الدليل الإحصائى DSM5 و أهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطراب طيف التوحد وفقا للمعايير الجديدة

profile
د. حبيبة بن مديوني أخصائية علم النفس الاكلينيكي وتعديل السلوك
  • clock 26 أبريل 2021, 8:26:13 م
  • eye 1293
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ويحتوي الدليل على عدد من الحالات مقارب للحالات المرضية في الدليل الرابع.
وتتضمن التغييرات الكبيرة في عدد من الحالات المحددة مثل:



التوحد:
لدينا الآن تشخيص واحد هو اضطراب طيف التوحد. وهو يتضمن أربعة تشخيصات سابقة وهي-
التوحد
اضطراب أسبرغر
اضطراب الطفولة الانحلالي
اضطراب النمو المتعمم غير المحدد بشكل آخر.
ويتصف اضطراب طيف التوحد : أولاً: بنقص في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي . ثانياً:بمحدودية وتكرار السلوك والاهتمامات والنشاطات. وإذا لم يتوفر وجود الصفات السلوكية المذكورة في البند الثاني فإن التشخيص هواضطراب في التواصل الاجتماعي وليس طيف التوحد.

أهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطراب التوحد وفقا للمعايير الجديدة بالدليل الإحصائى DSM5 :
استخدام تسمية تشخيصية موحدة (Single Diagnosis):
تضمنت المعايير الجديدة توظيفا لمسمى موحد هو “اضطراب طيف التوحد- Autism Spectrum
 (Disorder (ASD” حيث يتضمن هذا المسمى كلا من ” اضطراب التوحد، ومتلازمة أسبرجر،
والاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة و اضطراب التفكك الطفولي (والتي كانت فئات أو
اضطرابات منفصلة عن بعضها البعض في الطبعة الرابعة المعدلة من DSM) حيث تم تجميعها في
فئة واحدة دون الفصل بينها. كما وتضمنت المعايير الجديدة اسقاط متلازمة ريت من فئة اضطراب
طيف التوحد. ولعل التعليل الذي تم تقديمه من قبل لجنة إعداد هذه المعايير الجديدة يكمن في أن هذه
الفئات أو الاضطرابات لا تختلف عن بعضها البعض من حيث معايير تشخيصها وانما اختلافها يكمن
في درجة شدة الأعراض السلوكية، ومستوى اللغة، و درجة الذكاء لدى أفرادها. لذا، فإن الدليل قد
عمد إلى جمعها في فئة واحدة لاتختلف في آلية تشخيصها.
كما وأن اللجنة تبرر اسقاط متلازمة ريت
لكونها متلازمة جينية قد تم اكتشاف الجين المسبب لها. كما أن الدليل قد فرض على المشخصين
تحديد ما يعرف بمستوى الشدة (Level of Severity) و التي يتم بناء عليها تحدد مستوى ونوع
الدعم الخدمي و التأهيلي (Level of Support) الذي يجب العمل على تقديمه لتحقيق أقصى درجات
الاستقلالية الوظيفية في الحياة اليومية.
٢. التشخيص استند على معيارين أثنين بدلا من ثلاثة معايير :
تضمنت المعايير الجديدة الاستناد إلى معيارين أثنين في عملية التشخيص بدلا من المعايير الثلاثة
التشخيصية التي كانت مستخدمة من قبل الطبعة الرابعة المعدلة. حيث تتضمن المعايير الجديدة
التشخيص وفقا لمعياري القصور في التواصل الاجتماعي (Social Communication) و التفاعل
الاجتماعي (Social Interaction)، و الصعوبات في الأنماط السلوكية و الإهتمامات و الأنشطة
المحدودة و التكرارية و النمطية . ويكمن الفرق هنا عن الطبعة الرابعة المعدلة، في أن الطبعة المعدلة
كانت تستخدم معيارا ثالثا وهو القصور النوعي في التواصل.
عدد الأعراض التي يتم التشخيص بناء عليها (Number of Diagnostic Symptoms) :
تضمنت المعايير الجديدة ما مجموعه ٧ أعراض سلوكية موزعة كما يلي:
٣ أعراض في المعيارالأول
و ٤ أعراض في المعيار الثاني. وعلى العكس من ذلك، فقد استخدمت المعايير القديمة ١٢
عرضا سلوكيا موزعة على شكل ٤ أعراض سلوكية لكل معيار تشخيصي.
