الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: لحم المسجد الأقصى مُرٌّ والقدر يسوق العدو الصهيوني إلى مذبحه

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 6 أبريل 2023, 8:45:41 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تأملت في قول الله  تعالى عن بني يهود: (فَلَمّا زَاغُوا أزاغ الله قلوبهم) فعلمت أن الله نزع من قلوبهم الفهم وفقه الحال ليسوقهم إلى مذبحهم ، فبني صهيون عاشوا يَرَوْن سَطْوة فرعون وقهره لهم بقوته وقدرته ، حتى أنه عشعش على قلوبهم وظنّوا أن الحياة مادة ، وأن الواقع فقط هو المُقام الدائم، وكلّ ما يدور من غيبيات ومستقبل ، فلا طريق له في قلوبهم.

عاش الصهاينة تُعَشْعِشُ على قلوبهم المادة ، وأخرجهم الله من قهْر فرعون وإذلاله لهم ، فبدلاً من أنْ يشعُروا بالمظلومين وينصرونهم، إذا بهم يَتَقَمَّصُون حال فرعون ويمارسون دوره في إذلال الشّعوب وقهرها كما كان يُفْعَلُ بهم ، وهذا بالطبع مخالف للفطر السليمة المظلومة ، إذ أن المظلوم يكون من أكثر الناس شعورا بالمظلومين ، وهذا كُلّه بسبب اعتقادهم بأن السيادة للمادة ، ولا يعتقدون بتداول الأيام بين الناس ، ولذلك رأينا أنّ الله عز وجل بعلمه بطبائعهم كان يقهرهم على الأشياء قهراً بالمادة وليس بسبب روحانياتهم ، ولذلك عندما أعطاهم التوراة رفع فوقهم الجبل كانه ظلّة ، كأنه يريد أن يخسف بهم ، ولولا ذلك ما أخذوها.

واليوم الإحتلال ومستوطنيه لا زالوا على نهج اجدادهم ويظنون أن المادة هي الغالبة ، فيقتحمون المسجد الاقصى كل ليلة ، ويعتدون على الحرائر من بنات المسلمين ، ويعربدون في المسجد الأقصى ويعتقلون الشباب ، ولا يلْتكعون لكل النداءات والاستنكارات من حولهم ، وذلك لاعتقادهم أنهم من يملك المادة ، وأنهم هم الاقوى.

إنّ هذا الفكر العقيم الذي يفكر به الصهاينة إنما هو من اكثر ما يُبَشِّر بأن نهايتهم وشيكة ، فهم لا يرون السّخط عليهم ومن حولهم ، فهم محجوبون عن فهم هذا ورؤيته ، وهم بخضوع حكام العرب لهم يظنون أنهم يملكون ، ولا يعرفون أن الصّخرة بدأت تهتز وتتخلخل من تحتهم ، وأنها توشك ان تتفتْفت فيسقطوا جميعاً ، ويأذن الله بزوالهم.

إن أمّتنا يجب أن تعلم أن قهر هذا العدو لا يحتاج إلا إلى همّة وعزيمة تفوق المادة التي يعتقدون ، وإن قهرهم إنما يكون باستمطار المدد من رب الارض والسماء فهو الذي خلقهم ويعرف طبائعهم ، وإن الإعتصام به وحدة مع إعداد العدّة وبذل الطاقة ، لهو الطريق الوحيد لقهرهم ، وقد دلّت القرائن أن هذا العدو يعيش آخر أيامه فمن أحسن الإدارة والتخطيط مستمدا قوته وعزيمته من عند الله ، فلا شك أنه هو من يقطف الثمرة وينال قهر هذا العدو ، وإن مقاومتنا نعتقد بأنها ستحقق ذلك ، فهي إلى الآن تُحسن التخطيط وإدارة المعركة وبإذن الله ستقهر هذا العدو بإرادة شعبنا وصلابته ، ورباطة جأشه واعتكافاته في المسجد الأقصى المبارك دون تواني او تلكؤ.
سننعم قريباً بتحرير أقصانا بإذن الله

التعليقات (0)