-
℃ 11 تركيا
-
22 أبريل 2025
الدليمي لـ"180 تحقيقات": تصريحات “ليبرمان” تعكس حالة التوتر والانقسام داخل إسرائيل
7 أكتوبر... انهيار أمني واستراتيجي غير مسبوق
الدليمي لـ"180 تحقيقات": تصريحات “ليبرمان” تعكس حالة التوتر والانقسام داخل إسرائيل
-
21 أبريل 2025, 4:38:31 م
-
471
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
قال الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي عميد كلية الاعلام الاسبق جامعة بغداد إن تصريحات أفيغدور ليبرمان تعكس حالة التوتر والانقسام الشديدين داخل المجتمع الإسرائيلي، وتدل على تفاقم الانقسامات الداخلية حيث يشير تحذير ليبرمان من اغتيال سياسي إلى عمق الانقسامات السياسية والاجتماعية في إسرائيل، وتصاعد حدة الخطاب السياسي، وفقدان الثقة بالقيادة حيث تعكس تصريحاته فقدان جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي الثقة في القيادة الحالية، وخاصة بنيامين نتنياهو، وتنامي الشعور بالإحباط والغضب، ناهيك عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي حيث يوضح ليبرمان كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة لتصاعد الخطاب العنيف والتحريض، مما يزيد من حدة التوتر في المجتمع. كذلك الخوف من عدم الاستقرار وهذا ما عبرت عنه هذه التصريحات عن الخوف من انزلاق إسرائيل إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتكرار سيناريوهات العنف السياسي التي شهدتها في الماضي.
7 أكتوبر... انهيار أمني واستراتيجي غير مسبوق
وأكد الدليمي في حديث خاص لـ"180 تحقيقات" أما بالنسبة لأحداث السابع من أكتوبر، فقد كشفت عن عدة نقاط مهمة منها هشاشة المنظومة الأمنية كما أظهرت الأحداث فشلًا ذريعًا لمنظومة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، التي كانت تعتبر من بين الأقوى في العالم كذلك أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة وواسعة النطاق، وتحدي التفوق العسكري الإسرائيلي. إضافة إلى تأثير الصدمة العميقة التي تركتها الأحداث في المجتمع الإسرائيلي، وزعزعت الشعور بالأمن الذي كان سائدًا. حيث دفعت الأحداث إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والعسكرية، وإعادة النظر في تعاملها مع القضية الفلسطينية.كما أظهرت الأحداث مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على إلحاق الخسائر بالاحتلال، وإثبات وجودها على الرغم من الحصار والظروف الصعبة.
النتائج الميدانية: المقاومة تفرض واقعًا جديدًا
وتابع: بشكل عام، يمكن القول إن أحداث السابع من أكتوبر كشفت عن هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وأظهرت قدرة المقاومة الفلسطينية على إحداث صدمة استراتيجية، وأدت إلى تصاعد الانقسامات الداخلية في إسرائيل و من ناحية اخرى يحمل هذا التحول الخطير أبعادًا سياسية واستراتيجية مهمة، ودلالات تصريحات ليبرمان، تؤكد فشل الاحتلال مقابل صمود المقاومة، وما كشفته أحداث 7 أكتوبر عن هشاشة كيان الاحتلال.
قراءة تحليلية ودلالات تصريحات أفيغدور ليبرمان
وأكد أنه حول احتمالية وقوع اغتيال سياسي في إسرائيل تعبّر عن أزمة داخلية غير مسبوقة في بنية النظام السياسي والمجتمعي الإسرائيلي، ويمكن تلخيص دلالاتها في النقاط التالية:
تصاعد الانقسام الداخلي فإسرائيل تشهد انقسامًا حادًا بين التيارات السياسية، خاصة بين اليمين المتشدد والمعسكرات الليبرالية والعلمانية. هذا الانقسام بات ينذر بصدام داخلي، سياسي أو حتى عنيف.
تآكل الثقة بقيادة نتنياهو وهذا ما اكدته تصريحات ليبرمان التي تعكس فقدان عدد كبير من السياسيين الإسرائيليين الثقة في حكومة نتنياهو، خصوصًا بعد فشلها في منع أو توقع عملية 7 أكتوبر.
تأثير الإعلام ووسائل التواصل: تصاعد الخطاب العنيف على المنصات الرقمية يهدد بتحول الخطاب من تحريض إلى فعل، كما حدث في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق “إسحاق رابين”.
تكرار سيناريوهات تاريخية: استدعاء صورة “الاغتيال السياسي” لا يتم عبثًا في إسرائيل، بل هو مؤشر على أن المناخ السياسي يشبه مناخ ما قبل اغتيال رابين في 1995
وقال إن تقييم دقيق لما حدث في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ يؤكد فشل الاحتلال وانتصرت المقاومة في إطار عملية “طوفان الأقصى”، حيث شكّلت ضربة استراتيجية وأمنية قاصمة للاحتلال. ويمكن فهم الفشل الإسرائيلي والانتصار النسبي للمقاومة عبر:
فشل استخباراتي غير مسبوق: رغم امتلاك الاحتلال أجهزة استخبارات متطورة (مثل الشاباك وأمان والموساد)، إلا أن المقاومة نجحت في التخطيط والتنفيذ دون أن تُكشف.
كسر هيبة الردع الإسرائيلي: لأول مرة منذ عقود، يتم اختراق السياج الحدودي ومهاجمة مستوطنات وتجمعات عسكرية بعمليات نوعية، ما شكل صدمة للرأي العام الإسرائيلي.
نجاح المقاومة في توجيه رسائل سياسية وعسكرية: العملية أكدت أن المقاومة ليست مجرد جهة محاصرة، بل قادرة على المبادرة والتأثير في المعادلة الإقليمية.
تآكل صورة “الجيش الذي لا يُقهر”: سقطت هذه الأسطورة حين ظهرت مشاهد الجنود الفارين والمدنيين في حالة رعب، ما شكل إحراجًا داخليًا وخارجيًا لإسرائيل.
وتابع: وكشفت أحداث 7 أكتوبر عن هشاشة الاحتلال فالعملية لم تكن فقط عملية عسكرية، بل كشفت عمق الهشاشة الداخلية في إسرائيل:
ضعف المنظومة الأمنية والسياسية: تداخل المصالح الشخصية، وتخبط الحكومة في التعامل مع الأحداث، كشف أزمة قيادة عميقة.
المجتمع الإسرائيلي هش وممزق: حالة الهلع الجماعي، ونزوح المستوطنين من مناطق الجنوب والشمال، أظهرت أن الجبهة الداخلية غير محصّنة.
تراجع الحاضنة الدولية: رغم الدعم الغربي، إلا أن المجازر في غزة زادت من عزلة إسرائيل دوليًا، وأثارت موجة تعاطف غير مسبوقة مع الفلسطينيين.
انكشاف محدودية القوة العسكرية: رغم استخدام الاحتلال لأقصى درجات العنف، فشل في تحقيق أهداف حاسمة، مما أعاد النقاش حول فاعلية الحل العسكري.
واختتم حديث من وجهة نظرنا لم تكن تصريحات ليبرمان مجرد تحذير عابر، بل دلالات ومؤشر على تغيرات وزلازل ستضرب العمق بداخل الكيان الصهيوني، وهي في جوهرها تعبير عن حالة فشل سياسي، وعسكري، وأخلاقي. في المقابل، أثبتت المقاومة قدرتها على المبادرة والتأثير، وأنها باتت فاعلًا استراتيجيًا لا يمكن تجاوزه في الصراع، مما يغيّر معادلات المنطقة بأكملها.









