الحرب السيبرانية.. هل تقف إيران خلف الهجمات على المستشفيات الإسرائيلية؟

profile
  • clock 11 نوفمبر 2021, 9:15:48 ص
  • eye 620
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل يومين، أفادت وزارة الصحة الإسرائيلية خلال جلسة استماع عاجلة أمام الكنيست أن مركز "هيليل يافي الطبي" لم يعد إلى عملياته العادية بالكامل بعد حوالي 4 أسابيع من التعرض لهجوم إلكتروني ضخم.

وقال مدير أمن المعلومات والأمن السيبراني في وزارة الصحة الإسرائيلية "روفين إلياهو" للمشرعين في الجلسة التي عقدت لمناقشة الهجمات الإلكترونية المتزايدة على مؤسسات الرعاية الصحية الإسرائيلية: "نحن في حرب عالمية ثالثة إلكترونية"، وأضاف أن إسرائيل توقف المئات من هذه الهجمات كل شهر.

هجوم لم يتبنّه أحد

وكان هجوم 13 أكتوبر/تشرين الأول على "هيليل يافي"، وهو مستشفى رئيسي في بلدة الخضيرة، هو الهجوم الأكثر تطورا وإتلافا بين هذه الهجمات جميعا، مما أدى إلى تعطل وإغلاق جميع أنظمة الكمبيوتر في المنشأة، سواء كانت إدارية أو طبية.

وردت المستشفى بالتدابير الوقائية، وأغلقت جميع أنظمتها الرقمية المحوسبة، والتي تتراوح من أجهزة الأشعة الطبية إلى الأبواب ومرائب وقوف السيارات.

وبالرغم من تكثيف عمليات الإصلاح، لم تُسترجع بعض البيانات المتأثرة بعد وما تزال بعض الأنظمة معطلة.

ولم تحمّل إسرائيل المسؤولية للمتهم الواضح (إيران) ولا حتى بعد هجوم قوي لاحق على مراكز "مور" الطبية التي يديرها أكبر صندوق للعلاج الطبي في إسرائيل "كلاليت"، وهو الهجوم الذي تسبب أيضا في ضرر كبير.

العين بالعين؟

بالرغم أن إسرائيل تجنبت إلقاء اللوم على إيران (فيما يعد فعلا نادرًا) إلا أن إيران تعرضت لهجوم سيبراني قوي على محطات الوقود الخاصة بها في 26 أكتوبر/تشرين الأول، مما تسبب في اضطرابات هائلة في مضخات الوقود في جميع أنحاء البلاد، وظهرت طوابير طويلة من السيارات والسائقين الغاضبين.

وقال خبير سيبراني إسرائيلي لموقع "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "الهجوم الذي تعرضت له إيران تم تنفيذه بلا شك بقدرات دولة. في هذه المرة تم تعطيل نظام إمداد الوقود لكن في المرة القادمة يمكن أن تغلق أنظمة أكثر حيوية مثل الجيش أو الرعاية الصحية أو الشبكات الهامة الأخرى".

ولدى سؤاله عما إذا كان من المعقول أن نفترض أن الهجوم جاء بمثابة "العين بالعين" كانتقام إسرائيلي من الهجوم الذي تعرضت له منشآتها الطبية في وقت سابق من ذلك الشهر، قال المصدر: "من الصعب قول ذلك، ولا يوجد دليل على المسؤولية الإيرانية عن الهجمات على هيليل يافي أو مراكز مور".

ولكن حتى لو كان الأمر كذلك، فمن الصعب معرفة من الذي أطلق الطلقة الأولى في المعارك السيبرانية المشتدة بين إسرائيل وإيران، كما إنه من الأصعب تقييم مآلاتها وما إن كان من الممكن الفوز في هذه المواجهات.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي سابق لموقع ذاته شريطة عدم الكشف عن هويته: "هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن المجال السيبراني ساحة معركة تجريبية تتيح للجانبين الاشتباك مع بعضها البعض دون خسارة أرواح، على الأقل حتى الآن، كما تتيح لكلا الطرفين اختبار قدرات الآخر. وفي هذه الحالة، يبدو كلا الجانبين على دراية بقدرات بعضهما".

تصعيد الحرب السيبرانية


يذكرنا الهجوم على شبكة محطات الوقود الإيرانية بهجوم عام 2020 على ميناء "بندر عباس" والذي نسبته الصحف الأجنبية لإسرائيل وتسبب في شلل تام لأهم ميناء عسكري ومدني في إيران ما أحدث أضرار شديدة في حركة المرور البحري من وإلى إيران.

وقال مسؤول إسرائيلي سابق في الأمن السيبراني: "في حين أن الهجمات السابقة دمرت بنية تحتية استراتيجية وحيوية، فقد كان الهجوم على محطات الوقود مؤثرًا جدا بالنسبة للمواطنين الإيرانيين، وجعلهم يشعرون بعدم اليقين وانعدام الأمن في بلد يعاني بالفعل نتيجة العقوبات والاقتصاد المحاصر".

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، كما لن تتبنَّ أي هجوم سيبراني ضد إيران (ولا حتى الهجوم الشهير للبرمجية الخبيثة ستاكسنت الذي نسبه الإعلام الأجنبي للموساد ووكالة الاستخبارات المركزية وأضر بشدة بأجهزة الطرد المركزي التابعة للمشروع النووي الإيراني).

ومع ذلك، فإن تحليل أحدث هجوم يشير بوضوح لهدف إسرائيل المتمثل في زيادة الفوضى في إيران والاضطرابات بين الشعب وتحريضهم ضد النظام.

وحتى لو لم يتبنَّ طرف ما الهجوم، فمن المهم أن نعرف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" لديه وجهات نظر أكثر عدوانية من سلفه "بنيامين نتنياهو" فيما يتعلق بسياسة إسرائيل تجاه إيران.

وكعضو في مجلس الوزراء الأمني، تحدث "بينيت" عن مفهوم "مخالب القط" أو "أذرع الأخطبوط" التي قدمها في الماضي "نتنياهو"، قائلا إنه إذا كانت إيران رأس الأخطبوط الذي يقوم بتفعيل أذرعه (أي وكلائه) أو القط المتخفي في طهران والذي يمكن لمخالبه أن تمس إسرائيل باستخدام الوكلاء، فيجب على إسرائيل الانتقام من المخ الذي يقف خلف الهجوم وليس من مبعوثيه ومرتزقته على حد وصفه.

وأمر "بينيت" مؤخرا باستثمار المليارات في تعزيز الترسانة العسكرية، بما في ذلك تعزيز سعة مخزون الطوارئ والترقية السريعة للخيار العسكري الذي خططت إسرائيل لاستخدامه ضد البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني قبل عقد من الزمان.

ويبدو أن "بينيت" لم يكن لديه خيار سوى طلب هذه التدابير بمجرد أن اتضح أن الولايات المتحدة تتلكأ وترفض استخدام الخيار العسكري لتدمير طموحات طهران النووية في حال فشلت محاولات إحياء الاتفاق النووي.

ومع تنصيب الرئيس الإيراني الجديد "إبراهيم رئيسي" في أغسطس/آب ضعفت مكابح وتوازنات القيادة في كل من إيران وإسرائيل.

ومع تعثر المفاوضات الدبلوماسية بين إيران والقوى العالمية ومواصلة طهران لعمليات تخصيب اليورانيوم على قدم وساق، فإن كل هذه العوامل تشير إلى أن هذا الوضع الذي يغلي لن يسفر عن خير.

المصدر | بن كاسبيت/المونيتور

التعليقات (0)