- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
"الدولار التركي".. أداة أردوغان المفاجئة التي رفعت الليرة
"الدولار التركي".. أداة أردوغان المفاجئة التي رفعت الليرة
- 24 ديسمبر 2021, 9:06:21 ص
- 588
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نجحت قرارات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الأخيرة في تعزيز الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي حيث استعادت الليرة 29% من قيمتها في يوم واحد.
ولطالما أصر "أردوغان" على خفض أسعار الفائدة. وبالفعل بدأ البنك المركزي منذ أغسطس/آب في تنفيذ سلسلة من التخفيضات التي أدت إلى تراجع سعر الفائدة إلى ما دون معدل التضخم مما دفع المستثمرين الأتراك إلى التخلص من الليرة وتحويلها إلى العملات الأجنبية.
ويبدو أن قرار "أردوغان" بتحويل الليرة إلى أداة استثمارية مقومة بالدولار، قد وضع حدًا للذعر الذي أصاب الأسواق.
وتقدم الأداة الجديدة، التي يطلق عليها البعض "الدولار التركي"، حلاً استثنائيا، حيث شجعت المستثمرين على تحويل عملاتهم الأجنبية إلى الليرة من أجل الحصول على الفائدة، مع الوضع في الاعتبار أن الحكومة ستعوضهم عن أي فروق في الصرف عندما يحين أجل الاستحقاق.
وقال وزير المالية التركي "نور الدين نباتي" في بيان إن الأداة الجديدة سيكون لها أجل استحقاق 3 أو 6 أو 9 أو 12 شهرًا، وأن المستثمرين الذين يسحبون أموالهم قبل انتهاء المدة المحددة سيحصلون فقط على مدخراتهم بدون تعويض عن فروق الصرف.
وأزالت هذه الأداة حاجة المستثمرين الأتراك إلى الاحتفاظ بأموالهم بالعملات الأجنبية وأثارت دافعًا كبيرًا لشراء الليرة. ووفقًا لاتحاد البنوك التركية، تم بيع أكثر من مليار دولار بالفعل من خلال البنوك خلال اليوم الذي أعلن فيه "أردوغان" القرار بالرغم من إغلاق الأسواق.
ومع ذلك، انتقد بعض الاقتصاديين هذه الخطوة، معتبرين أنها ستزيد الدين العام حيث ستضطر الخزينة لدفع أي فرق بين سعر الصرف الأجنبي والليرة.
وقال "تيم آش"، كبير المحللين الإستراتيجيين في "بلو باي" لإدارة الأصول ومقرها لندن: "في الواقع، ستزيد هذه القرارات من الدولرة بشكل غير مباشر لأن قاعدة الودائع ستصبح مرتبطة بالعملات الأجنبية بينما ستضطر الحكومة لسداد الفاتورة.. ويمكن القول إن الدولرة تتحول من القطاع الخاص إلى القطاع العام".
من ناحية أخرى، رأى العديد من الاقتصاديين الأتراك أن الأداة الجديدة هي رفع مستتر لأسعار الفائدة لأن خزينة الدولة ستدفع فرق سعر الصرف. وكتب أستاذ الاقتصاد الشهير "رفعت جوركايناك" على "تويتر": "لقد قاموا برفع أسعار الفائدة بشكل ملحمي دون وصفه بأنه ارتفاع".
أما "محوي إيلماز" وهو اقتصادي تركي معروف آخر، فقال: "إذا ارتفع سعر الصرف الأجنبي بنسبة 40% وكان سعر الفائدة 14%، فإن الدولة ستدفع نسبة 26% التي تمثل الفرق بينهما... وهذا لن يسمى رفع سعر الفائدة.. رائع!".
وهناك أيضًا مخاوف من أن الأداة الجديدة ستدفع التضخم إلى مستويات أعلى لأنها تتطلب ضخ المزيد من الليرة في الأسواق.
وذكّرت هذه الأداة الخبراء بشيء حاولت تركيا القيام به في السبعينيات لجذب تدفقات العملات الأجنبية وخاصة من المواطنين الأتراك الذين يعيشون في الخارج. وضمنت "ودائع الليرة التركية القابلة للتحويل (CTLDs)"، كما كانت تُعرف في ذلك الوقت، مدفوعات رأس المال الأصلي والفائدة على هذه الودائع ضد جميع المخاطر الناشئة عن تخفيض قيمة العملة.
وأدى المخطط في النهاية إلى انفجار ائتماني ضخم من قبل البنوك المحلية وأطلق موجة جديدة من التضخم. كما كان لها عبء ثقيل على الخزانة التي أنهت المخطط في نهاية المطاف في عام 1978 وتحملت ديونًا بقيمة 2.5 مليار دولار.
وقال الصحفي التركي "باريس سويدان" في عمود الثلاثاء إن المسؤولين أعادوا الفكرة عام 2018، لكنهم تخلوا عنها بسرعة بسبب التداعيات المحتملة والعميقة على الخزانة. وعارض "لطفي علوان"، وزير المالية التركي المستقيل مؤخرًا، أيضًا الفكرة هذا العام بعد بدء انهيار الليرة، وفقًا لمصادر "سويدان".
وكتب "سويدان": "قال (الوزير المستقيل) إنّ مالية الحكومة التركية ستتلقى ضربة قوية إذا خرج هذا المخطط عن السيطرة خلال أزمة الصرف الأجنبي، وستتعمّق الأزمة لأنها ستزيد من أقساط تأمين مخاطر البلاد".
وبحسب ما ورد قال "علوان" أيضًا إن المخطط قد يعني أيضًا تحويل الثروة إلى شرائح المجتمع ذات الدخل المرتفع، لأنهم أكثر قدرة على الاستثمار والحصول على عوائد أفضل من البقية.
على أيّ حال، فقد أثار التأثير الحالي للمخطط على سعر الصرف الأجنبي موجة من الاحتفاء بين الدوائر الحكومية، ونقل عن مدير الاتصالات في الرئاسة التركية "فخر الدين ألتون" قوله إن التطورات تظهر أن الرئيس قد وفَّى مرةً أخرى بوعده والتزم به.
وشارك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية "عمر تشيلك" سلسلة من الصور على "تويتر" تظهر "أردوغان" وهو يرفع العلم التركي من الأرض.
وقال: "تركيا تنتصر". وقالت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة في العنوان الرئيسي على موقعها على الإنترنت إن إعلان "أردوغان" كسر ظهر الدولرة.
ونشرت صحيفة "يني شفق" الموالية للحكومة مقابلة مع مواطن باع مدخراته بالدولار الأمريكي خلال زيارة إلى أحد مكاتب الصرف الأجنبي الثلاثاء. وقال: "أنا سعيد لانخفاض الدولار. بالرغم أنني خسرت".
المصدر | رجب صويلو/ ميدل إيست آي