الحملة الإعلامية المدعومة من المليارديرات لدعم إسرائيل ومعارضة حماس

profile
ألطاف موتي كاتب باكستاني
  • clock 4 ديسمبر 2023, 6:35:17 م
  • eye 375
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أثار التصعيد الأخير للعنف بين إسرائيل وحركة حماس في غزة جدلاً عالميًا وحربًا إعلامية حول أسباب الصراع وعواقبه. في حين أعرب معظم الناس في جميع أنحاء العالم عن دعمهم أو تضامنهم مع القضية الفلسطينية، فقد تكاتف بعض أغنى الناس في العالم وأكثرهم نفوذا لإطلاق حملة إعلامية مؤيدة لإسرائيل ومناهضة لحماس. 

الحملة الإعلامية، التي تسمى "حقائق من أجل السلام"، هي مشروع بدأه باري ستيرنليخت، قطب العقارات وفاعل الخير اليهودي البارز. وبحسب ما ورد فقد تواصل مع مليارديرات آخرين، مثل إريك شميدت، ومايكل ديل، ومايكل ميلكن، وبيل أكمان، وشيلدون أديلسون لتمويل ودعم الحملة. وتهدف الحملة إلى إنتاج ونشر مقاطع فيديو ومقالات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تصور إسرائيل كضحية لعدوان حماس، وتبرر العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة على أنها دفاع عن النفس وتدخل إنساني. كما تسعى الحملة إلى مواجهة الرواية المؤيدة للفلسطينيين التي تتهم إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وفرض الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني.

الأسباب والدوافع وراء الحملة الإعلامية

ولكن لماذا يتعاون هؤلاء المليارديرات من أجل هذه الحملة الإعلامية؟  وما هي أسبابهم ودوافعهم؟  وما هي دلالات وتأثيرات حملتهم؟ 

وفقًا للمعلومات التي وجدتها، فإن بعض الأسباب والدوافع المحتملة وراء الحملة الإعلامية هي:

- الروابط الشخصية أو المهنية مع إسرائيل أو المجتمع اليهودي:

بعض المليارديرات المشاركين في الحملة هم من اليهود أو من أصول يهودية وقد يشعرون بإحساس الولاء أو التضامن أو المسؤولية تجاه إسرائيل وأمنها. وقد استثمر بعضهم أيضًا في شركات إسرائيلية أو عملوا في مجالس إدارة أو مجالس مؤيدة لإسرائيل وقد يرغبون في حماية أو تعزيز مصالحهم أو علاقاتهم. 

- وجهات النظر السياسية أو الأيديولوجية التي تتماشى مع الموقف الإسرائيلي والمعارضة لتصرفات حماس:

بعض المليارديرات المشاركين في الحملة معروفون بمواقفهم المحافظة أو المؤيدة لإسرائيل ويعتقدون أن إسرائيل حليف للولايات المتحدة ومعقل للديمقراطية في الشرق الأوسط، وأن حماس تشكل تهديدًا لكليهما. كما تبرع بعضهم لمرشحين جمهوريين، وقد يرغبون في التأثير أو إقناع الرأي العام أو صانعي السياسات. 

- المصالح الاستراتيجية أو الاقتصادية التي تستفيد من الحملة الإعلامي المؤيد لإسرائيل والمناهض لحماس: 

يشارك بعض المليارديرات في الحملة في قطاع التكنولوجيا أو التمويل، الذي يتمتع بعلاقات وتعاون قوي مع صناعات الابتكار والأمن السيبراني في إسرائيل أو استثمارات وعمليات كبيرة في إسرائيل أو الشرق الأوسط. قد يرون إسرائيل كشريك أو سوق قيم لأعمالهم، ويريدون تأمين أو تعزيز سمعتها ونفوذها. 

