرار الاحتلال بتنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة، فإنه لا تتوفر للمؤسسات ذات الصلة معطيات واضحة عن أعدادهنّ، أو من تبقى منهنّ رهن الاعتقال في المعسكرات الخاضعة لإدارة جيش الاحتلال، أما في سجن الدامون، فإن أسيرتين من غزة ما زالتا محتجزتين فيه بشكل منفصل عن الأسيرات من المناطق الفلسطينية الأخرى.
وتعاني الأسيرات أيضاً من سياسة التّجويع التي مارستها إدارة السّجون بعد السابع من أكتوبر، بحرمان الأسرى والأسيرات من الحصول على مواد غذائية إضافية من (الكانتينا)، إضافة إلى حرمانهنّ من العلاج، والذي يندرج في إطار الجرائم الطبيّة، كما ألقت حالة الاكتظاظ التي فرضتها إدارة السجون بثقلها على الأسيرات، الأمر الذي أدى إلى إفراز العديد من ظروف الاعتقال المأساوية داخل سجن الدامون، واضطرت العديد من الأسيرات للنوم على الأرض، هذا عدا عن النقص الحاد في الملابس والأغطية والتي تعاظمت حدتها في ظل موجة البرد القاسية، فبعض الأسيرات بقين في ملابسهن التي اعتقلن فيها، ولم تتمكنّ من استبدالها.
كما عانت الأسيرات من تعمد إدارة السّجون تزويدهنّ بمياه غير صالحة للشرب ومتسخة.
واستهدفت النساء الفلسطينيات كما جميع فئات المجتمع الفلسطينيّ، بعمليات الاعتقال الإداري (بدون تهم)، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق تاريخيًا، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى نهاية شهر فبراير 3558، من بينهم 12 أسيرة معتقلة إداريًا حتى إعداد هذا التقرير، منهنّ صحافية ومحامية، وطالبات جامعيات، إضافة إلى أنّ بقية الأسيرات والغالبية منهنّ وجهت لهن تهم تتعلق بالتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شكّلت بعد السابع من أكتوبر أبرز الذرائع التي استخدمها الاحتلال لاعتقال الفلسطينيين في الضّفة بما فيها القدس، والأراضي المحتلة عام 1948.
دور المرأة الفلسطينية
وبحسب خبراء فقد لعبت المرأة الفلسطينية دورا بارزا في حماية ظهر المقاومة الفلسطينية خلال معركة "طوفان الأقصى" بل كان دورها الأهم وعامل الصمود لاهل غزة، على مدار أكثر من 154 يوما في ظل انعدام مقومات الحياة.
وقال الأكاديمي وأستاذ الإعلام في الجامعات الفلسطينية محمد ابو الفحم: "يقع على كاهل المرأة الفلسطينية اكمال دور زوجها في راعية البيت وتعزيز صمود الجبهة الداخلية بعد خروج الرجال للقتال والأهم في تربية الأبناء ورعا يتهم في ظل الأوضاع العادية."
واضاف ابو الفحم:" خلال الحرب وفي ظل انعدام كل مقومات الحياة في غزة وبعدما دمر الاحتلال كل شيء تكون هذه المهمة تنأى على حملها الجبال، فهي تخلق من العدم كل شيء من طعام وشراب وملبس ورفع معنويات أطفالها."
وتابع: "مع بزوغ الفجر تستيقظ هذه المراة وبيتها فارغ بفعل تشديد الحصار وهي لا تعرف ماذا يمكن ان تطعم أطفالها ليكون الخير على يديها صباحا دون الدخول في التفاصيل".
ويستطرد قائلا : "بقليل من الدقيق (الطحين) الغير متوفر بفعل تشديد الحصار تصنع طعاما يكفي أبناءها وتوزع على الجيران كذلك دون أن تجد تحليل منطقي لما يحدث غير أنها إحدى بركات الأرض المقدسة وإكراما لهذه الأم التي أخذت في الأسباب وتوكلت على الله فكان لها ما أرادت".
