عماد عزت يكتب : عن التذوق البصري في النحت المصري

profile
عماد عزت فنان تشكيلي
  • clock 14 أبريل 2021, 11:12:02 ص
  • eye 1739
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقف التاريخ شاهدا علي أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة غنية بقيمتها الفنية وتنوعها في تناولها بمختلف شئون الحياة.

فالفن المصري له طابع مميز تكاد آثارة تنطق به.ونشعر للوهلة الأولى أنه كان هناك قانون موحد تندرج تحته جميع الفنون المصرية القديمة التي كانت مصدر إلهامها . وكانت العقيدة الدينية هي السائدة في ذاك الوقت الذي كان يؤمن بمعتقد البعث والخلود. فالبعث والخلود يعتر  أحد أهم أسباب قيام الحضارة المصرية القديمة.وصف المصريون القدماء بصفة عامه علي أنهم حرفيون أو صناع يعملون بجماعات إما بالرسم أو النحت علي جدران المعابد أو المقابر أو نحت الثماثيل.وتميز أيضا الفنان المصري القديم بالبساطة والوضوح في تصويره علي جدران المعابد أو في تماثيلة النحتية.

فقد نجد التماثيل قد تخلت بالبساطة في كل جزء منها سواء في الشكل العام أو في التفصيلات الصغيرة التمثال.

و أقد أهتم الفنان المصري القديم  أيضا في أعمال بالجد و الوقار و التحفظ في التعبير مع إبراز القوة التي تعطي الشموخ . فقد جعل دائما الرأس متجهة إلي الأمام ناظرا إلي الحياة الآخري بعد البعث من الممات تحقيقا ل عقيدته.

أعتمد المصري القديم في عالمة النحتي علي معمارية هندسية دقيقة مستخدما الخطوط الرأسية المتعامده علي الخطوط الأفقية في بناء عالمة المعماري و النحتي .ففيضان النيل من الجنوب إلي الشمال يتعامد مع شروق الشمس من المشرق إلي المغرب وهما يمثلان الخط الرأسي والخط الأفقي . 

ونجد أيضا التمثال عند المصري القديم يأخذ ثلاثة أوضاع هم :

١- الواقف ك تمثال رمسيس.

٢- جالس بشكل متعامد ك تمثال خفرع.

٣- نائما علي ظهره ك الموجوده علي التوابيت.

كما توفرت السهولة والمتانة في الكتلة المتماسكة الخالية من الفراغات مع وجود الدقة في إحكام الصنعة.

وقد أتجه الفنان المصري القديم إلي التنوع في الشكل حسب المقصود في العقيدة الدينية.فربما كانت واقعية أو تأخذ شكلا خياليا .فقد سبق بهذا الفكر الفنانه المصري القديم عصره بآلاف السنين.

وقد أحتوت أيضا الأعمال النحتية المصرية القديمة علي تجسيد الرؤية الواقعية وأظهرت العلاقات التشريحية للجسم الإنساني في صورة فنية واقعية في تلخيص فني جميل يبتعد عن الفوتوغرافيه.ولكنها تقدم المضمون التعبيري عنه.

ونجد الفنان المعاصر يهتم في وقتنا الحاضر في أعماله النحتية بالتلخيص من التفاصيل بحيث يصبح الشكل النحتي ملخصا ويبرز فيه القيم الجمالية المراد بها دون تفاصيل زائدة تبعد عين المتلقي عن الهدف .

فالخيال عند الفنان المصري القديم جعلة يصنع نحتا يمتزج به حيوانات مع أشكال بشرية لتهدف إلي رمز يقصده مثل تمثال أبو الهول الذي يمثل القوة الممثله في جسم الأسد مع رأس الإنسان الذي يمثل العقل والحكمة.

وقد سعي المصري القديم للتجريد للدمج بين الواقع والخيال في عملا واحد.فكان يجرد بعض العناصر كي يقوي المعنى وتأخذ شكلا أكثر وضوحا. ويزيل الأجزاء التي من الممكن أن تؤثر سلبا فمن هنا لجأ إلي التجريد والتأكيد علي الجوهر.

كما تفرد أيضا بدمج الشكل الهندسي بالشكل العضوي في حلول نحتيه بديعه.



التعليقات (0)