ومع ذلك، فهذه ليست الأسباب الوحيدة أو النهائية، وقد تكون هناك عوامل أو دوافع أخرى غير معروفة أو يتم الكشف عنها علنًا. علاوة على ذلك، ليس كل المليارديرات أو الأفراد الأثرياء يتشاركون نفس الآراء أو الاهتمامات، وقد يكون لدى البعض آراء أو تصرفات مختلفة أو متعارضة فيما يتعلق بهذه القضية. 

دلالات وآثار الحملة الإعلامية

وفقًا للمعلومات التي وجدتها، فإن بعض الدلالات والتأثيرات المحتملة للحملة الإعلامية هي:

- قد اتهمت بعض المنصات ، مثل إكس وفيسبوك ، بمراقبة أو قمع الأصوات والمحتوى المؤيد للفلسطينيين مع السماح أو الترويج للأصوات المؤيدة لإسرائيل. وقد واجه بعض المشاهير، مثل ريهانا وجال جادوت وتريفور نوح، ردود فعل عنيفة أو ثناء على تصريحاتهم أو صمتهم بشأن هذه القضية. 

- قد تؤثر الحملة الإعلامية على معنويات وتضامن ورؤية وشرعية النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة وتؤثر أيضا على استجابة المجتمع الدولي وتدخله في الصراع مثل المساعدات الإنسانية أو الضغط الدبلوماسي أو العقوبات. 

- قد تؤدي الحملة الإعلامية إلى المساس بالمبادئ الصحفية المتمثلة في الدقة والحياد والتوازن والمساءلة. كما قد تعرض الحملة الإعلامية الصحفيين ووسائل الإعلام لمخاطر أو تحديات قانونية أو سياسية أو اجتماعية مثل الدعاوى القضائية أو التهديدات أو المقاطعة.

- قد تحاول الحملة الإعلامية الوصول إلى النساء والأطفال أو جذبهم، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكنها عرض قصص وشهادات النساء والأطفال الذين تأثروا بالنزاع. ومع ذلك، قد تستخدم الحملة الإعلامية أيضا النساء والأطفال كأدوات دعائية للتلاعب بالرأي العام وتبرير الإجراءات الإسرائيلية في غزة باستخدام صور مزيفة أو قديمة أو مضللة لأطفال إسرائيليين يقال إنهم أصيبوا أو قتلوا خلال الهجمات، أو عن طريق مضايقة أو مراقبة أو تضليل النشطاء الشباب الذين يتحدون الرواية المؤيدة لإسرائيل ويرفعون الوعي بالقضية الفلسطينية. 

- بعض المؤسسات الإعلامية والمليارديرات الذين يشاركون في الحملة الإعلامية المؤيدة لإسرائيل والمناهضة لحماس لا يدينون الهجمات الإسرائيلية الوحشية على الأطفال والنساء الفلسطينيين، أو يفعلون ذلك بطريقة محدودة جدا أو مشروطة. وهم يزعمون أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين وأن حماس تستخدم دروعا بشرية وتستغل معاناة شعبها. كما يتهمون وسائل الإعلام الدولية والأمم المتحدة بالانحياز وعدم الإنصاف تجاه إسرائيل. 

إن الحملة الإعلامية التي يقوم بها بعض أغنى وأقوى الناس في العالم لدعم إسرائيل ومعارضة حماس هي مثال واضح ومثير للقلق على كيفية استخدام وسائل الإعلام كسلاح حرب ودعاية. من خلال تصوير إسرائيل كضحية وحماس كإرهابية، ومن خلال إسكات أو تشويه الأصوات والمحتويات المؤيدة للفلسطينيين، قد تخلق الحملة الإعلامية صورة خاطئة ومشوهة لواقع وتاريخ الصراع، وقد تؤثر على الرأي العام وصانعي السياسات للوقوف إلى جانب إسرائيل وتجاهل الحقوق والمظالم الفلسطينية. وقد تؤدي الحملة الإعلامية أيضًا إلى زيادة العنف والبؤس في المنطقة، وقد تمنع إمكانية تحقيق سلام دائم وعادل.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)