الصعوبات المستمرة في استخدام النشاط الاجتماعي من التواصل اللفظي وغير اللفظي كما يتضح من كل ما يلي:
العجز في استخدام الاتصالات لأغراض اجتماعية، مثل التحية وتبادل المعلومات، وبطريقة غير مناسبة للسياق الاجتماعي.
2. ضعف القدرة على تغيير الاتصالات لمطابقة السياق أو احتياجات المستمع، مثل التحدث بشكل مختلف في أحد الفصول من في الملعب، والحديث بشكل مختلف لطفل من لشخص بالغ، وتجنب استخدام لغة رسمية أكثر من اللازم.
3. الصعوبات التالية قواعد للمحادثة ورواية القصص، مثل يتناوبون في المحادثة، إعادة صياغة عندما يساء فهمه، ومعرفة كيفية استخدام الإشارات اللفظية وغير اللفظية لتنظيم التفاعل.
4. صعوبات في فهم ما لم ينص صراحة (على سبيل المثال، مما يجعل الاستدلالات) والمعاني nonliteral أو غامضة من لغة على سبيل المثال ( التعابير،والاستعارات والمعاني المتعددة التي تعتمد على السياق لتفسير).
العجز المستمر في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي عبر سياقات متعددة وذلك من خلال ما يلي، والتاريخ حاليا أو من قبل (أمثلة توضيحية وليست شاملة) :
1. Deficitis في المعاملة بالمثل الاجتماعية والعاطفية، التي تتراوح، على سبيل المثال، من نهج اجتماعي غير طبيعي وفشل محادثة عادية ذهابا وإيابا؛ إلى انخفاض تقاسم المصالح، والعواطف، أو تؤثر؛ إلى الفشل في بدء أو الرد على التفاعلات الاجتماعية.
2. العجز في السلوكيات غير اللفظية الاتصالية المستخدمة في التفاعل الاجتماعي، تتراوح، على سبيل المثال، من التواصل اللفظي وغير اللفظي مندمج بفعالية؛ إلى تشوهات في العين الاتصال ولغة الجسد أو العجز في فهم واستخدام الإيماءات؛ إلى انعدام تام من تعابير الوجه والتواصل غير اللفظي .
3. العجز في تطوير وصيانة وعلاقات التفاهم، تتراوح، على سبيل المثال، من صعوبات في التكيف السلوك لتناسب السياقات الاجتماعية المختلفة؛ إلى صعوبات في تقاسم شاحب الخيال أو في تكوين صداقات؛ لعدم وجود مصلحة في أقرانه. تحديد شدة الصعوبات الحالية
ويستند شدة الصعوبات على ضعف التواصل الاجتماعي وأنماط متكررة محدود من السلوك .
B. بمحدودية الأنماط السلوكية وتكرارها، والمصالح، أو الأنشطة، كما تجلى من قبل اثنين على الأقل من العناصر التالية، حاليا أو من قبل التاريخ (أمثلة توضيحية ):
1. حركات نمطية متكررة أو الحركية، واستخدام الكائنات، أو خطاب (على سبيل المثال، النمطية بسيطة موتور، يصطفون اللعب أو التقليب الكائنات، لفظ صدوي، والعبارات الفقهي).
2. الإصرار على التماثل، والالتزام غير مرنة إلى إجراءات، أو أنماط السلوك غير اللفظي شكلية أو اللفظي (مثلا، الضيق الشديد في التغييرات الصغيرة، صعوبات مع التحولات، وأنماط التفكير الجامدة والطقوس المعايدة، وتحتاج إلى اتخاذ نفس الطريق، أو يأكل من الطعام كل يوم).
3. محدود للغاية، تركز اهتمامها المصالح التي هي غير طبيعية في كثافة أو التركيز (على سبيل المثال، ارتباط قوي في أو الانشغال مع كائنات غير عادية، مقيدة بشكل مفرط أو مصلحة مواظب).
4. فرط أو hyporeactivity إلى المدخلات الحسية أو مصالح غير عادي في الجوانب الحسية من البيئة (على سبيل المثال، لا مبالاة واضحة للألم / درجة الحرارة، والاستجابة السلبية للأصوات أو القوام محددة، والإفراط في شم أو لمس الأجسام، سحر البصرية مع أضواء أو حركة).
ويستند شدة على ضعف التواصل الاجتماعي وبمحدودية الأنماط السلوكية وتكرارها
C. الأعراض موجودة في فترة النمو المبكر (ولكن قد لا تصبح واضح تماما حتى يتجاوز المطالب الاجتماعية قدرات محدودة، أو قد تكون من قبل ملثمين استراتيجيات المستفادة في الحياة في وقت لاحق).
