- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
الدكتور إبراهيم جلال فضلون يكتب :بصوا العصفورة!
الدكتور إبراهيم جلال فضلون يكتب :بصوا العصفورة!
- 6 نوفمبر 2024, 10:27:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إنه "عمل سياسي على حساب أمن الدولة"، بل إن القرار "يعكس مواصلة نتنياهو مساعيه لإحباط مساعي إعادة المخطوفين".. فالبلدوزر" كان قدومه أولى بدايات انهيار البيت الإسرائيلي، صاحب السقف الزجاجي، وقد رماها بأحد أعمدته الزجاجية "غالانت"، الذي أقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مفاجئ، جراء انهيار الثقة بينهما على خلفية الحرب في قطاع غزة، ليكون وتآكل الثقة الباب المفتوح للانهيارات الداخلية لأنانية نتنياهو، ورُعبه من الشارع الإسرائيلي الذي دعاه غالانت للخروج والتظاهر ضد الحكومة، على عكس ما حدث في مارس/آذار 2022 عندما خرج مئات الآلاف رفضا لإقالة غالانت، لكن ليس ذلك الغريب الأغرب عدم استئذانه، (ماما أميركا)، التي فوجئت في أحلك ظروفها ووسط انتخاباتها الأمريكية، لاسيما أنها بعد فضيحة قضية تسريب وثائق سرية استخباراتية حساسة من أنظمة الجيش بشكل غير قانوني من ديوان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التي هزت المجتمع الإسرائيلي تفاعلا بمنصات التواصل الاجتماعي، وعدّها البعض فضيحة جديدة بينما رآها آخرون لعبة كبرى للإلهاء.. والسؤال من أين بدأت؟، إنها من الداخل الإسرائيلي لرئيس الاحتلال... إيلي فيلدشتاين الذي كان متحدثا بمكتب نتنياهو، وثلاثة من عناصر المؤسسة الأمنية.
الأولى: مثلها غالات الذي يُمثل التيار الراغب في التوصل لاتفاق تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية، وتتحدث عن اهتمام حماس بإتمام صفقة التبادل كان لإعادة بناء قدارتها العسكرية وليس للتخفيف عن المدنيين، والأخرى: عن خطة لتهريب الأسرى عبر محور فلاديلفيا، وهو ما شكك فيه بعض الإسرائيليين، كما عدها زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس" (متاجرة بأسرار إسرائيل) وأنها لعبة لبقاء نتنياهوا في السلطة، وقال: "لا يتعلق الأمر بشبهة تسريب وثائق بل بمتاجرة بأسرار الدولة لأغراض سياسية، فاستخدام معلومات استخبارية دون إذن يتطلب تحقيقا وتوضيحا حتى النهاية.. إذا سرقت معلومات أمنية حساسة وجرى تحويلها إلى أداة في حملة من أجل بقاء سياسي في السلطة فهذا ليس مجرد جريمة جنائية بل وطنية"، حتى عرضها المغردون بوصف – "بصوا (انظروا) العصفورة"- كي ينشغل الجميع في قصة مفبركة، تُغطي على شناعة الجُرم الإسرائيلي في غزة ولبنان والضفة، بدليل تعيين يسرائيل كاتس وزيرا للدفاع بدلا من يواف غالانت واصفا إياه نتنياهو بـ "البلدوزر"، وإنه يجلب معه مزيجا مثيرا للإعجاب من الخبرة الغنية والقدرة التنفيذية.
ومن التحليل الموثق فقد كان وزير الدفاع المقال الأكثر استقلالية داخل الحكومة في كل القضايا تقريبا، بينما كاتس الذي حل محله "ضعيف وتم تهميشه جدا خلال الحرب، رغم أنه كان وزيرا للخارجية".
إن الاحتلال يلفظ أنفاسه الأخيرة ويتعمد نشر تسريبات من أجل إقناع العالم بأن هذه التسريبات تسببت بضغط داخلي وهي سبب إنهاء الحرب، بل دليلاً للعالم المزيف بمجلس الأمن والأمم المتداعية أن نتنياهو يلعب بالنار بديوانه الداخلي لأجل السلطة، فالحرب ستبدأ باعتقال المقربين من نتنياهو الذين يمتلكون أسرار الغرف السوداء"، ليسكنها من سينفرد بكل القرارات تقريبا شخص واحد يخشي الاعتقال، أو الاغتيال (كما حدث لحكام من العرب- رحمهم الله-) أو السجن، أو الموت الشنيع كشارون السفاح.. لتشتعل إسرائيل بنيران الشعب الذي أسكب طمع ورُعب الـ (نتن ياهو) الزيت على النار...