وقالت الإعلامية هالة الحسنات: "تلعب المراه الفلسطينيه الدور الأبرز اذا ما كتب لها الحياة حين يقصف بيتها فنراها هي من يهون على أطفالها ويرعاهم بعد تشردهم ليكون لها الدور الأبرز في مراكز الايواء في ظل انعدام مقومات الحياة دون خوف".
وأضافت: "المرأة الفلسطينية في غزة تنام وهي تلبس ثوب الصلاة حتى إذا ما قصف بيتها وهي نائمة لا تنكشف لفرق الإنقاذ من رجال الدفاع المدني وتكون مستورة فهي تدرك أنها في اي وقت ممكن أن يقصف بيتها لذا تأخذ احتياطاتها".
وتابعت: "هذه الثقافة من الصمود والنفس الطويل تمنحها الأم الغزية لأطفالها وقبل أطفالها تكون قد عاهدت زوجها الذي خرج إلى ساحات الوغى أن لا تقلق على بيتك فهو في ايدي أمنية ليؤدي دوره على أكمل وجه وهو مطمئن فإن كتبت له الشهاده شفع لها يوم القيامة؛ وان عاد منتصرا فإنه يكمل معها مسيرة الحياة ليؤسسان لمجتمع مقاوم قلما يتكرر في التاريخ الحديث".
واستعرضت الحسنات وهي متزوجة وام لطفلة بعض تضحيات ومهام المرأة الفلسطينية لا سيما خلال الحرب قائلة:" اننا أمام نموذج فريد ريما لن يتكرر والذي كان أحد عوامل صمود الشعب الفلسطيني وانتصار مقاومته فلا يمكن لشعب كهذا فيه هذه المرأة المربية والداعية والمجاهدة الصابرة هذه المرأة التي ودعت أبناءها قبل خروجهم للجهاد؛ لا يمكن لهذا الشعب أن يهزم مهما تكالبت عليه قوى الشر وخذله القريب والبعيد." حسب تعبيرها.
واشادت الإعلامية الفلسطينية بقوة وشجاعة تلك المرأة الفلسطينية التي قالت" ينبغي أن تكون قدوة لنساء العالم وتقلد وسام الشجاعة والصبرة والتضحية على ما قامت وتقوم به من مهمة عظيمة في معركة طوفان الأقصى لا تقل عن المقاتل داخل الأنفاق وفي ساحات الوغى وهي تقاتل وتربي وتعلم وتتضرع إلى الله أن ينصر المجاهدين لتكون بجانب زوجها وشقيقها ووالدها".
التنكر لحقوق الفلسطينيات
من جهته، اتهم أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة المجتمع الدولي بالتنكر لحقوق المرأة الفلسطينية وصمت عن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحقها عشية الثامن من مارس.
وقال القدرة في تصريح مكتوب له:" صمت المجتمع الدولي ساهم في الابادة الجماعية التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات واطفالهن وعائلاتهن يومياَ على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي المدعومة امريكيا واوروبيا".
وكشف ان النساء يشكلن 49% من سكان قطاع غزة معظمهن في سن الإنجاب، مما يفاقم أوضاعهن الصحية والنفسية نتيجة العدوان الاسرائيلي.
وقال القدرة:"المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة تتعرض لاسوأ كارثة انسانية من القتل والتشريد والاعتقال والاجهاض والاوبئة والموت جوعا نتيجة العدوان الاسرائيلي".
واضاف أن "الاحتلال الاسرائيلي قتل نحو 9 الاف سيدة منهن الاف الامهات والسيدات الحوامل والكوادر الصحية".
وأكد وجود 60 الف سيدة حامل في قطاع غزة يعانين من سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة، ونحو 5000 سيدة حامل في قطاع غزة يلدن شهريا في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتشريد.
وطالب القدرة الامم المتحدة بالعمل على وقف فوري للعدوان الاسرائيلي والابادة الجماعية التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية واسرتها.
وحث مؤسسات المرأة حول العالم بالوقوف الى جانب المراة الفلسطينية وتحشيد الطاقات للمطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي.
ودعا المؤسسات الدولية بدعم الاحتياجات المعيشية والصحية والنفسية والاجتماعية للمراة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.