D. الأعراض تسبب ضعف هامة سريريا في المجالات الاجتماعية والمهنية، أو أخرى هامة من الأداء الحالي.
E. هذه الاضطرابات تظهر بشكل أفضل من خلال إعاقة ذهنية (اضطراب النمو الفكري) أو تأخر في النمو العالمي. الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد كثيرا ما تتزامن؛ لجعل التشخيصات المرضية من اضطراب طيف التوحد والإعاقة الفكرية، يجب أن يكون التواصل الاجتماعي أدناه هو متوقع بالنسبة لمستوى النمو العام.
ملاحظة: يجب أن تتاح للأفراد معرفة راسخة ب DSM-IV تشخيص التوحد اضطراب، اضطراب اسبرجر، أو اضطراب النمو المتفشي لا ينص على خلاف ذلك تشخيص اضطراب طيف التوحد. الأفراد الذين وضعت علامة العجز في التواصل الاجتماعي، ولكن الذي ذكر أعراض لا تفي إلا معايير لاضطراب طيف التوحد، وينبغي تقييم اضطراب التواصل الاجتماعي (عملي).
تحديد ما إذا: مع أو بدون مرافقة القصور الفكري مع أو بدون ضعف اللغة المصاحبة يرتبط مع حالة طبية أو وراثية معروفة أو العامل البيئي
ملاحظة: استخدام تعليمات برمجية إضافية لتحديد الحالة الطبية أو الوراثية المرتبطة بها.) يرتبط اضطراب النمو العصبي والعقلي، أو سلوكية أخرى
يمثل الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات الذهنيةDiagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders(DSM)والذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكيةAmerican Psychiatric Association المرجع الأول في العالم في تصنيف الأمراض الذهنية والنفسية والتواصلية، حيث يتم استخدامه في جميع أنحاء العالم من قبل الاطباء والباحثين، فضلا عن شركات التأمين وشركات الادوية وصانعي السياسات، والذي تم نشره لاول مرة في عام 1952، ويتم تعديله أو تنقيحه أو اصدار نسخة جديدة منه كل عشرة سنوات تقريباً اعتماداً على ما يستجد من دراسات وابحاث.
ولقد حظي اضطراب التوحد كغيره من الاضطرابات بنصيب كبير في هذا الدليل على مدى سنوات اصداره من التعديل والتنقيح والاضافة، وفي عام1977 أقرت منظمة الصحة العالمية ولأول مرة اعتبار اضطراب التوحد فئة تشخيصية، وفي عام 1980 صنف التوحد ضمن الاضطرابات الانفعالية الشديدة، وفي نفس العام قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بإصدار الدليل الإحصائي التشخيصي الثالث للاضطرابات الذهنية حيث تبنت فيه الأعراض الثلاثة الرئيسية المميزة لاضطراب التوحد التي ذكرها روترفي عام 1978 وهي إعاقة في العلاقات الاجتماعيـة، وتأخر في النمو اللغوي، وسلوك استحواذي أو إصرار على التماثل،ومنذ تلك السنوات قطع الباحثون شوطاً كبيراً في مجال البحث والدراسات والتعرف على الأسباب التي لازال يعتريها الغموض والبحث عن سبل التشخيصالدقيق، لما لذلك من أهمية في تحديد البرنامج العلاجي المناسب للطفل والاسرة.
وفي عام 1994 اصدرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الدليل الإحصائي التشخيصي الرابع والذي تم اجراء بعض التعديلات عليه باصدار جديد ومنقح عام 2000 اطلقت عليه الجمعية الأمريكية للطب النفسي الدليل الإحصائي التشخيصي الرابع المعدل والذي لم تكن فيه اختلافات جوهرية فيما يخص اضطراب التوحد عدا فيما يخص الاعاقة النمائية غير المحددة. وقد أشارت رابطة الطب النفسي الأمريكية في الدليل التشخيصي الإحصائي الثالث والرابع والرابع المعدل إلى أن التوحد يصنف تحت مسمى الاضطرابات النمائية المعقدة، هذا الاتجاه له الكثير من المؤيدين من العلماء والباحثين.
