الدكتور رؤوف رشدي يكتب عن موكب المومياوات

profile
  • clock 6 أبريل 2021, 8:43:12 م
  • eye 844
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اذ فجأة ... استيقظت الدولة العميقة بعد ٦٠ سنة من البيات الاداري و التراخي التحصيلي و السبات التنظيمي و اختارت السنة اللي تفشي فيها الوباء ( حيث مافيش شغل و لا فلوس) لكي تعيد هيكلة المتحصلات و تنبش في دفاترها القديمة و تخطط لتعظيم مواردها النحيلة من جيب المواطن المتهالك بعد ان اخفقت المشروعات القومية العملاقة في جني العملة الصعبة و انهارت السياحة تحت ضربات الكورونا

و بينما حكومات العالم الديموقراطي -في ظل الجائحة- ترفق بمواطنيها و تؤجل سداد المديونات و تخفف الضرائب بل و تدعمهم باعانات مالية شهرية كنا نحن هنا نصرخ من تكاليف علاج الكوفيد و نشتكي من  زيادة رسوم الخدمات الحكومية و نتألم من زيادة رخص تجديد السيارات و نعاني من اختراع ضرائب و دمغات جديدة و ننهار من قرار خفض فوائد الودائع بالبنوك

اختارت العميقة هذا العام بالذات (عام الرمادة) لتمنحنا مهلة للملصق الاكتروني و مهلة للتصالح علي عشة الفراخ اللي فوق السطوح و مهلة لتسجيل المنازل بالشهر العقاري و استخراج رقم قومي للعقار و مهلة للتسجيل في المنظومة الالكترونبة للضرائب و مهلة لتقديم الاقرار الضريبي العقاري و مهلة لدفع متاخرات الكهرباء و مهلة لدفع متاخرات المياة ...

و كأن هناك سباقا محموما لدخول موسوعة التحصيل الحكومي للارقام القياسية يجب ان نفوز فيه بالمركز الاول 

و بينما كنا نوفر المال لشراء الكمامات و الكحول و الديتول و دفع مبالغ التصالح و مصاريف الملصق الاكتروني 

و بينما هناك مريض كورونا في كل اسرة 

و طالب حيران في مستقبل امتحاناته في كل اسرة 

و فرد فقد عمله في كل اسرة

و كهل انكمشت فوائد مدخرات البنوك لديه في كل اسرة

كان علينا ان نسابق الزمن لكي نلحق بتلك المهل السابقة  و نلقي بانفسنا في زحام العدوي بالشهر العقاري (و ما ادراك ما الشهر العقاري)  لكي نتفادي نفاد المهل و دفع الغرامات و المستحقات و الدمغات و المستنقعات 


اننا اذ نتوسل (بل و نتسول) فقط مهلة صغيرة للراحة من هذه المهل نحمد لله الذي بيده فقط سبحانه و تعالي ان يحنو علينا

فان تضاءلت احلامنا في العيش بكرامة

فهو برحمته قادر  ان نموت بدون بهدلة 

التعليقات (0)