- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
الأخطبوط يتشارك مع الإنسان في جينات متنقلة تفسر الذكاء!
الأخطبوط يتشارك مع الإنسان في جينات متنقلة تفسر الذكاء!
- 16 يوليو 2022, 9:59:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يحوي جسد الإنسان ملايين الخلايا التي تحوي كل واحدة منها على معلومات وراثية هائلة. مجموع هذه المعلومات الوراثية يُسمى جينوم.
يقدّر العلماء أن الجينوم البشري يحوي نحو 3 مليارات "حرف" أو موروث، ولكل إنسان جينوم فريد خاص به. تحفظ الجينات هذه المعلومات بواسطة الحمض النووي المعروف باسم "DNA"، الذي يتألف بدوره من سلسلة من وحدات أساسية.
اجتماع الخلايا التي تحمل المعلومات الوراثية يؤلف الأنسجة. والأنسجة تشكل الأعضاء. والأعضاء تؤلف الإنسان.
تخيلوا الآن أنّه داخل نواة كل خلية حية في أجسامنا آلاف الجينات التي تحمل تعليمات لصنع البروتينات.
من بين الجينات نوع قادر على التحرك والانتقال في أكثر من مكان داخل جينوم الخلية الواحدة. وينجم عن عملية الانتقال هذه تغير في الحمض النووي أو ما يُعرف علمياً باسم "الطفرة". تحدث الطفرات لتُكسب الكائن الحي سمات تساعده على التأقلم في البيئة التي ينمو فيها.
هذه الجينات المنتقلة تُعرف أيضاً باسم الجينات القافزة.
وبحسب العالم فرانسيس كولينز، المشرف على مشروع الجينوم البشري، فإنّ الطفرات تحدث بمعدل طفرة واحدة في كل 100 مليون زوج قاعدي خلال الجيل البشري الواحد. بكلمات أخرى، يحدث لكل إنسان منا نحو 60 طفرة أثناء حياته. هذه الطفرات جميعها أو التغيرات على مستوى الحمض النووي لم تكن موجودة في جينوم الأب أو الأم.
بعد المقدمة أعلاه، ماذا لو علمتم أنّ الأخطبوط يمتلك جينات قافزة كالبشر تماماً. للوهلة الأولى قد تبدو المعلومة ترفاً فكرياً، ولكنها ليست كذلك أبداً بالنسبة إلى كائن حي استثنائي يمتلك دماغاً شديد التعقيد وقدرات إدراكية فريدة من نوعها بين الكائنات اللافقارية.
وأظهر بحث صدر أخيراً في نابولي الإيطالية وجود جينات قافزة في دماغ الأخطبوط، ما قد يفسر سر ذكاء هذه الكائنات التي تثير فضول العلماء منذ عقود من الزمن لقدراتها الغريبة.
وكشف البحث أنّ معظم جينات القفز في جينوم الأخطبوط غير نشطة، محدداً أحد أسباب تطور القدرات المعرفية لهذا الكائن.
وعمل على البحث فريق من 20 باحثاً من جميع أنحاء العالم.
ويشكل البحث دليلاً واضحاً ومباشراً على ظاهرة التطور المتقارب، أي حدوث عملية جزيئية من التطور الجيني في نوعين من الكائنات الحية غير متشابهين وراثياً استجابة لاحتياجات مماثلة.
وما يثير دهشة العلماء أيضاً أنّ قدرات الأخطبوط الإدراكية تتفوق في أحيان كثيرة على قدرات حيوانات فقارية، لذا فإن البحث الجديد قد يساهم في فهم تطور الذكاء الإنساني أيضاً.