وفي عام 2013 وتحديداً في شهر مايو أصدرت الجمعية الامريكية للطب النفسي الدليل الاحصائي التشخيصي الخامس DSM5 والذي احتوى على تعديلات جوهرية في تشخيص التوحد قد تسهم الى حد ما في توضيح ابعاد هذا الاضطراب من ناحية وقد تخلق صعوبات تشخيصية للمختصين وأولياء الامور من ناحية أخرى، وقد شملت هذه التغيرات اولاً على الاكتفاء بمصطلح اضطراب طيف التوحد وإلغاء التصنيفات السابقة والمذكورة في الدليل الإحصائي التشخيصي الرابع والرابع المعدل وهي (اضطراب التوحد، ومتلازمة اسبرجر، ومتلازمة رت، واضطراب الطفولة التراجعي، والاعاقة النمائية غير المحددة)، وذلك لانه جميع هذه الاضطرابات تشترك بأعراض اساسية واحدة ولكن بدرجة متفاوتة من الشدة، وبناءً على ذلك إرتأت الجمعية الأمريكية للطب النفسي اعتبارها اضطراب واحد بطيف واسع تحدده مستويات الشدة.
كما اشتملت التغيرات على إلغاء مصطلح الاضطرابات النمائية الشاملة أو المتداخلة السابقة الذكر وتضمين المصطلح الجديد في الاضطرابات النمائية العصبية، وجميعها تحمل مسمى تشخيصي واحد وهو اضطراب طيف التوحدAutism Spectrum Disorderباستثناء متلازمة رت والتي تم فصلها عن الاضطرابات النمائية العصبية باعتبارها اضطراب جيني، فضمت القائمة الجديدة للاضطرابات النمائية العصبية الاعاقات التالية: الاعاقات الذهنية (اضطراب نمائي ذهني) واضطرابات تواصل (اضطرابات لغة، اضطرابات كلام، اضطرابات طلاقة، واضطراب التواصل الاجتماعي وأضطراب فرط الحركة وقلة التركيز واضطراب التعلم المحدد واضطراب طيف التوحد والاضطرابات الحركية .
تم فصل متلازمة ريت عن اضطراب طيف التوحد على اعتبار ان سلوكات اضطراب طيف التوحد ليست بارزة بشكل خاص في المرضى الذين يعانون من متلازمة ريت باستثناء فترة وجيزة أثناء التطوير، وعادة ما يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد من خلال المظاهر السلوكية وليس المسببات لذا كان من الطبيعي فصل متلازمة رت، والمرضى الذين يعانون من متلازمة رت والذين لديهم بعض أعراض التوحد يمكن وصفهم بانهم يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهنا ينبغي على الأطباء والاخصائيين النفسيين استخدام محدد وراثيأ وطبي للإشارة للأعراض المرتبطة بمتلازمة ريت.
كما تم دمج معايير تشخيص اضطرابات طيف التوحد والاكتفاء بمعيارين جديدين فقط هما المعيار الاول معيار التواصل الاجتماعي والتفاعل والمتمثل بعجز واضح في التواصل والتفاعل الاجتماعي في سياقات متعددة، يظهر في الفترة الحالية للتشخيص او فترات سابقة في مراحل تطورية سابقة،والمعيار الثاني هو معيار محدودية الأنشطة والسلوكات النمطية والمتمثلة بسلوك نمطي ومتكرر ومحدودية في الاهتمامات والنشاطات.
يلاحظ على الدليل الاحصائي التشخيصي الخامس عدم تطرقه لبعض الخصائص التي تطرقت اليها معظم ادوات التشخيص كاللعب التخيلي واللعب الرمزي والتقليد والصعوبات السلوكية، كما ان دمج الاضطرابات النمائية في اضطراب طيف التوحد والاكتفاء بمستوى شدة الاعاقة قد يخلق مشكلة لدى المختصين.
وفي معرض شرحها للمبررات أكدت جمعية الطب النفسية الامريكية ومن خلال مراجعتها للابحاث والدراسات على عدم مصداقية تشخيص الاعاقات النمائية الشاملة السابق ووجود ثبات في تشخيص اضطراب التوحد عالي القدرات ومتلازمة اسبرجر، والتداخل الحاصل بين متلازمة اسبرجر والاعاقة النمائية غير المحددة، اضافة إلى مناسبة استخدام بعض التشخيصات عن غيرها كاعتبار تشخيص الاعاقة النمائية المحددة اضطراب عصبي نمائي متوسط او بسيط، كما لاحظت عدم المصداقية في تشخيص بعض الاضطرابات المتضمنة في الاعاقات النمائية الشاملة كاضطراب الطفولة التراجعي.

التعليقات (0)