الباشا المحام صاحب أول رواية وأول كتاب في السيرة النبوية

profile
  • clock 2 أبريل 2021, 4:00:23 م
  • eye 1007
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ما من مهنة إلا ولها دور تؤديه في المجتمع، ولا يمكن تصور شكل المجتمع دون هذه المهنة، هل نستطيع مثلا تخيل مجتمع ما دون أطباء، أو مهندسين، أو أدباء، أو محامون، بالقطع لا، لأن غياب مهنة واحدة من هذه المهن أوغيرها من الصنائع والحرف يؤدي إلى خلل كبير في بنية المجتمع ونقص شديد، ويعرضه إلى إحتياج  إصلاح ذلك الخلل وسد هذا النقص، من مجتمعات أخرى.

ما قلناه آنفا بديهي جدا، لكننا ذكرناه لنوضح أمرا مهما جدا، وهو رغم الأهمية القصوى للمحامين في أي مجتمع صحي وسليم باعتبارهم  الفئة الراعية للعدل والحق والمدافعة عن المظلومين، إلا أنهم في مصر الحبيبة تخطوا هذا الدور العظيم إلى أدوار أخرى ساهموا فيها وأعطوا الكثير بكفاءة ووطنية  لا نظير لها.

ولنضرب عدة أمثلة سريعة وبسيطة ومباشرة لتبيان الفكرة، في دنيا الأدب والفكر، نجد أن أول رواية فنية مكتملة في تاريخ الرواية العربية هي رواية زينب قدمها حقوقي ومحام مصري وهو الدكتور محمد حسين هيكل،  الشاعرٌ وألاديبٌ والسياسي الكبير، ولد في 20 أغسطس 1888م الموافق 12 ذو الحجة 1305 هـ في قرية كفر غنام في مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، مصر. درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909.

 حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912م، ولدى رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة 10 سنين، كما عمل بالصحافة. 

كان عضوا ًفي لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م. لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عُيِّن هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيراً للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيراً للمعارف مرة ثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأُضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م. فهو محام وأديب ورئيس تحرير ومؤرخ وسياسي ووزير، ليس ذلك فقط، بل الأهم أنه مؤلف أول كتاب وضع في السيرة النبوية وفق منهج علمي حقيقي، وهو كتاب حياة محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كتابه الماتع في منزل الوحي، وهو كتاب فريد  في أدب الرحلات رصد فيه رحلته إلى الحج.

وليس وحده من المحامين الذي له هذا الدور والاسهام، ولكن هناك أيضا عادل كامل المحامي، الذي قدم الرواية المتفردة مليم الأكبر والذي كان يشيد به نجيب محفوظ، وما زال نهر العطاء من المحامين يجري متدفقا، ولنا معه وقفات أخرى إن شاء الله.

التعليقات (0)